هل كل الناجحين وجدوا خاتم سليمان وهم يصطادون السمك ويقتلون أوقات فراغهم؟ أم أنهم وجدوا مصباح علاء الدين وهم يتسكعون فى الطرقات المظلمة؟ وهل اكتشف نيوتن قانون الجاذبية وهو يأكل التفاح مسترخياً فنزلت عليه تفاحة جعلته مكتشفاً لقانون غيَّر به العالم؟ كل هذا لم يحدث!! فلم يكن العلماء ولا المثقفون والمفكرون والأدباء يسيرون فى الصحراء بلا هدف، ثم يجدون مغارة على بابا فيقولوا لها «افتح يا سمسم» فتفتح لهم على النظريات والأفكار، بل كان وراء كل ذلك جهد وتعب ومشقة.. فكم من التفاح سقط على رءوس قبل نيوتن، ولم يكتشفوا نظرية ولا غيرها!! ولكن بالتأكيد إن هذه النظرية كانت فى باله، ليل نهار، فبالتأكيد كان يبحث عنها! وهذه اللحظات النورانية التى تجعل العباقرة يهرولون فى الطرقات عرايا ويصرخون «وجدتها، وجدتها» ما هى إلا لحظة ترتبت على الكثير من الجهد!! والعبقرية ليست محصورة فى هؤلاء فقط.. فأنت أيضًا يمكن أن تكون واحداً من هؤلاء، وتُغير مجرى التاريخ. وكل ما عليك فعله أن تبدأ الآن أعلم أن خطوتك الأولى ستكون شديدة الصعوبة، فالخطوة الأولى فى أى عمل أو لعبة تلعبها تكون أصعب الخطوات، لأنك لا تعرف قواعد هذه اللعبة، ولكنك تعرف أنك تريد أن تلعبها، وتصر على النجاح فيها. فإذا عرفت قواعد اللعبة صارت معك اللعبة يسيرة وبسيطة، وسريعة وقد تقابلك عقبات أكثر مما قابلتك فى بداية طريقك، ولكنك تتغلب عليها حتى تصل إلى النهاية، لأنك تعلمت قواعدها جيدًا. وهذا سر صعوبة الخطوة الأولى، فأنت تدخل فى أى مجال متخبط، لا تعرف ماذا تريد؟ ولا كيف تصل؟ لكن بمجرد أن تخطو الخطوة الأولى ستجد نفسك اقتربت من ملامسة حلمك. كثير من الناس لا يعطون النجاح محاولة أخرى.. يفشلون مرة وينتهى الأمر عندها، الكثيرون لا يتحملون ضربات الفشل المؤلمة ولكن إن كنت على استعداد أن تتقبل الفشل، وأن تتعلم منه وأن تعتبره خطوة إلى الأمام. فإنك بذلك تكون قد تعلمت أهم مسببات النجاح. ولذلك حدد لنفسك ماذا تريد أن تكون، ثم كن ما تريد. فيجب أن تكون مُصراً على تحقيق ما تريد، وأن تمتلك إرادة قوية وهِمّة عالية من أجل الوصول إلى هدفك، ولا تستمع لأى صوت يريد أن يحبطك أو يجعلك تتوقف ولا تحاول، استمر دائمًا. واسعَ بإصرار للوصول إلى هدفك، اترك بصمتك فى الدنيا، وأظهر روعتك وقدرة الله فى خلقك. ولا تحكم على مستقبلك من ماضيك.. فبعض الأنبياء رعوا الغنم.. ثم قادوا الأمم.. وتذكر قول هيلين كلير- التى لم تسجنها، إعاقتها ولم تعزلها عن العالم، ولكنها استغلت ما لديها من قدرات عوضًا عن السمع والرؤية، فأصبحت كاتبة كبيرة - وبدلاً من أن يشفق عليها العالم أشفقت هى عليهم، حيث قالت "أكثر الأشخاص إثارة للشفقة فى هذا العالم هم الذين يستطيعون الرؤية لكن يفتقروا إلى البصيرة . [email protected]