نفذ سلاح الجو المصري اليوم الاثنين، ضربات جوية على مدينة درنة الليبية، استهدف من خلالها المدخل الغربي للمدينة. ونقلت وكالة "رويترز" عن قادة ليبيين، أن الطائرات الحربية المصرية نفذت ضربات جوية على المدينة، التي تتهم عناصر بداخلها باستهداف حافلة الأقباط في المنيا يوم الجمعة الماضي. وقال شاهد اليوم الاثنين، إن هجوما أصاب المدخل الغربي لدرنة وأصابت غارتان أخريان منطقة الظهر الحمر جنوبي درنة. وقال أحمد المسماري المتحدث باسم قوات خليفة حفتر، المتحالف مع مصر: "إن الضربات الجوية مشتركة بين الجيش الوطني الليبي والجيش المصري"، بحسب قوله. وامتنع متحدث باسم الجيش المصري عن التعليق، وفق "رويترز". لكن القائد العسكري الليبي العميد عبد السلام الحاسي قال إن الضربات استهدفت مجلس مجاهدي درنة وكتيبة شهداء أبو سليم وهما جماعتان ليبيتان متحالفتان مع تنظيم القاعدة. وقال وزير الخارجية سامح شكري إن مصر استهدفت قواعد الجماعات المتشددة في ليبيا "للقضاء عليها والحد من قدرتها على تهديد الأمن القومي المصري". وأضاف شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أن مصر تتطلع إلى أن "توظف روسيا كل الإمكانات المتاحة لديها للعمل المشترك للقضاء على الإرهاب". وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم في الذي وقع في المنيا وأسفر عن مصرع 29 شخصًا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 20 آخرين. وقال ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ورئيس تحرير صحيفة الأخبار والمراسل الحربي السابق المقرب من الرئاسة المصرية، إنه تمت إصابة 15 هدفا في اليوم الأول من الضربات بما في ذلك في درنة والجفرة في وسط ليبيا حيث تتمركز ما وصفها "بمعسكرات الإرهاب". وقال إن الأهداف "شملت مراكز قيادة لتنظيمات الإرهاب ومواقع تدريب للعناصر الإرهابية ومخازن عتاد أسلحة وذخيرة وتجمعات للدبابات والمدرعات" مضيفا أن 60 مقاتلة شاركت في الغارات. ودرنة مدينة يقطنها 150 ألفا وتمتد على طول الطريق السريع الساحلي الذي يربط ليبيا بمصر. وحاول تنظيم "داعش" في بادئ الأمر ترسيخ موطئ قدم لها في درنة لكنها واجهت مقاومة من جماعات مسلحة محلية منها تحالف مجلس مجاهدي درنة وكتيبة شهداء أبو سليم. وتم طرد تنظيم "داعش" من المدينة في 2015 وأقامت بعد ذلك قاعدتها الليبية الرئيسية في سرت. وتدعم مصر القائد العسكري خليفة حفتر الذي تقاتل قوات بقيادته جماعات إسلامية ومقاتلين آخرين في بنغازي ودرنة منذ أكثر من عامين. وقال "المسماري" للصحفيين في بنغازي في وقت متأخر مساء الأحد إن قوات حفتر تنسق مع الجيش المصري الضربات الجوية واستهدفت الغارات في مطلع الأسبوع مخازن ذخيرة ومعسكرات عمليات. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة إن الغارات الجوية استهدفت متشددين تآمروا لشن الهجوم وإن مصر لن تتردد في تنفيذ ضربات جديدة داخل وخارج البلاد.