ظهر علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، أكثر من مرة منذ حصوله على البراءة فى القضايا، التى كان متهمًا بها، وهو ما دفع إلى التشكيك فى نيته ى الترشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة، والتى من المقرر عقدها عام 2018 وظهر نجل الرئيس الأسبق، على أحد المقاهى فى حى إمبابة، بصحبة نجله مع عدد من المواطنين، يشاركهم لعب "الطاولة"، كما تناول الملوخية داخل مطعم "البرنس". ونشرت صفحة "آسف يا ريس"، على "فيس بوك" صورًا لعائلة سائق علاء مبارك، أثناء زيارة علاء لها، مشيرة إلى أن هذا كان السبب فى وجود علاء مبارك بإمبابة، لافتة إلى أن الأخير زار الحى الشعبى لسبب إنسانى وليس له علاقة بما وصفه البعض ب"الشو الإعلامى". وكتبت الصفحة فى تدوينة لها: "علاء مبارك يزور أسرة سائقه المتوفى بمنطقة إمبابة، الذى وافته المنية أثناء فترة وجود جمال وعلاء مبارك بسجن طره، وهذا كان السر فى وجود علاء مبارك، بمنطقة إمبابة.. ده غير ملوخية البرنس طبعًا". وتداول عدد من رواد التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، الصور لعلاء أثناء جلوسه على أحد مقاهى إمبابة يلعب الطاولة، مع عدد من المواطنين، وسط فرحة من أهل المنطقة الذين سارعوا لالتقاط الصور السيلفى والتذكارية معه. كما حضر عزاء والد اللاعب محمد أبو تريكة، مشيرًا إلى أنه لم يكن الهدف منه محاولة كسب أرضية سياسية، وتناول العشاء بصحبة عدد من المقربين له فى أحد المطاعم الشهيرة بالسيدة زينب وعلى جانب آخر التقط بعض الجالسين بالمطعم الصور التذكارية معه. وشارك جموع المصريين بحى مصر الجديدة، احتفالاتهم عقب فوز المنتخب الوطنى على فريق بوركينا فاسو والتأهل إلى المباراة النهائية فى كأس الأمم الإفريقية. وشارك نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى بصور لكل من علاء وجمال مبارك أثناء تناولهما لوجبة العشاء داخل مطعم أسماك بمنطقة شبرا، والتف المواطنون حولهما، وحرصوا على التقاط الصور، لتكون ذكرى معهما. وحضر فى مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر، لتقديم واجب العزاء فى وفاة زوجة الفنان محمد صبحي، كما حرص على المشاركة فى مراسم عزاء الفنان الراحل محمود عبد العزيز، وحضر لتقديم العزاء فى والد الإعلامى أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسئوليتي" على شاشة قناة "صدى البلد"، بمسجد المشير محمد حسين طنطاوى بمنطقة التجمع الخامس. وفى عيد الأضحى الماضي، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو، يظهر فيه "علاء"، فى مجمع كافيهات "أركان" الكائن فى الشيخ زايد، وظهر المواطنون وهم يتصارعون لالتقاط الصور معه وقام آخرون بتصوير المشهد. وظهر فى حفل نظمه "منصور الجمال" والذى أقيم بفندق ماريوت بالزمالك، وكان الحفل خاصًا بعرض أحدث مجموعة من المجوهرات لعام 2015. كما ظهر فى مطعم للأسماك بمنطقة المهندسين، حيث حرص أحد المواطنين على التقاط صورة سيلفى معه، وتداول كثير من رواد السوشيال ميديا تلك الصورة، وكان بصحبة ياسر عمر الأبيض عضو مجلس إدارة شركة "الأبيض" لتجارة السيارات. وظهر فى إحدى الحفلات ب "6degrees " أحد أشهر الأماكن المخصصة للسهر فى الساحل الشمالى فى قرية "هاسيندا باى"؛ حيث إن هايدى راسخ زوجة علاء مبارك، قامت باستئجار فيلا بالقرية بدءًا من أول أيام عيد الفطر المبارك الماضى ولمدة 45 يومًا بتكلفة بلغت 450 ألف جنيه، بواقع 10 آلاف جنيه لليوم الواحد. كما ظهر فى عزاء والدة الكاتب الصحفى مصطفى بكري، بمسجد عمر مكرم، ظهر فى مجمع كافيهات ب"الشيخ زايد" وهو يحتفل بعيد الأضحى دون أى حراسة، بينما سارع المواطنون لالتقاط الصور معه، وآخرون بتصوير المشهد. وأجمع فقهاء قانونيون، على أن نجل الرئيس الأسبق، لا يجوز له قانونًا الترشح لانتخابات الرئاسة، أو أى انتخابات أخري، وفقًا للفقيه الدستورى والقانونى طارق نجيدة، والذى أشار إلى الحكم النهائى الصادر ضده فى قضية القصور الرئاسية يمنعه من مباشرة حقوقه السياسية. وفى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أضاف نجيدة، أنه رغم أن الحكم الصادر ضده بالإدانة يمنعه من مباشرة الحقوق السياسية، إلا أنه لا يمنعه من ممارسه حياته كالأشخاص الطبيعيين، مؤكدًا أن ظهوره سببه رغبته فى أن يحيا كأى مواطن عادي. وأشار إلى أن الفرصة الوحيدة له لكى يترشح للانتخابات الرئاسية هى تقديم طلب رد اعتبار للمحكمة ولكن بعد 6 سنوات، موضحًا أن ترشحه سيكون مرهونًا بقبول المحكمة الطلب. وفى ذات السياق، قال فؤاد عبد النبى، الفقيه الدستورى والقانونى إن "علاء" محروم من الترشح لانتخابات الرئاسة وفقًا لقانون الانتخابات رقم 73 لسنة 1956 وتعديلاته عام 2014، حيث تنص المادة الثانية من القانون السالف الذكر على أنه يحرم من مباشرة الحقوق السياسية، المحكوم عليه فى جناية ما لم يكن قد رد إليه اعتباره، من صدر حكم محكمة القيم بمصادرة أمواله، ويكون الحرمان لمدة خمس سنوات من تاريخ صدور الحكم . وأضاف ل"المصريون"، أن حق الانتخاب والترشح حق وواجب ووطنى وفقًا للمادة 87 من الدستور ولكنه حق مقيد بعدم ارتكاب جريمة جنائية أو جريمة تخل بالشرف أو إحدى الجرائم التى حددها قانون مباشرة الحقوق السياسية. وتنص المادة 87 من الدستور على "مشاركة المواطن فى الحياة العامة واجب وطنى، ولكل مواطن حق الانتخاب والترشح وإبداء الرأى فى الاستفتاء، وينظم القانون مباشرة هذه الحقوق، ويجوز الإعفاء من أداء هذا الواجب فى حالات محددة يبينها القانون. وتلتزم الدولة بإدراج اسم كل مواطن بقاعدة بيانات الناخبين دون طلب منه، متى توافرت فيه شروط الناخب، كما تلتزم بتنقية هذه القاعدة بصورة دورية وفقا للقانون". وأشار الفقيه الدستورى، إلى أن خروج "علاء" للرأى العام يرجع إلى رغبة النظام الحالى بإيهام الشعب بوجود منافس فى الانتخابات القادمة وهو أمر غير صحيح على أرض الواقع. وقال عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما يفعله أبناء مبارك محاولة للخروج من مرحلة حكم "مبارك" وتجاوزها بالإضافة إلى أنها تضليل للشعب. وفى تصريحات إلى "المصريون"، أوضح أن ظهور "علاء" المتكرر فى الشوارع المصرية ليست بخاف عن أعين الحكومة، وإنما بأوامر منها، مؤكدًا أن عائلة "مبارك" تريد أن تؤكد أن الأخير كان الفاسد الوحيد والحقيقة غير ذلك، حسب قوله. وأشار إلى أن النظام الحالى، يحارب ثورة يناير والدليل ما قاله "السيسي" فى إحدى خطاباته عن ثورة يناير، والذى قال فيه "إن التحرك الذى حدث فى 2011 - فى إشارة إلى ثورة 25 يناير - كان جزءًا من التوصيف غير حقيقي، وأن التوصيف خلال 30 سنة ماضية كان وعيًا زائفًا للمصريين". ولفت إلى أن الدستور لو تمت كتابته الآن لألغى ثورة يناير واعترف بأحداث 30 يونيو فقط، مؤكدًا أن النظام الحالى يتعامل مع ثورة يناير على أنها مؤامرة. وعن إمكانية ترشح نجل الرئيس الأسبق فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال الأشعل، إن "الرئيس الحالى لا يمكن أن يترك الحكم، وأن أى شخص سيترشح سيتم التنكيل به بالسجن أو بأى طريقة أخري"، متوقعًا ترشح "علاء مبارك" ولكن ك"دوبلير" فقط وليس منافسًا حقيقيًا، حسبما أكد. وقال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب "التحالف الشعبى الاشتراكي"، إن النظام الحالى هو جزء من نظام "مبارك" الذى كان يقوم على هيمنة الأجهزة الأمنية وسطوة رجال الأعمال المقربين من السلطة. وأضاف ل"المصريون"، إلى أن الرئيس الحالى لم يحتفظ بنفس الشعبية، وهناك انكماش فى شعبيته بسبب إعادة إنتاج النظام القديم بكل أفراده وهو ما يعتبر تحديًا للشعب الذى قام ضدهم بثورة إلى أن تمت الإطاحة بهم. وفى ذات السياق، قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، إن ظهور نجل الرئيس الأسبق فى أكثر من مناسبة هو محاولة تلميعه وتأهيله ليكون فى مقدمة المرشحين للانتخابات الرئاسية فى 2018، لينافس الرئيس الحالي. وأشار إلى عدم وجود منافس قوى ل"السيسي" فى الانتخابات القادمة، موضحًا أن نظام الرئيس الأسبق يسعى إلى الانتقام والعودة إلى الوسط السياسي.