قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, إن هزيمة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في انتخابات الرئاسة الفرنسية, من شأنه أن يؤثر سلبا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, الذي فسر البعض صعوده لرئاسة الولاياتالمتحدة, بأنه سيطلق موجة من صعود اليمين المتطرف على نطاق العالم. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 8 مايو, أن هزيمة لوبان تمثل انتكاسة كبيرة لقوى اليمين المتطرف, سواء في أوروبا أو في الولاياتالمتحدة . وتابعت " فوز ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانا انتصارا جزئيا لليمين المتطرف, بينما جاءت هزيمة مارين لوبان لتمثل كابحا قويا لقوى اليمين المتطرف, التي تسعى إلى الإطاحة بالاتحاد الأوروبي والقضاء على العولمة". واستطردت الصحيفة " التوجه الواضح في أوروبا هو أن الناخبين مصابون بخيبة أمل من الأحزاب التقليدية, لكنهم غير مستعدين لانتخاب اليمين المتطرف". وخلصت "واشنطن بوست" إلى القول :" إنه من الممكن أن تكون الشهور القليلة لرئاسة ترامب, والتي اتسمت بالفوضى, قد أضرت باليمين الأوروبي المتطرف". وكان مرشح تيار الوسط إيمانويل ماكرون فاز بحوالي 66% من أصوات الناخبين بحسب النتائج الأولية للجولة الحاسمة من انتخابات الرئاسة الفرنسية التي أجريت في 7 مايو، بينما أقرت منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بهزيمتها, واتصلت به هاتفيا لتهنئته. وبحسب تقديرات معهدي الاستطلاع "إيفوب" و"هاريس إنتراكتيف"، حصد ماكرون 65,5% و66,1% من الأصوات. وبذلك يصبح ماكرون (39 عاما) أصغر رئيس في تاريخ فرنسا مع تحقيقه فوزا كبيرا على مرشحة حزب الجبهة الوطنية (48 عاما). وماكرون -الذي لم يكن معروفا لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات ويصف نفسه بأنه لا ينتمي "لا إلى اليمين ولا إلى اليسار"- استطاع هزيمة منافسته لوبان -التي نالت حسب أول التقديرات 33.9% إلى 34.5%- في ختام حملة انتخابية قاسية كشفت انقسامات عميقة في فرنسا. وفي أول تصريحاته بعد فوزه، قال ماكرون لوكالة الصحافة الفرنسية إن "صفحة جديدة من تاريخنا الطويل بدأت... صفحة لعودة الأمل والثقة من جديد". وبدورها، أشادت لوبان "بنتيجة تاريخية وكبيرة" لحزبها الجبهة الوطنية في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وقالت في بيان مقتضب إنها اتصلت بماكرون لكي تتمنى له "النجاح" في مواجهة "التحديات الكبرى"، معلنة أنها ستقود حزبها إلى الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو المقبل. وحسب "الجزيرة", اعتبر المسجد الرئيسي في باريس أن فوز ماكرون يعطي الأمل لمسلمي فرنسا بأن بوسعهم العيش في انسجام واحترام للقيم الفرنسية. وأشارت توقعات سابقة إلى أن جولة الإعادة بين ماكرون ولوبان ستشهد معدلات امتناع عالية عن التصويت، حيث لا يجد ناخبو اليسار أو المحافظون أنفسهم متحمسين لأي منهما، بينما يغيب للمرة الأولى منذ ستين عاما الحزبان التقليديان الاشتراكي والجمهوريون عن الجولة الثانية.