قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, إن فوز إيمانويل ماكرون بالجولة الحاسمة من انتخابات الرئاسة الفرنسية, لن يخفي حقيقة تراجع الدعم الشعبي في فرنسا لقيم مثل التسامح الديني ولمشاركة فرنسا في المؤسسات العالمية مثل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وأضافت الصحيفة في تعليق لها على فوز ماكرون, أن تأهل مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان للجولة الثانية بالانتخابات الرئاسية الفرنسية كشف بوضوح تراجع هذه القيم, وهو ما يزيد من حجم التحديات أمام ماكرون. وتابعت الصحيفة "بابا الفاتيكان فرانسيس والكنيسة الكاثوليكية رفضوا أيضا اتخاذ موقف ضد لوبان, رغم مناهضتها الفجة للإسلام والمسلمين, وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة, ويزيد القلق من احتمال اختفاء قيم التسامح الديني في أنحاء القارة الأوروبية, في مقابل صعود اليمين المتطرف". وكان مرشح تيار الوسط إيمانويل ماكرون فاز بحوالي 66% من أصوات الناخبين بحسب النتائج الأولية للجولة الحاسمة من انتخابات الرئاسة الفرنسية التي أجريت في 7 مايو، بينما أقرت منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بهزيمتها, واتصلت به هاتفيا لتهنئته. وبحسب تقديرات معهدي الاستطلاع "إيفوب" و"هاريس إنتراكتيف"، حصد ماكرون 65,5% و66,1% من الأصوات. وبذلك يصبح ماكرون (39 عاما) أصغر رئيس في تاريخ فرنسا مع تحقيقه فوزا كبيرا على مرشحة حزب الجبهة الوطنية (48 عاما). وماكرون -الذي لم يكن معروفا لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات ويصف نفسه بأنه لا ينتمي "لا إلى اليمين ولا إلى اليسار"- استطاع هزيمة منافسته لوبان -التي نالت حسب أول التقديرات 33.9% إلى 34.5%- في ختام حملة انتخابية قاسية كشفت انقسامات عميقة في فرنسا. وفي أول تصريحاته بعد فوزه، قال ماكرون لوكالة الصحافة الفرنسية إن "صفحة جديدة من تاريخنا الطويل بدأت... صفحة لعودة الأمل والثقة من جديد". وبدورها، أشادت لوبان "بنتيجة تاريخية وكبيرة" لحزبها الجبهة الوطنية في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وقالت في بيان مقتضب إنها اتصلت بماكرون لكي تتمنى له "النجاح" في مواجهة "التحديات الكبرى"، معلنة أنها ستقود حزبها إلى الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو المقبل. وحسب "الجزيرة", اعتبر المسجد الرئيسي في باريس أن فوز ماكرون يعطي الأمل لمسلمي فرنسا بأن بوسعهم العيش في انسجام واحترام للقيم الفرنسية. وأشارت توقعات سابقة إلى أن جولة الإعادة بين ماكرون ولوبان ستشهد معدلات امتناع عالية عن التصويت، حيث لا يجد ناخبو اليسار أو المحافظون أنفسهم متحمسين لأي منهما، بينما يغيب للمرة الأولى منذ ستين عاما الحزبان التقليديان الاشتراكي والجمهوريون عن الجولة الثانية.