◙ «ماكرون» الأقرب للإليزيه بعد حصوله على دعم المحافظين والاشتراكيين وأوروبا على الرغم من خوضه جولة إعادة يوم الأحد 7 مايو المقبل أمام زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، اقترب المرشح الوسطى الشاب الموالى لأوروبا إيمانويل ماكرون بقوة من الفوز برئاسة فرنسا، ليكون أصغر رئيس يدخل قصر الإليزيه بعمر يناهز 39 عاما، وذلك بعد حصوله على دعم القوى المحافظة والاشتراكية، فضلا عن اللوبى المؤيد لأوروبا. وأظهرت أرقام وزارة الداخلية الفرنسية أمس أن ماكرون حصل على 23،75٪ من الأصوات بينما حصلت لوبان على 21،53٪، وحصل المرشح المحافظ فرانسوا فيون على 19،91٪، والمرشح اليسارى جان لوك ميلانشون 19،64٪، وناهزت نسبة المشاركة فى انتخابات الأحد80٪، وهى من أفضل نسب المشاركة منذ 40 عاما. ويبدو إيمانويل ماكرون فى موقع جيد للفوز فى الجولة الثانية، بعد أن دعا القسم الأكبر من الطبقة السياسية الفرنسية، سواء من اليمين أو من اليسار، إلى «تشكيل سد» فى وجه اليمين المتطرف، كما أعلن كل من المرشحين الخاسرين فرانسوا فيون وبنوا آمون دعمهما لماكرون، ودعيا الناخبين للتصويت لصالحه. واعتبر فيون الذى وصل فى المرتبة الثالثة أن «ما من خيار سوى التصويت ضد اليمين المتطرف الذى سيجلب «الانقسام» و»الفوضى»، على حد تعبيره، فيما وصف آمون الذى حصل على 6،8٪ من الاصوات، هزيمته ب»العقاب التاريخي» لحزبه، لكنه أضاف أن «اليسار لم يمت»، داعيا إلى «هزم الجبهة الوطنية بأشد ما يمكن» وإلى التصويت لماكرون. وفى سابقة فى هذه الانتخابات الحافلة بالمفاجآت، اتصل الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا أولاند بماكرون وزيره السابق للاقتصاد الذى استقال من الحكومة فى أغسطس 2016 ليهنأه على تأهله للجولة الثانية. وفى غضون ذلك، سارع المرشحان ماكرون ولوبان من الآن إلى طرح القضيتان الجوهريتان فى الجولة الثانية من الانتخابات، وهما أوروبا والعولمة. وأكد ماكرون أمام أنصاره المتجمعين فى جنوبباريس أنه سيحمل «صوت الأمل» لفرنسا و»لأوروبا»، مؤكدا عزمه على أن يكون «رئيس الوطنيين فى مواجه خطر القوميين». وأضاف لأنصاره فى خطاب النصر «غيرنا فى سنة واحدة وجه السياسة الفرنسية»، وأكد أنه سيأتى بوجوه جديدة لتغيير النظام السياسى القديم إذا اختاره الناخبون. من جهتها، قالت لوبان إن «الرهان الكبير فى هذه الانتخابات هو العولمة العشوائية التى تشكل خطرا على حضارتنا». وأضافت متوجهة إلى أنصارها «إما أن نكمل على طريق الإزالة التامة للضوابط، وإما أن تختاروا فرنسا»، طارحة نفسها على أنها «مرشحة الشعب». كما شنت لوبان هجوما لاذعا على منافسها، واصفة إياه بأنه «ضعيف» فى مواجهة ما وصفته ب»الإرهاب الإسلامي»، مضيفة أن الجولة الثانية مع ماكرون ستكون استفتاء على «العولمة المنفلتة»، وقالت إن سياساته الداعية للتحرر من القيود ستؤدى إلى منافسة دولية غير عادلة ضد المصالح التجارية الفرنسية وإلى هجرة جماعية وحرية حركة «الإرهابيين». وكان أنصار ماكرون و لوبان قد انفجروا فرحا فور إعلان فوز مرشحيهما، وصرخ أنصار المرشح الشاب الحديث العهد فى السياسة الذين تجمعوا فى مقرهم فى جنوبباريس «ماكرون رئيسا». فى مقر لوبان فى بورت دو فرساى لمعت أضواء زرقاء وانطلقت الموسيقى وألقي الورد على أرض المسرح. وأكد أول الاستطلاعات التى أجريت بعد ظهور نتائج الجولة الأولى أن ماكرون سيفوز بفارق كبير على لوبان فى الجولة الثانية، حيث أفاد معهد «إيبسوس سوبرا ستيريا» أن ماكرون مرشح حركة «إلى الأمام» سيحصل على 62٪ من الاصوات فى مقابل 38٪ لمرشحة حزب الجبهة الوطنية، بينما أورد معهد «هاريس إنتراكتيف» أن الفارق سيكون أكبر مع 64٪ من الأصوات لماكرون و36٪ للوبان. وفى صعيد ردود الفعل الدولية على نتائج انتخابات الرئاسة الفرنسية، أعرب وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل عن سعادته بفوز ماكرون، وقال إنه «واثق» من فوزه برئاسة فرنسا. وتمنى شتيفن سايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «حظا سعيدا» لماكرون من أجل اتحاد أوروبى قوى واقتصاد اشتراكي، كما هنأ رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مرشح الوسط الفرنسى وتمنى له التوفيق فى الجولة الثانية. وكتبت وزيرة الخارجية فى المفوضية الأوروبية فيديريكا موجيرينى على موقع «تويتر» إن «رؤية أعلام فرنسا والاتحاد الأوروبى تحيى نتيجة ماكرون، يمثل أمل جيلنا ومستقبله». وفى موسكو، قال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين : «نحترم خيار الفرنسيين ونؤيد إقامة علاقات جيدة ومفيدة للطرفين». ◙ إصابة 9 واعتقال 143 فى مظاهرات ضد الانتخابات شهدت شوارع باريس مواجهات بين مئات المتظاهرين الذين قدموا أنفسهم على أنهم «مناهضون للفاشية» و»للعولمة» وبين قوات الشرطة التى تعرضت للرشق بالزجاجات والمفرقعات من جانب شبان ارتدى بعضهم ملابس سوداء، وكانوا ملثمين. وقال أحد منظمى المظاهرة - التى حملت اسم ليلة المتاريس - عبر مكبر للصوت فى ميدان الباستيل شرق العاصمة : «إن المظاهرة هى ضد لوبان وضد ماكرون معا».وذكرت الشرطة أنه تم خلال تلك المواجهات إحراق خمس سيارات فى الدائرة العشرين من العاصمة، وإصابة ستة من أفراد الشرطة وثلاثة متظاهرين، وذلك لدى محاولة الشرطة تفريق المتظاهرين بالقوة، باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع. وذكر موقع «روسيا اليوم» أن مراسلته فى باريس شارلوت دوبينسكى أصيبت فى تلك الأحداث، التى امتدت لتشمل أيضا مدينتى نانت وبوردو. وذكرت مصادر الشرطة أن عدد المعتقلين وصل إلى 143 شخصا. وقال مشاركون فى المظاهرة : «لن نعترف بالنتيجة أيا كانت». وأوضح مشارك آخر أنه جاء للاحتجاج على ما وصفه ب»مهزلة الانتخابات»، مشيرا إلى أن «إن جميع المرشحين الأساسيين، إن كان ماكرون أو لوبان أو فيون، ليسوا هنا إلا من أجل الإبقاء على حكم طواغيت المال الذين يغتصبون السلطة ويسرقون ثروات الشعب، وليست لديهم أى شرعية، وبالتالى فإن هناك أزمة تمثيل جدية فى فرنسا».
◙ الصحف الفرنسية : انفجار كبير.. وصراع بين الشعب والنخب شبهت الصحافة الفرنسية وصول إيمانويل ماكرون ومارين لوبان إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ب»الانفجار الكبير» الذى وجه «ضربة قاضية لليمين» وطرح اليسار أرضا.وكتبت صحيفة «لو إيكو» الاقتصادية فى عنوانها «الانفجار الكبير» و»قفزة كبيرة فى المجهول»، مشيرة إلى أن ما يبقى من هذه الانتخابات هى عبارة «سئمنا من النظام القائم، والقطع التام مع الماضى». وأضافت «اختار الناخبون طى صفحة من الحياة السياسية الفرنسية تمت هيكلتها منذ بداية الجمهورية الخامسة». من جهتها، رأت صحيفة «لاكروا» الكاثوليكية العامة «أن هذه النتيجة تشكل زلزالا سيخلف هزات ارتدادية تكون دائمة». أما صحيفة «لوبينيون» الليبرالية فكتبت «إن الناخبين الفرنسيين فتحوا هذا اليوم صفحة جديدة من تاريخ الجمهورية الخامسة بإخراجهم من السباق الرئاسى لجميع ممثلى الأحزاب السياسية الذين حكموا بشكل أو آخر البلاد فى العقود الماضية». وعنونت صحيفة «لوفيجارو» اليمينية «ضربة قاضية لليمين»، مضيفة أنه «بالتالى خسر ما كان يعتقد بأنه مضمون». وأضافت الصحيفة «فى وقت كانت فيه الرغبة فى التناوب بعد ولاية اشتراكية اعتبرها الجميع كارثية، على أشدها، لن يكون اليمين للمرة الأولى فى تاريخه ممثلا فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية». وعنونت صحيفة «ليبراسيون» اليسارية أن ماكرون الأوفر حظا بات «على بعد خطوة» من الحكم. وأضافت «ستكون المواجهة فى الجولة الثانية بين الاشتراكية الليبرالية من جهة والنزعة القومية من جهة أخرى، بين الانفتاح والانغلاق، وبين أوروبا الموحدة وفرنسا المعزولة» مؤكدة أنه «مبدئيا وبفضل الجمهوريين من جميع الأحزاب، سيفوز الشاب الذى حل أولا فى الاقتراع».
◙ .. وصحف العالم : صفعة مدوية للمؤسسة السياسية رحبت الصحافة الدولية بتأهل إيمانويل ماكرون للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لكن بعض الصحف اعتبر أن وجود مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان كمنافسة فى السابع من مايو المقبل يشكل «تهديدا».ففى لندن، اعتبرت صحيفة «الجارديان» - وسط يسار - أن ماكرون يشكل «أفضل أمل لبلد كبير يواجه اضطرابا عميقا»، لكنها رأت أن «التهديد الذى يطرحه اليمين المتطرف لم يتبدد». ورأت صحيفة «فايننشال تايمز» فى الجولة الثانية «تتويجا» لماكرون، لكن الصحيفة الناطقة باسم أوساط رجال الأعمال نبهت إلى أن ماكرون سيضطر، إذا ما انتخب، إلى إجراء «مفاوضات قاسية» من أجل تطبيق برنامجه. من جهتها، عنونت صحيفة «ديلى ميل» المحافظة : «ثورة فرنسية جديدة»، موضحة أن فرنسا تجرى الآن استفتاءها حول الاتحاد الأوروبي، فيما تحدثت صحيفة «تايمز» - يمين الوسط - عن «نخبة فرنسية أهانها هامشيون يسيرون نحو الفوز» وفى برلين، بدت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج» المحافظة متحفظة حيال تأهل ماكرون، وكتبت فى مقالة بعنوان «فرنسا الممزقة» أن «أكثر من 40٪ من الفرنسيين صوتوا لمرشحين إما يمينيين متطرفين أو يساريين متطرفين ورأت مجلة “دير شبيجل” الناطقة باسم يسار الوسط أن فوز المرشح الوسطى “صفعة مدوية للمؤسسة السياسية”. وفى واشنطن، رأت صحيفة «وول ستريت جورنال” أن الفرنسيين “أعادوا تحديد الجغرافيا السياسية للبلاد من خلال وضع الاتحاد الأوروبى فى وسط المعارضة السياسية الجديدة”.