أعلنت قوى سياسية من أحزاب عدة في الآونة الأخيرة، عزمها تشكيل تحالفات سياسية؛ لخوض سباق الانتخابات المحلية المقبلة، والتي من المفترض أن يمثل الشباب النسبة الأكبر في تكوينها, بالإضافة إلى الاتفاق على مرشح بعينه لخوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي تنتهي مدة ولايته في يونيو 2018. ويعتبر الاندماج الذي أعلن عنه حزبا التيار الشعبي والكرامة تحت مسمى "تيار الكرامة" أولى الخطوات من الأحزاب السياسية المدنية في مصر لتشكيل معارضة حقيقية تنافس بشكل قوي في الانتخابات المقبلة، خاصة أن التكتل الجديد يضم عدة شخصيات بارزة وعلى رأسهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي, فيما تمهد عدة قوى سياسية أخرى للاجتماع والتشاور لتقريب وجهات النظر والعمل على تشكيل تحالف سياسي كبير تحت مسمى "التحالف الديمقراطي". وقال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق ومسئول العلاقات الخارجية في حزب التيار الشعبي الديمقراطي، إن الحزب في طريقه لخلق تحالف سياسي كبير يبدأ باندماج حزب الكرامة للتيار الشعبي في حزب سياسي جديد يسمى ب"تيار الكرامة"، وهو حزب يضم العديد من الكوادر السياسية ويحاول الاعتماد على الشباب بشكل كبير ودمجهم في الحياة السياسية من خلال وضعهم على قوائم الحزب في انتخابات المحليات المقبلة أو التشريعية. وأضاف مرزوق في تصريح ل"المصريون" أن الإعداد للحزب وهيكله التنظيمي والإعلان عن الاندماج سيتم خلال مؤتمر شعبي كبير يشارك فيه القواعد التنظيمية للحزب، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة وعلى رأسهم القيادي السياسي البارز ومرشح رئاسة الجمهورية الأسبق حمدين صباحي, مؤكدًا أن يتم العمل على أن يمثل الحزب المعارضة الحقيقية في الشارع المصري وأن يشكل واحدًا من أقوى الأحزاب المصرية في الآونة الأخيرة. وأكد مرزوق أنه من المقرر انضمام شخصيات بارزة فور تشكيل الحزب والإعلان الرسمي عنه، بالإضافة إلى احتمال اندماج أحزاب جديدة في محاولة لخلق تكتل سياسي كبير إلى جانب الإعلان عن تحالف ديمقراطي كبير يضم الكرامة والتيار الشعبي والتحالف الشعبي الديمقراطي والدستور وعددًا من القوى السياسية, وسيتم فيه تنسيق الجهود لطرح رؤية سياسية جديدة فيما يخص القضايا البارزة على الساحة المصرية سواء سياسيًا ك"تيران وصنافير" أو انتخابات الرئاسة المقبلة أو اجتماعيًا وملف الأسعار والفئات الاجتماعية المتضررة من الوضع الحالي. من جهتها، أشارت سماح الغزاوي، المتحدثة الرسمية باسم حزب الدستور، إلى أن القوى السياسية المدنية في تواصل مستمر واجتماعات بشكل دائم؛ لتقريب وجهات النظر خاصة في الآونة الأخيرة مع اقتراب انتخابات الرئاسة وإصدار قانون الانتخابات المحلية وتشكيل معارضة حقيقية على الأرض تحاول وضع برنامج سياسي واجتماعي تنافس به الحكومة وتضع حلولاً لإقناع المواطن المصري بأحقيتها في تمثيله في المجالس النيابية والتنفيذية. وأضافت الغزاوي في تصريح ل"المصريون" أن تأخر الإعلان عن تحالفات سياسية جديدة على الرغم من اقتراب سباق الانتخابات يأتي لعدة أسباب أهمها أن القوى المدنية تسعى لإخراج برنامج قوي يكون جديرًا بوضع حلول للفترة الحالية أكثر من الاهتمام بالاجتماع على اسم أو شخصية بعينها, بالإضافة إلى أن الوضع السياسي في مصر مضطرب وغير مستقر وارتفاع منسوب الملاحقات الأمنية للشخصيات المعارضة وبالتالي يتم تغيير المعطيات بشكل مستمر.