سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الأحزاب في دوامة فشل الاندماج".. بدأت من أجل التحالف ضد الإخوان.. وتجددت الدعوة بعد عزل مرسي.. "موسى" الوجه الأبرز في محاولات التحالف.. والعشوائية تلازم الجميع
تشهد مصر حالة من الترقب والحذر نظرا لتبدل كواليس المشهد السياسي والحزبي من محاولات لتشكيل كيانات حزبية جديدة سواء عبر الاندماج أو التحالف السياسي وليس الانتخابى فقط. شهدت الساحة السياسية حركة تحالفات واندماجات بين القوى السياسية والحزبية المتقاربة، كان من آخرها الإعلان عن خطة لاندماج أحزاب المصريين الأحرار والدستور والمصري الديمقراطي، استجابة لمطالب الشارع بتوحد القوى المدنية الرئيسية في كيان واحد وتحت مسمى واحد لتقوية الحياة الحزبية وخلق حزب قوي قد يحقق الأغلبية. وبعد قيام ثورة 25 يناير دعا العديد من القيادات الحزبية للاندماج السياسي، المحاولة الأولى قادها الأمين العام السابق للجامعة العربية والمرشح الرئاسي، عمرو موسى وتستهدف تشكيل "تحالف الأمة المصرية" بمشاركة متحمسة من حزب الوفد لكن "الحماس الوفدي" ما لبث أن تراجع، ووصل الأمر إلى دعوة الهيئة العليا للحزب والحكومة الموازية لمراجعة موقف حزب الوفد من هذه المبادرة. وكان هناك اتجاه للاندماج بين حزب غد الثورة بزعامة الدكتور أيمن نور من ناحية، وحزب الجبهة الديمقراطية الذي يرأسه محمد السعيد كامل من ناحية أخرى على أن يتم اختيار عمرو موسى رئيسا للكيان الجديد المقترح تسميته باسم " حزب المؤتمر المصرى" على غرار حزب المؤتمر الهندى، وتبدو تلك التسمية نتيجة لتأثر موسى بالتجربة الهندية التي تعد أكبر ديمقراطية في العالم. المحاولة الثانية جاءت في إطار شديد من التكتم والسرية لإنشاء تكتل للأحزاب الإسلامية بعد أن لوحظ وجود نوع من الفتور لدى قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" وحزبها "الحرية والعدالة" في التجاوب مع الفكرة التي تتولى ترويجها قيادات دعوية كبيرة من التيار السلفي، جاءت تلك التحركات من أجل تشكيل تكتل الأحزاب الإسلامية في ظل مخاوف داخل أوساط الأحزاب السلفية من ظهور حزب إسلامى جديد بقيادة المرشح الرئاسى السابق حازم صلاح أبو إسماعيل بما يؤثر على موقفهم السياسي والانتخابى خصوصا حزب النور الذي استحوذ على ربع عدد مقاعد مجلس الشعب الأخير، لكنها فشلت. وسعت الأحزاب "الوسطية" لتشكيل كيان حزبى كبير يعرف ب" تحالف الوسط" بقيادة حزب الوسط ورئيسه المهندس أبو العلا ماضى، والذي سعى لضم حزب "مصر القوية " بقيادة المرشح الرئاسى السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وحزب الحضارة بزعامة النائب محمد عبد المنعم الصاوى وحاتم عزام، وحزب النهضة وأبرز قياداته إبراهيم الزعفرانى والدكتور محمد حبيب المنشقان عن جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى حزب مصر- الذي يقوده الداعية الإسلامى الدكتور عمرو خالد. أما الأحزاب ذات التوجه الذي يعلي مبدأ "العدالة الاجتماعية" فقد حاول إنشاء تحالف أطلق عليه "تحالف الوطنية المصرية" ومن بينها حزب الدستور بقيادة الدكتور محمد البرادعى، وحزب الكرامة، والحزب الناصرى، والتيار الشعبي الذي أسسه المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحي، مع بعض الشخصيات العامة من بينهم عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والنائب السابق مصطفى الجندى والنائب المخضرم علاء عبد المنعم المستقيلون من حزب الوفد. وفشلت محاولة اندماج حزبي الفضيلة والشعب، التابعين للجبهة السلفية مع حزب "الأمة المصرية" برئاسة حازم أبوإسماعيل، بعد مرور شهر من الاندماج، وقرر حزبا الجبهة الاندماج في حزب واحد مستقل بسبب تأخر "أبوإسماعيل" في اتخاذ أي إجراءات عملية في تأسيس حزبه. ومن أبرز محاولات الاندماج هي المفاوضات بين حزبي "العدل" و"المصرى الديمقراطى الاجتماعى" للاندماج في كيان حزبي واحد من جهة وبين "المصرى الديمقراطى الاجتماعى" و"الجبهة الديمقراطية"، لكنه فشل أيضا. وظل القاسم المشترك في كل محاولات الاندماج هو الخوف من تكرار الهزيمة في الانتخابات، والعشوائية في التحرك للاندماج، ولذا لم تنج من دوامة الفشل المزمن والإخفاق.