شهدت كواليس العمل السياسى والحزبى في مصر محاولات نشطة لتشكيل أربعة كيانات حزبية جديدة سواء عبر الاندماج أو التحالف السياسي وليس الانتخابى فقط، وتتزايد وتيرة تلك الجهود مع اقتراب الاستحقاق الانتخابى وإجراء انتخابات برلمانية جديدة قبل نهاية عام 2012 الجارى، كما يتوقع مراقبون.. في إطار الجمهورية الثانية التى بدأت بانتخاب الرئيس محمد مرسي كأول رئيس مدني للبلاد منذ 60 عاما. كافة القوى والتيارات السياسية المصرية بما فيها الأحزاب الاسلامية تشهد حاليا تحركات أو مبادرات أو حتى نقاشات داخلية حول ضرورة التوحد والاندماج مع الأحزاب التى تتشابه معها فى "اللون السياسى" والخط الأيديولوجى أو الموقف من بعض القضايا مثل مدنية الدولة أو تطبيق الشريعة أو العدالة الاجتماعية ومساندة الفقراء- حسب ما جاء في تقرير لوكالة أنباء الشرق الأوسط-.. المحاولة الأولى، يقودها الأمين العام السابق للجامعة العربية والمرشح الرئاسى عمرو موسى وتستهدف تشكيل "تحالف الأمة المصرية" بمشاركة بدت متحمسة من حزب الوفد لكن" الحماس الوفدى" مالبث أن تراجع لدرجة أن الحزب أصدر بيانا /الثلاثاء/ الماضي أعرب فيه ضمنيا عن الامتعاض من خروج الرئيس الشرفى للحزب عمرو موسى عن الإطار المتفق عليه وفديا، ووصل الأمر الى دعوة الهيئة العليا للحزب والحكومة الموازية لمراجعة موقف حزب الوفد من هذه المبادرة. ويتوقع خبراء ومحللون سياسيون مصريون أن ينسحب حزب الوفد من تحالف الأمة المصرية عقب اجتماع الهيئة العليا والحكومة الموازية يوم /الأحد/ المقبل، حيث كشفت مصادر وفدية النقاب عن رفض رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى فكرة الاندماج بين الأحزاب الليبرالية تحت أى راية أخرى سوى راية الوفد وتحت مظلته واسمه. ويوجد اتجاه للاندماج بين حزب غد الثورة بزعامة الدكتور أيمن نور من ناحية، وحزب الجبهة الديمقراطية الذى يرأسه محمد السعيد كاملمن ناحية أخرى على أن يتم اختيار عمرو موسى رئيسا للكيان الجديد المقترح تسميته باسم " حزب المؤتمر المصرى" على غرار حزب المؤتمر الهندى، وتبدو تلك التسمية نتيجة لتأثر موسى بالتجربة الهندية التى تعد أكبر ديمقراطية فى العالم نتيجة لعمله سفيرا لمصر فى نيودلهى فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى. حزب الوفد برئاسة السيد البدوى ساند عمرو موسى خلال حملته الرئاسية باعتباره مرشح الحزب، كما أن عمرو موسى ينتمى فكريا لحزب الوفد وله تصريح شهير خلال فترة حكم مبارك قال فيه إنه إذا كان عليه ان ينضم لحزب سياسى بعد مغادرته لمنصب وزير الخارجية فانه سينضم للوفد، مما مثل " صفعة سياسية" للحزب الوطنى الحاكم آنذاك بقيادة الرئيس المخلوع حسنى مبارك. ويشارك فى مفاوضات تشكيل تحالف الأمة المصرية بزعامة عمرو موسى حزبا المواطن المصرى، ومصر القومى وعدد من الأحزاب والشخصيات العامة الأخرى التى تستهدف تشكيل كيان حزبى جديد وصفه عبد الغفار شكر وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى ونائب رئيس المجلس القومى لحقوق الانسان بأنه سيكون حزب الرأسمالية المصرية في الاقتصاد والليبرالية فى السياسة. لمحاولة الثانية، تجرى فى إطار شديد من التكتم والسرية لإنشاء تكتل للأحزاب الاسلامية حيث لوحظ وجود نوع من الفتور لدى قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" وحزبها "الحرية والعدالة" فى التجاوب مع الفكرة التي تتولى ترويجها قيادات دعوية كبيرة من التيار السلفي. وكشفت مصادر مطلعة لوكالة أنباء الشرق الأوسط النقاب عن مشاركة ممثلين لأحزاب "النور" السلفى، وحزب الجماعة الاسلامية "البناء والتنمية"، وحزب الأصالة بقيادة النائب السابق عادل عفيفى في التحركات الرامية لتشكيل تكتل الأحزاب الاسلامية فى ظل مخاوف داخل أوساط الأحزاب السلفية من ظهور حزب اسلامى جديد بقيادة المرشح الرئاسى السابق حازم صلاح أبو إسماعيل بما يؤثر على موقفهم السياسى والانتخابى خصوصا حزب النور الذى استحوذ على ربع عدد مقاعد مجلس الشعب الأخير. المحاولة الثالثة، لتكوين كيان حزبى كبير يعرف ب" تحالف الوسط" بقيادة حزب الوسط ورئيسه المهندس أبو العلا ماضى، والذى يسعى لضم حزب "مصر القوية- تحت التأسيس" بزعامة المرشح الرئاسى السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وحزب الحضارة بزعامة النائب محمد عبد المنعم الصاوى وحاتم عزام، وحزب النهضة- تحت التأسيس وأبرز قياداته ابراهيم الزعفرانى والدكتور محمد حبيب المنشقين عن جماعة الاخوان المسلمين، بالاضافة الى حزب مصر- تحت التأسيس الذى يقوده الداعية الإسلامى الدكتور عمرو خالد. وأخيرا وليس آخرا، فان المحاولة الرابعة يطلق عليها "تحالف الوطنية المصرية" والذى يستهدف جمع الأحزاب التى تعلى من شأن مبدأ "العدالة الاجتماعية" في برامجها ومن بينها حزب الدستور بقيادة الدكتور محمد البرادعى وحزب الكرامة والحزب الناصرى والتيار الشعبى الذى يؤسسه حاليا المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى مع بعض الشخصيات العامة من بينهم عبد الحكيم جمال عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والنائب السابق مصطفى الجندى والنائب المخضرم علاء عبد المنعم المستقيلين مؤخرا من حزب الوفد.