شددت جماعة "الإخوان المسلمين"، على التزامها بمعاهدة السلام مع إسرائيل، وعدم التطرق إليها فى الوقت الراهن، وإن تعهدت بإعادة النظر فيها مستقبلاً، وذلك تأكيداً على تصريحات مرشحها لرئاسة الجمهورية الدكتور محمد مرسى، بخصوص الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد ما دامت إسرائيل لا تخترقها، فيما اعتبر البعض مرسى أن التصريح مجرد مناورة انتخابية تكتيكية لبعث الطمأنينة للغرب. وقال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، إن موقف الحزب من اتفاقية السلام تم إعلانه منذ بداية ثورة 25 يناير، وهو احترام كل المعاهدات التى أبرمتها مصر وليس هذه المعاهدة فقط. وأضاف: الوقت الحالى ليس ملائمًا لتغيير المعاهدات التى أبرمت من قبل، ولكن لابد أن يستقر الوضعان السياسى والاقتصادى أولاً، ونبدأ بعد ذلك النظر فى الاتفاقيات. ورأى أن هذا ليس معناه أن يستمر انتهاك السيادة المصرية من الأطراف الخارجية وعلى رأسها إسرائيل، بل يجب أن تصاغ كل العلاقات الخارجية مرة أخرى مع جميع الأطراف الخارجية، ونستعيد سيادة الدولة وكرامة المصرى فى أى دولة فى العالم. من جهته، أكد جهاد الحداد، مسئول ملف العلاقات الخارجية بمشروع النهضة بحزب "الحرية والعدالة"، أن الحزب وبرنامجه يحترمان الاتفاقيات الدولية المبرمة مع الدول الخارجية، ومع ذلك يرى أنه يجب زيادة أعداد الجيش المصرى على الحدود مع إسرائيل، مضيفا أن الحزب كان ينوى فتح العلاقات مع قطاع غزة، وعمل تبادل تجارى معه وفتح المعابر، وإنهاء الحصار الذى فرض عليه منذ 6 أعوام كاملة. وتابع: يجب أن تدرك إسرائيل أن النظام المصرى بعد 25 يناير غير النظام قبله، فالوضع قد اختلف تماما عن ذى قبل، فلن نصمت أبداً على انتهاكات الكيان الصهيونى فى اعتدائه على الفلسطينين، وسوف نجبر إسرائيل على احترام المعاهدة التى بيننا وبينهم لأنها تسىء تنفيذها وفهمها. فيما أكد الدكتور كمال الهلباوى المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان سابقاً فى الغرب، أن "الإخوان المسلمين" طوال عمرهم يسمون اتفاقية "كامب ديفيد" بالاتفاقية "المشئومة" وهكذا كانت تسميها الجماعة الإسلامية فلماذا أصبحت الآن غير مشئومة. وطالب الهلباوى "الإخوان" بالحفاظ على ثوابتهم ومواقفهم قبل 25 يناير، وأن تظل هذه المواقف بعد 25 يناير، معتبراً هذه التصريحات انحرافا عن ثوابت الإخوان منذ القدم، كما طالبهم بالرجوع لمبادئهم وثوابتهم وعدم تغييرها للوصول لأهداف سياسية أو مناصب، رافضاً أن تكون هذه التصريحات لمرحلة ومن ثم الرجوع لما كان عليه الأمر. غير أن الدكتور مجدى قرقر، عضو مجلس الشعب، الأمين العام لحزب "العمل" أكثر الأحزاب محاربة لكامب ديفيد والمقرب من الإخوان إن مرسى مضطر لهذا التصريح من أجل الانتخابات الرئاسية بغرض تقبل بعض الدول الأجنبية له. ورأى أن هذه مناورة تكتيكية من أجل الانتخابات الرئاسية وإن كانت تتعارض مع مبادئ الإخوان المسلمين، وقد يتغير بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن أى مرشح رئاسى يجب أن يقول إنه يحترم ويحافظ على الاتفاقات الدولية، التى عقدتها مصر مع كل الدول.