الدكتور أحمد زارع: تحميل الأزهر مسئولية تفجير الكنيستين "غير معقول".. وصاحب هذه الاتهامات أصبحت صورته مكشوفة المناهج تتم مراجعتها باستمرار وتنقيتها بحذف ما لا يناسب العصر وإضافة آخر تطورات العلم مثل التجميل وتأجير الأرحام الجامعة تهتم بالأنشطة الأدبية والفنية والرياضية ويشارك فيها الطلاب من الجنسين بدون تمييز نعتمد على أحدث الوسائل التعليمية والأمثلة على استمرار تقديمنا للنوابغ كثيرة في كل المجالات جامعة الأزهر لا تأوي "الإرهابيين".. والحديث عن ذلك لا أساس له خريجو الأزهر يلتحقون بالكليات العسكرية.. ومن بينهم شهداء
قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر، إن الحملة الممنهجة التي يواجهها الأزهر خلال الفترة الأخيرة، تستهدف "مصر" كلها في الأساس وليس الأزهر بشكل خاص، مؤكدًا أن أيادي مشبوهة وقلوبًا حاقدة لأصحاب الأجندات الخاصة تقف وراء ذلك كله، إلا أن تلك الحملة لن تزيد الأزهر إلا إصرارًا؛ حيث لن تأتي محاولات هؤلاء سوى بنتائج عكسية تمامًا لما يرجونه منها. وأضاف زارع في حواره مع "المصريون" أن التعليم الأزهري مزدهر ويقدم النوابغ للأمة في كل المجالات، وأنه لا صحة لتشدد الجامعة ومنعها للأنشطة أو تجاهلها لوسائل التعليم الحديثة كما يروّج البعض، بدليل العديد من الأنشطة الأدبية والفنية التي شارك فيها الطلاب من الجنسين وكذلك المعامل والوسائط الحديثة في الكليات. وبشأن ما يثار عن مناهج "التراث" التي تحتوي على أفكار تدعو للتطرف وتؤسس للإرهاب، قال زارع إنه "حق أريد به باطل"، موضحًا أن الإمام الأكبر شكّل لجنة من 100 خبيرٍ لمراجعة المناهج التعليمية قبل الجامعية، وتمت مراجعته مراجعة تامة تم على إثرها استبعاد ما ليس له علاقة بالعصر، وهو ما يحدث كل 5 سنوات بشكل دوري ومنظم. وإلى نص الحوار.. في رأيك.. ما السبب الحقيقي وراء الحملة ضد الأزهر؟ الحملة ضد الأزهر ممنهجة وهي ضد مناهج الأزهر، وسبقتها حملة على التراث بصفة عامة والإمام البخاري بصفة خاصة وعلى كثير من الأمور التي تعتبر من المسلمات في ديننا، وأستطيع أن أؤكد أن الأزهر هو الحصن المتين للوسطية في الوطن العربي ولن يتأثر بتلك الهجمات، وربما كانت هذه الهجمة دافعًا قويًا للتجويد لتلافي السلبيات وتحسين الخط والارتقاء أعلى فأعلى. مَن تراه وراء تلك الحملة؟ بعض المنصات الإعلامية لبعض الفضائيات الخاصة، وللأسف فوجئنا بأن هناك بعض التجاوب من بعض القنوات في الخارج أيضًا، والتي تردد بعض الكلمات التي تقال هنا ومنها بعض الصحف البريطانية، إلا أنها في النهاية أيادٍ مشبوهة وقلوب حاقدة على مصر بصفة أساسية وهم أصحاب أجندات خاصة، ومن وجهة نظري الغرض من تلك الحملة هو ضرب مصر؛ لأن الأزهر هو أعز ما تملكه مصر، فالحملة موجهة ضد مصر؛ لأن لها احترامها في كل دول العالم، وكذلك الأزهر، إلا أن تلك الحملة لن تزيد الأزهر إلا إصرارًا، خاصة مع مساندة الجميع من عامة الناس أو من المنصفين له، وربما تأتي تلك الحملة بنتائج عكسية عكس ما يريد ويخطط له أصحابها، وسوف يبقي الأزهر أقوى من ذي قبل بل أكثر قوة. - هل تحتاج مناهج الأزهر وخصوصًا مناهج التراث إلى تنقية كما يردد البعض؟ أولاً هي كلمة حق أريد بها باطل من بعض هؤلاء الذين يهاجمون الأزهر، أتحدى أن يأتي إنسان بأي منهج في الأزهر أو المعاهد الأزهرية يدعو إلى التطرف أو الانحراف الفكري، فمنذ نحو 3 سنوات الإمام الأكبر شكّل لجنة من 100 خبير لمراجعة المناهج التعليمية قبل الجامعية، وتمت مراجعته مراجعة تامة وتم استبعاد ما ليس له علاقة بالعصر مثل الرق، وما إلى ذلك وشطبت بعض الألفاظ غير المتداولة والصعبة على أذهان أبنائنا، ووضعت مادة الثقافة الإسلامية لتفنيد فكرة المتطرفين وتقديم للطالب فكر وسطي يواجهه هذا الفكر المخترق، وهناك أيضًا "كتاب أصول الدين" لتعليم أصول الدين؛ فكل 5 سنوات تتم مراجعة المناهج التدريسية في كل الأقسام العلمية، وهناك مواد جديدة علمية تم إدخالها إلى مناهج مثل زراعة الأعضاء وتأجير الأرحام والتجميل، ولدينا دراسات سجلت باللغات الأجنبية وناقش البعض رسالات الماجستير والدكتوراه في جامعتنا. - هل أنت راضٍ عن مستوى التعليم الأزهري الآن؟ وما أسباب ما يراه البعض ترديًا وتدهورًا فيه؟ لا أحد ينكر دور الأزهر في إنجاب النوابغ، ولعلنا ندلل على ذلك من خلال بعض الأساتذة الذين تم تكريمهم على مستوى العالم والذين يعتبرون قدوة للعالم أجمع مثل الطبيب ياسر البطران طبيب أوروبا الأول 2015، والذي استطاع إجراء 1000 عملية لعلاج قصر القامة بنسبة نجاح 100%، وهو أستاذ مساعد وحاصل على جائزة الدولة التقديرية. وهناك أيضًا الدكتور عبادة سرحان في قسم الرياضيات كان مرشحًا لجائزة نوبل العام الماضي، والدكتورة زينب نبيل في زيارة للولايات المتحدة في مؤتمر طبي وشاركت بأبحاث هناك وتعجب المتواجدين من أنها طبيبة مسلمة وتابعة للأزهر، وهناك طالب بالأزهر قدم 12 براءة اختراع ومنها "دودة القز"، التي جعلها تتغذى على كل الأوراق الخضراء، كما لدينا علاقات علمية وثقافية على مستوى العالم ب60 جامعة مثل "السيربون" وغيرها، فكيف يكون الأزهر مساعدًا على التطرف وهو به ذلك الكم من النوابغ، فأبناؤنا في الأزهر في مقدمة الصفوف بشهادة مَن يناقشون رسالات الدكتوراه، وفي طريقنا إلى الارتقاء أكثر وأكثر، وقولي دائمًا بأن الأزهري لابد أن يكون في مقدمة الصفوف. - ما ردكم على اتهام الجامعة بأنها تأوي الطلاب ذوي الميول الإخوانية والمتطرفة.. بحسب تصريح سابق لوزير الداخلية بعد إعلان القبض على متورطين في عملية اغتيال النائب العام؟ هذا غير صحيح، وسأستعير قول ضياء رشوان، نقيب الصحفيين الأسبق، ورئيس مركز الدراسات السياسية في الأهرام، والذي قال بالحرف: "إن الذين تم القبض عليهم من الجهاديين 30 ألفًا منهم 10 فقط تابعون للأزهر، فكيف الأزهر مأوى للطلاب الإخوان، ومكتب إرشاد الإخوان كان به عضو واحد فقط من جامعة الأزهر، بالإضافة إلى العشرات من الجامعات الأخرى، بجانب معظم النقابات مثل نقابة الهندسة والطب والصيادلة وغيرها كان يسيطر عليها الإخوان، فلماذا لا يقال إن نقابة الأطباء إرهابية أو نقابة الصيادلة إرهابية، هل من المنطق والعدل أن تتهم المؤسسة كلها؟ فالتعميم خاطئ من بين 500 ألف طالب ومن بينهم 100 أو حتى 1000 طالب، فعدد الدارسين في الأزهر 2مليون و700 ألف. - إلى أي مدى أثر إدخال الكليات العلمية كالطب والهندسة وغيرهما إلى الأزهر على الدراسات الإسلامية والفقهية؟ الكليات العلمية الجديدة في الأزهر لم تؤثر إطلاقا على كليات الفقه، وكلية طب البنات على سبيل المثال أول كلية حصلت على الجودة، والطالب في الكليات العلمية، يأخذ جرعات معينة، فهو يدرس 5 أجزاء من القرآن كل عام فيتخرج في الجامعة الطبيب الداعية والمهندس الداعية الذي لديه علم بأمور دينه. ما رأيك فيما يقال بأن جامعة الأزهر بعيدة عن الأنشطة ووسائل التعليم الحديثة؟ تجني جامعة الأزهر العديد من المراكز؛ نتيجة لمشاركتها في العديد من الأنشطة، فعلى سبيل المثال تم تكريم بعض الطلاب من كلية إعلام، فحصل طالب على المركز الثاني، وطالبة على المركز الثالث في مسابقة المراسل الإعلامي على مستوى الجامعات المصرية. وهناك الطالب محمد مجاور، صاحب كتاب "ليل القاهرة" الذي وزع 30 ألف نسخة في معرض الكتاب، وهناك الأنشطة الرياضية التي حصل فيها الأزهر على مراكز متقدمة. والعام الماضي فازت بعض الفتيات في الأزهر في مسابقة الغناء، وقال الفنان حلمي بكر وكان في لجنة التقييم: "أشهد أن الأزهر جامعة وسطية". وهناك رحلات لكل أنحاء مصر لتعريف الطالب ببلده، وكانت هناك رحلة العام الماضي لجميع الطلبة بالتناوب لزيارة قناة السويس، والأزهر شارك في بعض المسابقات ل"تحدي الإعاقة"، وحقق بعض المراكز على مستوى الجمهورية، أما المعامل والوسائط الحديثة، فكليتا الترجمة والصيدلة تعملان بالأجهزة الحديثة، ومبنى الإعلام يحتوى على أحدث الأجهزة وإن كان يتم تجديده حاليًا. خريج الأزهر ممنوع من الالتحاق بكليات الشرطة والحربية؟ هذا غير صحيح، فبعض تلاميذنا التحقوا بالحربية، وهناك بعض شهدائنا أزهريون، ربما كان في عقود سابقة هذا الأمر غير واضح، إلا أنه الآن غير صحيح بالمرة. كيف ترى علاقة الأزهر بالدولة في عهد الرئيس السيسي؟ الأزهر مؤسسة دعوية وعلمية وتنأى بنفسها تمامًا عن أمور السياسة، إلا إذا دُعي للنقاش أو المشاركة في أمر ما طالما أنه وفقًا لشريعة الله وطالما أنه وفقًا للمصالح المرسلة، وموقف تأييد فضيلة الإمام لثورة 30 يونيو كان تأييدًا لما يحمي الأمة وما يحافظ على تماسكها. وماذا عن علاقة الأزهر بالكنيسة.. خصوصًا بعد تحميل المسئولية للأزهر في أعقاب حادثتي تفجير الكنيستين الأخيرتين؟ دائمًا العلاقة قوية بين الأزهر والكنيسة في مختلف الأزمان، ويتسابق كلاهما في احتواء أي مشاكل تحدث مثل ما حدث في المنيا من بوادر للفتنة الطائفية، وشارك الأزهر أيضًا بترميم الكنائس المهدمة، وتدخل لحل النزاعات القبلية والثأر والسيول.. فالأزهر يساعد وما "بيسكتش"، أما عن ما يثار بشأن الحادثتين الأخيرتين، وكأن الأزهر هو الذي فجّر الكنيستين فهو شيء لا يصدقه عقل وموجّه تلك الاتهامات أصبحت صورته مكشوفة.