قال وزير التموين الدكتور على مصيلحى، إن السبب فى تعويم الجنيه، يعود إلى ما قبل قرارات الإصلاح الاقتصادي، حيث بلغ الاحتياطي النقدي الأجنبي وقتها 15.2 مليار دولار فقط، وعجز الموازنة كان قد وصل إلى 11.5% من الناتج القومي الإجمالي، وخدمة الدين كانت قد أصبحت تقارب ال 33.5، حيث إن معظم احتياجاتنا يتم استيرادها من الخارج، وعلى سبيل المثال فإننا نستورد 95% من احتياجاتنا من الزيت. وأشار "مصيلحي" خلال حواره صباح اليوم الخميس من الإسماعيلية مع الإعلامية آية جمال، مقدمة برنامج "8 الصبح" الذي يبث على قناة "dmc "، إلى أن كل تلك الأمور جعلت الاستثمارات تتضاءل جدا في مصر، خاصة مع انتشار ظاهرة السوق السوداء في تداول الدولار، موضحا أن تلك الأمور جعلت أي مستثمر محلي أو حتى أجنبي يخشى من الاستثمار في مصر. ولفت وزير التموين إلى أن الأمر كان قد وصل إلى حد الكارثة في ذلك الوقت، وأنه لم يكن تم اتخاذ قرارات الإصلاح الاقتصادي، لما كانت الدولة ستتمكن من توفير الاحتياجات الأساسية للشعب، مشيرًا إلى أن حجم الاحتياطي النقدي الذي كان موجودًا وقتها، كان معظمه عبارة عن ودائع من الذهب من بعض الدول العربية الشقيقة، وبالتالي لم تكن هناك سيولة حقيقية في البنك المركزي. وذكر أنه بسبب عدم وجود سيولة من الأموال في البنك المركزي وقتها، كانت مصر ستجد صعوبة في استيراد القمح، الذي يمثل خبز الشعب، هذا بالإضافة إلى عدم إمكانية الدولة استيراد بعض السلع الأساسية مثل الزيت، لأن مصر تستورد 95% من احتياجاتها من الزيت، وتستورد 25% من استهلاكها من السكر، و75% من استهلاكها للذرة الصفراء اللازمة لأعلاف الدجاج، موضحًا أن الشعب لا بد أن يعرف تلك الحقائق، حتى لا يخرج أحد ويتحدث عن لماذا قامت الدولة بتعويم الجنيه، وأن كل تلك الأمور تحسنت جدًا بعد تعويم الجنيه.