يمكن أن يتصور أن يعيش إنسان دون نوع من الأطعمة.. لكن من المستحيل أن يعيش إنسان دون ماء. ولكن زال الاستغراب والعجب بأن يعيش الإنسان على عصير قصب السكر، ودون أمراض أو تناول علاج لأكثر من 56 عامًا. "المصريون" التقت السيد علي السيد حنيش، عمدة قرية بطيطة التابعة لمركز كفر الشيخ، والذي يعيش منذ عام 1961 دون مياه، حيث يقول إن حالته حيرت الأطباء، وعجزوا عن تشخيصها، ولم يجدوا مفرًا من التسليم بالواقع. وأضاف أنه بعد زواجه بثلاثة أشهر عام 1960 شرب مرة فشعر بألم في البطن، وبعدها بحوالي ساعتين اختفى الألم، ثم شرب مرة ثانية فشعر بتعب شديد، وتكرر الأمر على مدار 3 أيام حتى أنه كف عن شرب الماء، فوجد راحة في معدته. وأكد أن بعض أفراد أسرتي نصحني بالتوجه لقرية أخرى، فربما يكون ماء القرية غير مناسب لمعدته، ولكن تكرر الأمر معي، واحتار الأطباء في حالتي، فليس هناك سبب ظاهري أو أي أمر طبي واضح، مؤكدًا أنه كان يتناول الماء بشكل طبيعي مثل باقي الناس طوال 20 سنة. وتابع: أنه بعد أيام دلني مزارع على شرب عصير القصب ليعوض تناول المياه، وبالفعل جربت نوعين من عصير القصب الأول القصب الأبيض فشعرت بنفس الآلام، فجربت عصير القصب الأحمر القاتم فتعرضت أيضًا لنفس الألم، فجربت النوع الثالث وهو القصب الأبيض في الأحمر، فوجدت نفسي مرتاحًا ولم يحدث لي ألم. وأكد أنه يستهلك سنويًا من محصول القصب من هذا النوع بمعدل ما بين 3 و4 قراريط، وكان سعر القيراط في بداية الستينيات 50 جنيهًا، والآن وصل 2000 جنيه، ويتناول يوميًا ما بين 4 و8 أكواب على حسب حالة الجو، لافتًا إلى أنه اشترى عصارة يدوية في منزله وبعد ذلك قام زوج ابنته بشراء عصارة من الصين بتكلفة 20 ألف جنيه، وهي سهلة العمل عن العصارة اليدوية. العجيب أن العمدة ذهب للسعودية مرتين لأداء العمرة، وكان يحمل ما يكفيه من أعواد القصب بعد كسرها لقطع صغيرة، ويتم عصره في العصارات بمكة، فقد حدد لي أحد المتواجدين هناك مكانها. وألمح إلى أنه لم يشرب من ماء زمزم، وكانت لدى الرغبة فى ذلك ولكن خوفي من الآلام منعت نفسي، لافتًا إلي أنه أثناء خروجه من كفر الشيخ لأي بلدة أحمل معي زجاجة عصير، وأحيانًا أتحمل حتى ولو لمدة ثلاثة أيام دون شرب لتعودي علي هذا الأمر.