"نيوتن" ما قدمه أكبر من تفاحة سقطت على رأسه

وأحيانًا يخرج من ظلمات الكوارث نور مضيء يمهد لحياة أفضل للبشر، فكان انتشار مرض الطاعون بجميع أنحاء أوروبا بعام 1665 بمثابة خلوة فكرية لنيوتن ليضع بعض نظرياته ساعدت في تطوير العلوم، ليفني حياته أعزب في سبيل شغفه بالتعلم.
"السير إسحاق نيوتن" ولد في 4 يناير عام 1643، بقرية ولسثورب بإنجلترا، كانت لحياته الشخصية تأثير كبير على الحالة النفسية له، فبعد وفاة والده المزارع قبل مولده بثلاثة أشهور وعند بلوغه الثلاثة أعوام تركته والدته لتتزوج مرة ثانية وهذا ترك بصمات لا تمحي بنفسيته وولد لديه شعور انعدام الأمان.
التحق نيوتن بمدرسة الملك وبجانب دراسته انخرط بعالم السحر والكيمياء خلال عمله بإحدى الصيدليات المحلية، مما دفع والدته لأن توقفه عن الدراسة وتجبره بالعمل كمزارع إلا أنه أثبت فشله بالحرفة وعاد للدراسة مرة أخرى بعد أن تدخل العم في إقناع والدته، وصل نيوتن إلى جامعة كامبردج، وكانت الثورة العلمية في ذروتها الكاملة.
أول خطوة للنجاح
أحرز نيوتن تقدمًا ناجحًا في الثلاث السنوات الأولى لدراسته وساعده في ذلك حبه بالعلم الأكثر تقدمًا واستغلال وقت فراغه في قراءة كل ما يتعلق بالفلاسفة الحديثين، تخرج نيوتن بمرتبة الشرف وحصل على الدعم المالي لأربع سنوات مقبلة، ولكن أغلقت الجامعة أبوابها عقب انتشار الطاعون ووصوله إلى المدينة، وقدكوّن نيوتن موسوعة من المساهمات العديدة كمجال الرياضيات والفيزياء، ومن هذه المساهمات وضع أسس نظرية "حساب التفاضل والتكامل، ونظريتي الضوء واللون، واكتسابه نظرية كبيرة في قوانين حركة الكواكب، كما صاغ قوانين الجذب العام والحركة".
شغل عدة مناصب من بينها منصب رئيس الجمعية الملكية، كما كان عضوًا في البرلمان الإنجليزي، وتولى رئاسة دار سك العملة الملكية، وكان ثاني أستاذ لوكاسي للرياضيات في جامعة كامبريدج.
وصفه بعض العلماء بأعظم عبقري عاش في أي وقت كما وصف بالتواضع واستدل على ذلك بإحدى عباراته برسالته "إن توصلت لشيء، فذلك لأني أقف على أكتاف العمالقة".
وفاته
توفى نيوتن أثناء نومه بلندن في ال31 من مارس عام 1727، ودفن في دير وستمنستر، ولكن عقب وفاته تم فحص شعره ليتم إيجاد آثار للزئبق، وتم ترجيح أن يكون ذلك نتج عن تجاربه الخيميائية، وذلك يفسر سبب وفاته بالتسمم الزئبقي وحركاته غريبة الأطوار في قبل وفاته.