إنَّ احتكاك الديانات والمذاهب بعضها ببعض من أهم العوامل في انتقال الأفكار والعقائد، والحديث وتتبع ذلك يطول. ومن أهم العقائد والمظاهر الدينية-الاجتماعية التي أخذها الشيعة من المسيحيين= العزاء العاشوري والمسيرات الحسينية والتطبير* والتمثيليات الكربلائية وغيرها من مظاهر تأجيج الكراهية داخل المجتمع الإسلامي. وقد كان النصارى قديمًا ولا يزالون يقومون بمثل هذه التمثيليات والمسرحيات العاطفية لزراعة الكراهية في نفوس عامة المسيحيين تجاه اليهود بوصفهم قتلة المسيح.
"إنَّ حادثة قتل المسيح ظلّت تُعتبر فعلاً غير مغفور ينبغي استحضاره على الدوام. فإنَّ تمثيليات محنة المسيح، قد مُثِّلَتْ بمشاهد صلب تحتوي على شخصية مقززة شريرة تقف بجانب الصليب، وتقدم للمسيح الضامئ المحتضر شرابًا مرَّا". مارك كوهين
ثم تطور الأمر من حركات شعبية إلى عمل مؤسسي، فإنَّ أول مؤسسة -كما يقول جوزيف بيرن- معروفة (لجالدي النفس بالسياط) ظهرت في إيطاليا (بيروغيا) سنة 1211م. ومنها تفشت الظاهرة في أوروبا وبين المسيحيين!
هذه المظاهر كلها وأهدافها انتقلت بشكل شبه متطابق من المسيحيين إلى الشيعة، وجعلوها دينًا يتقربون بها إلى مرضاة أئمتهم، وأصبحت أكبر مظاهر للكراهية وزرع الأحقاد بين المسلمين.
يقول العالم الشيعي المعروف مرتضى مطهري: "إذا تجاورت النحل وتعاشرت تبادلت العقائد والأذواق وإن تباعدت في شعاراتها، من ذلك مثلاً سريان عادة التطبير، أي ضرب الرؤوس والقامات وضرب الطبول والنفخ في الأبواق من المسيحيين الأرثوذكس القفقازيين إلى إيران وانتشرت فيها انتشار النار في الهشيم، بسبب استعداد النفوس والروحيات لتقبلها".
*التطبير: ضرب الرؤوس والقامات بالسيوف والسكاكين، أثناء ضرب الطبول والنفخ في الأبواق، بمناسبة حزينة.