في زيارة لم يتم الإعلان عنها إلا مؤخراً، استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالقاهرة، قبل القمة العربية المقرر انعقاد بالأردن اليوم الأربعاء، 29 مارس. ولخصت القمة التي عُقدت في القاهرة أول أمس، بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، إلى اتفاق على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة، لا سيما خطر الإرهاب، وشددا على أهمية «ردم الخلافات العربية – العربية». وحصل أيضاً اتفاق مشترك على «رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية العربية»، في إشارة إلى إيران، وعلى «التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تعاني منها سورية وليبيا بما يحافظ على وحدة الدولتين». وحسب مراقبين فإن الهدف المحوري من الزيارة، هي "الوساطة" بين الحكومة السعودية والرئيس السيسي، على خلفية توتر العلاقات بين الطرفين، وتباين المواقف في العديد من الملفات، أهمها ما يخص القضية الإقليمية الخاصة بجزيرتي "تيران وصنافير". وتتميز البحرين بقربها الشديد من الإدارة السعودية، وتملك علاقات وثيقة مع الرياض، إضافة إلى علاقتها القوية بالنظام المصري، ما يؤهلها للقيام بدور الوساطة أملا في ترتيب لقاء يجمع بين العاهل السعودي الملك سلمان و"السيسي"، على هامش اجتماعات القمة العربية بالأردن، التي انطلقت اليوم الأربعاء . وقبيل انعقاد القمة، أكد وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي، في تصريحات من المنامة أبرزتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن زيارة العاهل البحريني «تمثل دفعة قوية لمسار العلاقات التاريخية الوثيقة والمتنامية بين البلدين باعتبارها نموذجاً للأخوة العربية»، موضحاً أن الزيارة «تأتي في إطار الحرص على أمن المنطقة واستقرارها وسلامتها الإقليمية، وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي». تباين المواقف وضغوط ترامب كما يتباين موقف الطرفين في عدد من الملفات الأخرى أهمها موقف مصر من الحلف "الروسي الإيراني" فيما يخص الأزمة السورية، إضافة إلى شكوك حول موقفها من الحوثيين وعلي عبدالله صالح في اليمن، والتي تخوض السعودية ضدهما حربا شرسة منذ سنتين. ورغم إعلان الحكومة المصرية، عن استئناف الجانب السعودي ضخ شحنات الوقود أواخر مارس الجاري أو أول إبريل، بعد توقف دام 6 شهور منذ أكتوبر الماضي. بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لواشنطن؛ إلا أن مراقبين يميلون إلى التأكيد على أن استئناف شحنات الوقود السعودي لمصر، إنما جاءت بناء على ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المملكة.