ذكرت صحيفة "دير تاجس شبيجيل" الألمانية, إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في آسيا, يستعدون لخطر حرب قادمة مع كوريا الشمالية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب, متوقعة أن خلال هذه المواجهة، يمكن أن يكون هناك استخدام محدود للأسلحة النووية. وأوضحت الصحية، في تقرير لها, أن كوريا الشمالية هي أكبر تهديد حقيقي للولايات المتحدة في القارة الآسيوية, مشيرة إلى أن جهود كوريا الشمالية لتطوير الرءوس النووية، التي يمكن أن تهدد وجود قواعد القوات الأمريكية المتواجدة في كوريا الجنوبية واليابان, يعد الأكثر إلحاحًا الذي تواجه إدارة "ترامب" حاليًا, ولذلك كان زيادة بناء نظام الدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية خطوة جيدة, لصالح دونالد ترامب. وفي السياق ذاته, حذر وزير الخارجية الأمريكية, ريكس تيلرسون, كوريا الشمالية, الأسبوع الماضي, خلال جولته في آسيا, قائلاً: إن "الرد العسكري الأمريكي سيكون أحد الخيارات إذا هددت كوريا الشمالية القوات الكورية الجنوبية والأمريكية". وحذر الخبراء في الولاياتالمتحدةالأمريكية, من ضمنهم ويندي شيرمان, التي كان وزيرة في إدارة باراك أوباما, من تطور النظام التكنولوجي في كوريا الشمالية مؤخرًا, موضحين أن الإدارة في كوريا تعمل على جمع أكبر عدد من الباحثين في مجال التكنولوجيا, مؤكدين أنها فقط مسألة وقت قبل أن يطلق الرئيس الكوري, بيونج يانج, صواريخ نووية جديدة, وهذا ما يضع الولاياتالمتحدة وحلفاءها تحت ضغط جديد. وأضافت "شيرمان"، أن المناطق المكتظة بالسكان في الولاياتالمتحدة هي ضمن نطاق تهديد الأسلحة الكورية الشمالية, كما أن اليوم، أصبحت سان فرانسيسكو مهددة, حيث سيكون توابع الصواريخ على لوس أنجلس قريبًا. وأشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة والصين والدول الأخرى في المنطقة اختبرت إستراتيجيات مختلفة على مدى العقدين الماضيين، للتأثير على كوريا الشمالية, فكانت هناك عقوبات، علاوة على عروض للتعاون، بما في ذلك إيصال الأغذية والطاقة, حيث وضعت كوريا الجنوبية ما يسمى بسياسة "الشمس المشرقة", للانفتاح المتبادل بين البلدين. بالإضافة إلى محاولات وقف الأسلحة النووية وبرامج الصواريخ بهجمات التخريب والحاسوبية, التي أدت أحيانًا إلى بعض نجاحات، ولكن رغم كل ذلك, كانت كوريا الشمالية ومازالت تعمل على تطوير أسلحتها النووية لتدمير العالم, في هذا الصدد علقت "شيرمان", "لقد حاولنا كل شيء، ولكن دائمًا نقف عاجزين عن فعل أهم خطوة", وهي عدم محاكمة الرئيس الكوري, بيونج بانج, ومساعديه إلى الآن". ولفتت الصحيفة النظر إلى تصريح السفير الياباني, "ماسافوميإيشي", فاليابان تعد أهم حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة, حيث أكد أيضًا الحاجة إلى تغيير في الإستراتيجية تجاه كوريا الشمالية, معتبرًا دعوته هذه موقف "دفاعي" عن الإدارة الأمريكية ليس أكثر. وعقبت الصحيفة أن منطقة شرق آسيا ذات أهمية اقتصادية كبرى، رغم أنها ملغمة بالصراعات، وأهمها أزمة كوريا الشمالية النووية، مما جعل الولاياتالمتحدة تنتقل من منطقة الشرق الأوسط إلى تلك المنطقة لأهداف إستراتيجية, وهو نفس الدافع التي جعل كوريا الشمالية تتخوف من إدارة "ترامب" وتعمل على تطوير أسلحتها النووية, استعدادًا منها إلى أي حرب قادمة.