يبدو أن درجة الإحتقان بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدةالأمريكية، يزداد يوما بعد يوم، فمجيء "دونالد ترامب" رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، وما أثبته عبر ضربته للنظام السوري، يعزز من التخوفات التي أصبحت واقعة على الأقل خلال حرب تصريحات الطرفين، وما يبقى فقط هي الحرب الحقيقية التي باتت قاب قوسين أو أدني من الحدوث؟ فهل ستقع تلك الحرب بالفعل؟ ترامب يحشد أقرانه ونقلت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يناقش مع نظيره الصيني "شى جين بينج" خيارات عسكرية للتعامل مع كوريا الشمالية، كما طرح الجيش الأمريكي سيناريوهات التعامل مع الزعيم الكوري "كيم جون أون" من الآن، يأتي هذا فيما أعلن الرئيس الأمريكي "ترامب"، أن بعض المشاكل السيئة سيتم الخلاص منها، وذلك بعد الاجتماع المدوي مع رئيس الصين بمنتجع ترامب "مار ايه لاجو" بولاية فلوريدا. تعاون صيني أمريكي لردع كوريا الشمالية وفي ذات السياق، أكد وزير الخارجية الأمريكي، "ريكس تيلرسون" أن الصين وافقت على العمل بجانب أمريكا لردع كوريا الشمالية، فيما أكد ترامب قائلا "حققنا تقدمنا هائلا في علاقتنا بالصين، وسنحرز المزيد من التقدم، وأن العلاقة تطورت بفضل الرئيس الصيني حيث أن العديد من المشاكل السيئة الكبرى سيتم حلها". إغتيال "كيم جونج أون" من بين الحلول فيما صرّح مصدر عسكري أمريكي بارز، أن من بين السيناريوهات لحل أزمة كوريا الشمالية، وضع صواريخ نووية بكوريا الجنوبية، واغتيال "كيم جونج أون"، لكنه أوضح أن تلك السيناريوهات لم يتم طرحها بلقاء رئيسي أمريكاوالصين، فيما أوضح مسؤول مشارك بالاجتماعات، لشبكة "بي بي اس" أن ترامب يستعد لوضعية الحرب اليوم. لدينا القدرة على خوض أي حرب مع أمريكا وفي 21 مارس الماضي، قالت كوريا الشمالية، إنها مستعدة لخوض أي حرب ترغب الولاياتالمتحدة في خوضها، وقال متحدث باسم وزارة خارجية كوريا الشمالية، إن "بيونج يانج" لديها القدرة على الاستجابة الكاملة لأي حرب ترغب الولاياتالمتحدة في خوضها . ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن المتحدث، الذي لم تذكر اسمه، قوله "إن القوة النووية هي سيف العدالة الثمين للدفاع عن الوطن الاشتراكي وحماية شعبه"، مضيفا "ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تقبل بكوريا الشمالية بلدا نوويا، ولديها القدرة على الردّ الكامل على أي حرب ترغب الولاياتالمتحدة في إشعالها". تيلرسون يصعد من الحرب وفي تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي، "ريكس تيلرسون"، وجه تحذيرات نارية إلى كوريا الشمالية، حيث قال إن الرد العسكري الأمريكي سيكون أحد الخيارات، إذا هددت كوريا الشمالية القوات الكورية الجنوبية والأمريكية، فيما اعتبر أن سياسة الصبر التي تنتهجها واشنطن حيال "بيونج يانج" "انتهت تماما. وشدد "تيلرسون" على ضرورة وقف برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية، قائلا "لا نرغب بالتأكيد في أن تصل الأمور إلى نزاع عسكري، ولكن إذا زادوا من خطورة برنامجهم للأسلحة إلى حد يحملنا على الاعتقاد بأن الأمر بات يتطلب تحركا، فسيصبح هذا الخيار واردا". صحيفة ألمانية: حرب قادمة مع كوريا الشمالية وذكرت صحيفة "دير تاجس شبيجيل" الألمانية، في تقرير لها، إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في آسيا، يستعدون لحرب قادمة مع كوريا الشمالية في ظل إدارة "ترامب"، متوقعة أن خلال هذه المواجهة، يمكن أن يكون هناك استخدام محدود للأسلحة النووية، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدةوالصين والدول الأخرى في المنطقة، اختبرت إستراتيجيات مختلفة على مدى العقدين الماضيين، للتأثير على كوريا الشمالية، وذلك ضمن التأثير على سياسات كوريا الشمالية. كوريا الشمالية أكبر تهديد حقيقي للولايات المتحدة كما أكدت الصحيفة، إن كوريا الشمالية، هي أكبر تهديد حقيقي للولايات المتحدة في القارة الآسيوية، مشيرة إلى أن جهود كوريا الشمالية النووية، تشكل خطورة على قواعد القوات الأمريكية المتواجدة في كوريا الجنوبية واليابان، ومن ثم كانت الحاجة ملحة لزيادة بناء نظام الدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية من قبل "ترامب" الآن. لا يمكن الجزم "حرب تتصاعد" هكذا أكد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، إن أجواء الحرب بين كوريا الشمالية وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية أصبحت تتزايد وبكثرة، مشيرا إلى أن هناك ترويض قوي ومجهودات كبيرة قبل وقوع أي حرب عسكرية بين الجانبين. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، برغم التصعيدات الخطيرة التي وصلت إلى حد وقوع حرب بين الطرفين، إلا أنه لا يمكن الجزم بوقوع حرب بين "بيونج يانج" وبين واشنطن. وأوضح أن "ترامب" يبدو أنه من الواضح يستخدم فقط التصريحات العدائية، وذلك لإخافة كوريا الشمالية، مستدلا بالتنسيق مع روسيا عند ضرباته الصاروخية التي استهدفت مطار الشعيرات، والتي تظهر مدى حرص الإدارة الأمريكية عدم فتح جبهات مع قوى دولية برغم ما تفعله روسيا في سوريا. حرب تتصاعد وافقه أيضا، اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي والعسكري، والذي أكد إنه من الصعب أن تشن الولاياتالمتحدةالأمريكية حربا في التوقيت الحالي مع كوريا الشمالية، لا سيما أن كوريا الشمالية تتصرف بجنون. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر" أن التجارب النووية التي تأتي من قبل "بيونج يانج"، تمثل نقطة استفزازية للولايات المتحدةالأمريكية، إلا أنها في ذات الوقت أيضا تمثل، ردعا كبيرا، ولا يمكن أن يكون هناك حرب بالمعني الحقيقي العسكري. وعن إستمراريتها، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الحرب بين الطرفين، ستظل منحصرة في التصريحات، إلا أنها مرشحة للتصاعد، مع مجهودات أمريكية تهتم بإيجاد حلول دبلوماسية، دون اللجوء لخيارات الحرب. ملفات تمنع اندلاع حرب كما أكدت الدكتورة، هدى راغب، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن السبب الأساسي في الاحتقان الحاصل بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وبين كوريا الشمالية، هو تهديد الأخيرة لكوريا الجنوبية، وهي حليفة أساسية لواشنطن، فضلا عن التجارب النووية والصواريخ الباليستية، التي دائما ما تسبب انزعاجا للولايات المتحدة. وأضافت في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن في ظل وجود قوتين يتوافر لديهما السلاح النووي الذي يسبب دمار شاملا لمناطق واسعة من العالم، لا يتوقع على الإطلاق لجوء تلك الدول إلى المواجهة في ظل حضور هذا السلاح، لا سيما أنه يمثل خطورة كبيرة على جميع الأطراف. ولفتت إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، هي الأخرى لديها ملفات عديدة في منطقة الشرق الأوسط، من بينها ملف الإرهاب الذي أصبح مهددا لها لدرجة كبيرة، وهو ما يحول انخراطها في حرب جديدة.