حاول المصريون إيجاد حلول بديلة مؤقتة لزيادة أسعار المترو، التي أقرتها الحكومة اعتبارًا من يوم الجمعة، دون الاستغناء عن الوسيلة الأرخص والأمن في مصر. فمع ارتفاع أسعار التذكرة إلى الضعف، سارع بعض المصريين لشراء عدد كبير من التذاكر فئة الجنيه الواحد لاستخدامها أطول فترة ممكنة، في محاولة للالتفاف على قرار الحكومة، فيما اتجه آخرون لشراء الكروت الذكية بأسعارها القديمة وبقيمة أعلى. وقال أيمن عبد الدايم (طالب جامعي)، إنه اضطر لشراء 100 تذكرة من فئة تذاكر الجنيه الواحد قبل سريان قرار وزير النقل المهندس هشام عرفات، برفع سعر تذكرة المترو لجنيهين، نظرًا لاستخدامه المترو لأكثر من مرة خلال اليوم الواحد. وأضاف، أن القرار له بالغ الأثر على الطلاب وخصوصًا المغتربين لاستعمالهم المترو بشكل شبه يومي, ولجوئهم للمترو باعتباره وسيلة المواصلات الأقل سعرًا والأوفر من حيث الوقت، وأن تكلفة المترو ستعد عبئًا على ميزانيته كطالب منذ اليوم، خاصة أنها زادت الضعف، وبالتالي فإن التكلفة قد تصل من250 إلى 300 جنيه شهريًا على المترو فقط. وعبر عبدالدايم عن شكواه من انعكاسات الزيادة على أوضاعه المعيشية، بقوله: "أنا طالب مغترب جئت من أقصى الصعيد للتعلم في القاهرة، فإن كانت تكلفة المترو الشهرية تصل إلى 300 جنيه، فماذا تبقى لمصروفاتي الجامعية، بالإضافة إلى أكلي وسكني وبالتالي فإن شرائي لكميات كبيرة من التذاكر لا يعد خروجًا عن القانون وإنما مأرب للهروب من المتطلبات الحياتية". وقال صلاح جبريل (طبيب، بمنطقة حدائق المعادي)، إنه اتجه لشراء الكارت الذكي للاشتراك في المترو فئة 3 أشهر ب150 جنيهًا من شخص اشتراه فقط ب 107 جنيهات، وقد ارتفع بعد الزيادة الأخيرة إلى 214 جنيهًا. وأضاف: "السوق السوداء لن تتوقف فقط على شراء وبيع الدولار إنما ستتسع بعد قرار الحكومة برفع سعر تذاكر المترو للضعف وتشمل تذكرة المترو والكارت الذكي, فمن يمتلك 50 تذكرة فئة الجنيه واحد سيبيع التذكرة الواحدة بجنيه ونصف، وما علينا سوى الشراء لتوفير المتطلبات الحياتية، خاصة بعد رفع أسعار أغلب السلع الأساسية، بالإضافة إلى المترو، والذي يعد أبرز وسيلة نقل يستخدمها المواطنون بشكل شبه يومي"، وفقا لقوله. وقال أحمد عبد الهادي، المتحدث الرسمي باسم هيئة مترو الأنفاق، إن "تذكرة المترو فئة الجنيه واحد سارية العمل ووزارة النقل لم تمنع تداول التذاكر القديمة، وبالتالي يمكن لمن يمتلكون هذه التذاكر استخدامها بطريقة عادية ودون توقيع غرامة عليهم". عبد الهادي أوضح ل"المصريون"، أن "رفع سعر تذكرة المترو لجنيهين قرار إداري, ولم يخرج قرار فني بعد بميكنة محطات المترو لتقبل تذاكر فئة 2 جنيه فقط، لأن اختلاف الأسعار الجديدة جعل من الصعب إعادة هيكلة ماكينات مترو الأنفاق". وبالحديث عن وجود سوق سوداء لبيع تذاكر المترو فئة الجنيه واحد، أكد عبد الهادي أن الوزارة لم تتلق أي بلاغات عن الأمر، وأنه لا يتعدى شراء كميات من التذاكر أو تخزينها من قبل أشخاص فقط.