إلغاء كميني أبو زعبل والخصوص بالقليوبية.. والفراخ بالبحيرة.. 3 أفواج أمنية متحركة على دائري القليوبية خبراء أمنيون: الإرهاب ينفذ خطة الضربات الاستباقية على الأكمنة الثابتة تحولت الكمائن الأمنية المنوط بها حماية الأمن ومطاردة الجماعات الإرهابية، إلى صيد ثمين واستهداف مباشر من قبل الجماعات المتطرفة، وانتشرت برك الدماء الشرطية الطاهرة أمام الكمائن خلال الآونة الأخيرة واستخدم فيها الجماعات المتطرفة جميع أنواع الخدع الأمنية سواء الهجوم المسلح أو زرع عبوات ناسفة. فلا تخفى الجماعات المتطرفة عداءها الشديد للجهاز الأمني الذي يسعى كليًا للحفاظ على الاستقرار الداخلى للبلاد، وتسعى تلك الجماعات المسلحة لتصوير الهجوم على الكمائن ادعاءً للنصر وتأثيرًا على معنويات الشرطيين، وعلى الرغم من الضربات المتلاحقة من قبل قوات الداخلية للعناصر الإرهابية إلا أنها مازالت تدفع المزيد من فواتير الدماء. وتعكف حاليًا الأجهزة الأمنية على مراجعة موقف الأكمنة الثابتة بجميع محافظات الجمهورية وإلغاء ما تراه الأجهزة الأمنية منه غير مناسب وخطر على قوات الشرطة، وذلك بعد وقوع عدد من حوادث استهداف بعض الأكمنة. وفي إطار ذلك رصدت "المصريون" بعض الكمائن الأمنية التي تم إلغاؤها من قبل الأجهزة الأمنية لدواعٍ أمنية وآراء المحللين في أسباب ذلك. إلغاء كميني أبو زعبل والخصوص قرر اللواء أنور سعيد، مدير أمن القليوبية، إلغاء كميني شرطة أبو زعبل والخصوص، وذلك بعد دراسة تم عرضها على وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار؛ حيث تم استبدال الكمينين ب5 أفواج أمنية متحركة لعدم استهدافهم من قبل العناصر الإرهابية. كما تم الدفع ب3 أفواج أمنية متحركة بالطريق الدائري بالقليوبية بديًلا عن الكمائن الثابتة، كما شمل القرار أيضًا إلغاء كمين المرج الثابت واستبداله بكمين متحرك وتزويد منطقة العبور ب 15 فوجًا أمنيًا. إلغاء كمين الفراخ بالبحيرة وفي 28 مايو 2016 وبسبب التكدس المروري ألغت الأجهزة الأمنية بالبحيرة كمين الفراخ وهو كمين مروري بمدخل محافظة البحيرة؛ حيث إن الكمين يعوق حركة سير السيارات ويشهد غالبًا هذا الكمين تكدسًا مروريًا وبناءً على ذلك تم إلغاء الكمين؛ حيث سيتم إنشاء الكمين في مكان آخر مناسب. نور الدين: الكمائن المتحركة وسيلة للهروب من فخ العمليات الإرهابية من جانبه، قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الكمائن الثابتة باتت تمثل خطرًا حقيقيًا على العناصر الشرطية، خاصة بعد حوادث استهدافهم المتكرر من قبل التنظيمات الإرهابية وافتقاد تلك الكمائن للجدوى التي أنشئت من أجلها، فالجماعات الإرهابية دأبت مؤخرًا على استهداف الأكمنة لسقوط أكبر عدد من الشهداء، كما أن الأمر لم يقتصر على سيناء فقط ولكن امتد لمناطق أخرى داخل المدن والمحافظات المكتظة بالسكان، أبرزها كمين العجيزى بالمنوفية وكمين الهرم بالجيزة. وأكد الخبير الأمني أن الكمائن المتحركة على الطرق السريعة والشوارع الرئيسة، هى الحل الأمثل للهروب من فخ العمليات الإرهابية، نافيًا الاستغناء عنها كليًا، مطالبًا في الوقت ذاته باعتمادها على بداية المحافظات لمنع تسلل العناصر المسلحة بين المحافظات وتكرار الحوادث. وأكد نور الدين أن استخدام التكنولوجيا في المراقبة الأمنية واستحداثها داخل الكمائن يكلف الوزارة أموالًا طائلة لا تستطيع اعتمادها ماديًا خاصة فى ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعانى منها البلاد والإمكانيات المحدودة للعنصر الأمني، كما أن تلك التكنولوجيا الحديثة لا تمنع خطر الإرهاب وهذا ما تم بالفعل في الدول المتقدمة وأوروبا، التي تمتلك عناصر التكنولوجيا لم تمنع خطر الإرهاب الذي داهمها وخاصة فرنسا التي مازلت حتى الآن تكتوي بنار الإرهاب. وأكد نور الدين أن العناصر الإرهابية على علم وتواصل الدائم بأماكن تمركز القوات الأمنية، لمراقبتهم الدائمة للعناصر الأمنية، ولذلك فمن الصعب جدًا ضبط تلك العناصر المتطرفة، على طريق تلك الكمائن. وشدد نور الدين على أن الكمين الشرطي يقوم بالقبض على مَن عليهم أحكام غيابية فقط وليس الإرهابيين؛ لأنه مستحيل أن يقوم الإرهابي بالسير من مكان معين ويعلم أن به كمينًا شرطيًا. وطالب الخبير الأمني القيادات الأمنية الحالية باعتماد قواعد معينة على الكمائن؛ حتى تنجو من فخ العمليات الإرهابية، منها تغيير الأماكن كل فترة، حتى لا تبدو الخطط الأمنية معلومة، بالإضافة إلى امتداد الحماية للكمين لمسافة تبعد عن 60 كيلو وتوفير منطقة الارتداد، وهى المنطقة المؤمنة التى تساعد قوات الأمن في القبض على المتطرفين فى حالة الهجوم على الكمين وتحاصرها قبل الهروب. وأشار الخبير الأمني إلى أن هناك عيوبًا تواجهها القوات الأمنية والتي تستوجب التخلص منها طول مدة الخدمة التي يؤديها المجند والقادة، والتي غالبًا ما تزيد على 8 ساعات متواصلة تتسبب في حالة من الركود والملل لدى العناصر الشرطية ما يدفعهم للجوء إلى أجهزة التليفون، للتغلب على طول المدة في الوقت الذي تنصب فيه الجماعات الإرهابية نسيجها وانغماسها فى مراقبة القوة الكمينية، وفى لحظات الملل تنقض الجماعات المتطرفة على الكمين ما يتسبب فى وقوع العديد من الضحايا الأبرياء. على سياق آخر، قال اللواء حسام لاشين، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إنه لا غنى عن الكمائن الثابتة فى عمليات التأمين والمراقبة، لكنها لابد أن تقتصر على أطراف المحافظات فقط، أما الكمائن المتحركة فهي خطة جديدة استحدثتها وزارة الداخلية لمراوغة الجماعات الإرهابية، وستحقق نجاحات ساحقة خلال الأيام القليلة المقبلة. وأضاف الخبير الأمني أن الكمائن الثابتة على الطرق لا تمنع الجريمة بل بالعكس تتسبب في إعاقة الطرق ومضايقة المواطنين، وغالبًا ما تكون كمائن مرورية تهتم بالرخص والمخالفات، ولا تكون مؤهلة لصد الجماعات المتطرفة والتي دائمًا تكون على أعلى تدريب وجاهزية. وأكد الخبير الأمني أن فكرة التمسك بالأكمنة الثابتة من أفكار المدارس التقليدية، ولذلك لابد على جهاز الشرطة اللجوء إلى الضربات الاستباقية للقضاء على الإرهاب عن طريق دحر أوكارهم، ولكن مع الأسف تحول الأمر إلى العكس وأصبح العدو هو مَن ينفذ خطة الضربات الاستباقية على الأكمنة الثابتة. وكشف الخبير الأمني أن خطة الهجوم على الكمائن الثابتة ووقوع العديد من الضحايا فى تلك الكمائن، تتضمن عدة محاور؛ حيث ترصد العناصر الإرهابية أولًا تلك الكمائن ومتابعتها، ودراسة كل نقاط الضعف، فضلاً عن أوقات ومواعيد تغيير أفراد الحراسة، وبذلك تجد سهولة كبيرة فى الهجوم عليها. وأضاف مساعد وزير الداخلية السابق، أنه لابد من الاهتمام كثيرًا بتلك الكمائن؛ لأنها أصبحت مقصدًا وفريسة سهلة للإرهاب، وبالتالي لابد من إمدادها بمعدات تفوق المعدات الحديثة الموجودة مع الإرهابيين. وشدد الخبير الأمني على ضرورة وضع خطة أمنية للتغلب على العناصر الإرهابية والتي تكمن في زيادة عدد أفراد الكمين الأمني الثابت وتدريبهم المكثف بأحدث الأسلحة وتعليمهم كيفية صد هجوم مضاد من الإرهاب، فزيادة أعداد الجنود المدربين والتدريبات عالية يقلل كثيرًا من استهداف الكمائن؛ حيث ستتفوق خبرة هؤلاء الجنود والأفراد على أي هجوم محتمل.. وبالتالي نقلل من فكرة وقوع ضحايا أو نجاح الاستهداف. أبو ذكرى: لا يمكن الاستغناء عن الكمائن الثابتة كليًا من منحى آخر، قال اللواء جمال أبو ذكرى، مساعد أول سابق لوزير الداخلية والخبير الأمني، إن فكرة استبدال الكمائن الثابتة بالمتحركة، يساهم خلال الفترة المقبلة فى السيطرة الأمنية، وهى خطوة موفقة من قبل وزارة الداخلية، ومن ثم يتطلب الأمر وجود أسوار خرسانية عالية بمحيط الأكمنة الثابتة التي لا يمكن الاستغناء عنها، وإنشاء أبراج خرسانية تسمح لرؤية حالات الاشتباه وتمنع التفجيرات، لافتًا إلى أنه في ثمانينات القرن الماضي تم استخدام الأبراج الخرسانية بالأكمنة بالصعيد وأتت بثمارها المرجوة، كما أنه لا يمكن الاستغناء عن الكمائن الثابتة كليًا لدورها المنوط به حماية المواطن إلا أن تلك الكمائن لا تمنع وقوع الجريمة كاملة، ولكنها تنجح فى الحد منها، وأن خطة إلغاء الأكمنة الثابتة سيتم تطبيقها في بعض المناطق دون أخرى، بحسب المناطق الجغرافية على أن يتم وضع خطوط سير عشوائية ومتغيرة للقوات الأمنية. وأكد أبو ذكرى أنه لابد من البحث عن حلول مرنة لأوضاع رجال الشرطة، وهو ما تعكف وزارة الداخلية على دراسته عبر لجان تم تخصيصها لتقييم الخطط، والأوضاع في شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى دعم تلك القوات بأسلحة نوعية قادرة على ردع ومواجهة قذائف العناصر المتطرفة ودعمها بخطط جديدة.