تحولت الكمائن الأمنية المنوط بها مهمة مطاردة الجماعات الإرهابية وإفشال مخططاتهم التخريبية إلى ثغرات أمنية تتيح لأولئك المطاردين تحقيق انتصارات معنوية وإلحاق خسائر بشرية برجال الشرط، بحسب خبراء أمنيين. كمين الهرم انفجرت عبوة ناسفة صباح الجمعة الماضية، استهدفت ارتكاز أمني ببالقرب من مسجد السلام شارع الهرم، ما أسفر عن استشهاد 6 من رجال الأمن وإصابة 3 مجندين. كمين الخصوص أطلق مسلحون يستقلون سيارتين أعيرة نارية صوب أفراد الكمين أسفر الطريق الدائري، فسقط رقيب شرطة قتيلا، وأصيب نقيب ومخبر سري. كمين الصفا وللمرة ال20، استهدف مجهولون كمين الصفا بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء في 19 مارس الماضي، ما أسفر عن مقتل 18 شرطيا. سيناء تعد شمال سيناء من أكثر المحافظات التي تتعرض لهجمات إرهابية تستهدف الكمائن، فقد تعرض كمين الريسة الواقع بالمدخل الشرقي لمدينة العريشلهجوم مسلح من ملثمين، وتجاوزت مرات الهجوم على ذلك الكمين 36 مرة منذ ثورة 25 يناير، حيث يستخدم الإرهابيون أسلحة ثقيلة في الهجوم. كما شهد كمين الماسورة برفح عدة هجمات مسلحة، الأمر نفسه لكمين "أبو طويلة" الواقع على الطريق الدولي، الذي تعرضه لثلاث عمليات آخرها انفجار 3 عبوات ناسفة، أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الكمين. كمين المرازيق تعرض كمين المرازيق بمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة إلى نحو 19 واقعة استعداف مسلح، على مدار 3 سنوات، بينها 5 مرات شهدت استشهاد مجندين وأمناء شرطة دون مراعاة تكثيف الحراسات الأمنية عليها، فضلًا عن عدم وجود كاميرات لمراقبة الطريق أمامها، ويمكن من خلالها التعرف على هوية أو ملامح الجناة. إلغاء الأكمنة الثابتة اللواء سميح بشادي، مدير أمن شمال سيناء الأسبق، رفض في تصريحات له مطالبة البعض بإلغاء الكمائن الثابتة واستبدالها بأخرى متحركة، مؤكدا أن ذلك يصب بالأساس لصالح الجماعات المتطرفة، الذين يبحثون عن مناطق واسعة للتحرك فيها. وأضاف "بشادي"، أن تعرض الكمائن في شمال سيناء تحديدا لهجمات متكررة، يرجع إلى طبيعة أرضها المسطحة والتي تكشف للإرهابيين مواقعها بسهولة، وهو أمر يختلف في جنوبسيناء حيث تتحصن أغلب الكمائن فيها بالجبال ويصعب استهدافها. العمود الفقري للشرطة وتتعرض قوات الأمن إلى انتقادات مستمرة؛ لاعتمادها على الخطط القديمة في مواجهة الإرهاب، المدجج بأسلحة ثقيلة، خاصة في ما يتعلق بكمائن الشرطة الموجودة على المناطق الحدودية. وأكد الخبر الأمني رفعت عبد الحميد، أن تلك الأماكن لا تمثل العمود الفقري لجهاز الشرطة، لأن الهدف منها منع وقوع الجريمة، مضيفا أنه يمكن استبدال هذه الكمائن بدوريات متحركة للأمن المركزي، وتمشيط المنطقة كاملة بما فيها منازل الأهالي. دعم القوات المسلحة وأشار اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن تجهيز جميع الكمائن بمعدات حديثة أمر مكلف للغاية، ولا يتناسب مع قدرات الشرطة المصرية، لكن يجب تعديل الخطط الأمنية في بعض الأماكن التى يمكن أن تستهدف بهجوم إرهابي بأسلحة ثقيلة، بحيث دعم الكمين الشرطي بأفراد من الجيش للمشاركة في التأمين. وأوضح الخبير الأمني، أنه يجب تزويد أول سيارة في فوج الكمين المتحرك بجهاز للكشف عن المتفجرات، يعطي إنذارا بوجود عبوة ناسفة قبل مسافة كافية من الاقتراب منها، لافتا بأن وجود كمائن ثابتة يحصد المزيد من الأرواح. ويرى اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الكمين الثابت يهدد حياة المواطن أكثر من أفراد الشرطة أنفسهم، لذلك يجب أن يكون كمين متحركا . وأضاف "البسيوني" - في تصريحات للتحرير - أن الكمين الثابت مهدد من قبل العناصر الإرهابية أكثر من المتحرك، مطالبا بضرورة الاكتفاء بأكمنة ثابتة على حدود المحافظات فقط، شريطة أن تكون مؤمنة ومراقبة بأبراج جيدة. وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن الأكمنة المتحركة قد تكون مكلفة على الدولة، لكنها تحقق السيطرة الأمنية أكثر من الكمين الثابت.