قبل أيام من مباراة الأهلي واتحاد جدة في افتتاح بطولة اندية العالم في اليابان وصلت الحرب النفسية الاعلامية بين الفريقين إلى أقصى درجة لها، حتى ظننا ان الفريقين العربيين مقبلان على حرب وليست مباراة تعد فخرا بالنسبة لهما. فقد قرأنا في صحيفة المساء المصرية أن حسن حمدي رئيس الأهلي رفض عرضا من نظيره منصور البلوي بأن يسافر الفريقان على طائرة خاصة تقل الأهلي من القاهرة ثم تمر على جدة لتقل الاتحاد!.. وان حمدي أحبط بذلك مؤامرة للبلوي لاغراء لاعبي الاهلي! وقد استغربنا هذا الخبر لعلمنا أن الاتحاد ليس موجودا في السعودية بل في معسكر تدريبي في ماليزيا وليس معقولا ان يفعل مثل "جحا" فيعود للسعودية ليستقل طائرة إلى اليابان يشاركه فيها الاهلي! ومع ذلك استغربنا وصف ذلك بأنه مؤامرة لاغراء لاعبي الاهلي.. وما هو هذا الاغراء، هل هو ركوب الطائرة الخاصة مثلا.. ما أبخسه إذا كان سببا لتخاذل نجوم الأهلي! ومع ذلك قلنا إنها بادرة أخوية لطيفة من البلوي لو كانت قد حدثت فعلا لا يجب بأي حال وصفها بالمؤامرة، فالأصل أنه لا توجد شبهة هنا، ويبدو أن الصحفي كاتب الخبر في جريدة المساء من راكبي اتوبيس مساكن عين شمس وبالتالي نظر لركوب الطائرة الخاصة بانه اغراء ما بعده اغراء، وأن نجوم الاهلي سيفتحون مرماهم للاتحاديين عرفانا وتقديرا لمكرمة البلوي! لكن زميلنا الصحفي السعودي طلال الحمود لم يصدق الخبر واعتبره فبركة صحفية من صحفي "مزنوق في خبر" ليستكمل كشف انتاجه، فاتصل بمسئول اتحادي كبير ليسأله عن حقيقة هذه المؤامرة وبماذا كانوا يريدون اغراء لاعبي الاهلي؟! استغرب هذا المسئول لأن فريقه سافر فعلا ومتواجد حاليا في معسكره الماليزي.. ثم ضحك طويلا من ذلك "الاغراء"! ثم اتصل بالمهندس عدلي القيعي مسئول التسويق في الاهلي الذي نفى ايضا تلقي الاهلي مبادرة من البلوي بهذا الخصوص! يعني الصحفي كذاب.. وصحيفته تمرر هذا الكذب بسهولة ولا تحاسبه بعد أن ثبت لها أنه مفبرك ولو كان المشرفون عليه يمتلكون ذرة من المهنية والمعلومات الرياضية لاكتشفوا بسهولة أن خبره عار تماما عن الصحة كما اكتشف ذلك زميلنا طلال. في اليوم الثاني كتبت نفس الصحيفة ان الاهلي احتج لدى الفيفا بسبب قيد الاتحاد للاعب البرازيلي "ليما" لأنه لعب مع فريقه البرازيلي في اليوم التالي لانتهاء المهلة التي منحها الفيفا للفرق المشاركة بتسجيل لاعبيها. ثم اتضح ان هذا الخبر كاذب أيضا، وان الصحفي استقى معلوماته من منتديات الانترنت.. فلا الاهلي احتج ولا وصل إليه ما يثبت أن الاتحاد وقع في هذا الخطأ! المشكلة أن مثل هذه الكتابات التي تعكس مستوى هز الوسط من الراقصات، قد تؤثر عكسيا على لاعبي الاهلي، فيشعرون بأنهم مقبلون على مباراة انتحاربة فاما الفوز واما خسارة الدنيا والآخرة! قبل ذلك كتب جمال هليل كلاما لا يمكن أن يصدر عن كاتب رياضي له خبرته الطويلة! فقد هاجم بعنف محاولات الاتحاد الاستعانة بلاعبين اجانب وتجاوز عندما تكلم عن صمود الجنيه المصري امام غارات الريال السعودي، ولم ينس طبعا أن يذكرنا بانه لن تتكرر خيبة المنتخب المصري التي تحدث بها العربان والغزلان والشرق والغرب عندما جلده السعوديون في المكسيك بخمسة أهداف تنهار أمامها الجبال، فلم تحدث في مصر اثرا سوى استقالة الجوهري! هذا المناخ الاعلامي المتوتر هو خطأ دائم في الصحافة المصرية راح ضحيته فرق ومنتخبات وخسرنا بسببه الكثير من البطولات، وانظروا ما نواجهه بسبب ذلك في مبارياتنا مع دول الشمال الأفريقي التي تتأهب جماهيرها ويستأسد لاعبوها لاثبات ان ما نستند إليه من التاريخ والحضارة والاستعلاء مجرد "نفش ريش"! وبسبب هذه المبالغات الصحفية المصرية فان الفريق الاتحادي مصمم على تحطيم الارقام القياسية، ويقول إنه ليس الالمونيوم ولا القصدير ولا الكروم و غيره من الفرق المصرية التي تترك الاهلي يلعب وحده! وكتب بعض النقاد السعوديين بأن لاعبي الاهلي لم يتعودوا على اللعب تحت ضغط وأنهم اعتادوا على الطرق الهجومية ضد الفرق المصرية والأفريقية التي تلعب برديف لا يملك مواهب تؤهله للانضمام لجيوش المحترفين الافارقة! صحيفة سعودية كتبت مثلا عن النحاس الذي وجد نفسه في مباراة حقيقية عندما لعب مع منتخب مصر ضد تونس في المباراة الودية الاخيرة، فتعرض لضغط مستمر لم يستطع الصمود أمامه فجاء الهدفان من ثغرة واضحة تسبب فيها. وان بركات او ابو تريكة لم يظهرا بمستواهما المبهر في مباريات الاهلي المحلية والافريقية! معظم الصحافة الرياضية في الخليج تتوقع سقوط الاهلي امام الاتحاد ليس لضعف مستواه ولكن لانهم سيلعبون تحت عوامل ضغط كثيرة في مقدمتها تلك المواويل التي تتغنى بها صحافة القاهرة والأخبار المفبركة التي تنشرها، وشعورهم بأنهم الاعظم والافضل والاعرق والاكبر.. الى آخر افعال التفضيل التي تعود اعلامنا ان يدلل بها نجوم الكرة عندنا لدرجة ان معلقا في قناة الايه ار تي الرياضية كان يعيد ويكرر عندما يمسك وائل القباني بالكرة انه بيكنباور الكرة المصرية.. حدث ذلك والزمالك مهزوم بهدفين من الاهلي في مباراة لم يكن فيها القباني سوى خيال مآتة!