بالحكم الذي أصدرته محكمة النقض الخميس بتبرئة الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة 25يناير، سيصبح حرًا طليقًا، خاصة وأنه أمضى فترة عقوبة السجن 3سنوات في قضية "القصور الرئاسية". ويعتبر مبارك منذ لحظة النطق بالحكم حرًا طليقًا، ويبقى له قضيتان، الأولى في الكسب غير المشروع، والتي يتم التحقيق فيها، وقضية هدايا الأهرام والمحجوزة للحكم هو وآخرين منهم أولاده وبعض وزرائه. ويقيم مبارك (88عامًا) حاليًا داخل مستشفى المعادي العسكري، ومن غير المعروف ما إذا كان سينتقل إلى مسكن خاص، أو ستخصص له الدولة أحد المقار للإقامة فيه. فيما يرجح البعض أن ينقل إقامته إلى شرم الشيخ، التي كانت مقر إقامته المفضل وخاصة خلال السنوات الأخيرة من حكمه الذي امتد لنحو 30عامًا. لكن مبارك نفسه نفى ما سبق، قائلاً في تصريح لأحد المواقع الإلكترونية، إنه سيظل في منزله، ولن يذهب لشرم الشيخ، لافتًا إلى أن تواجده هناك بعد ثورة يناير جاء لأن هناك ضيوفًا مهمين كانوا يريدون مقابلته، مضيفًا: "هقعد في البيت". وقال معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه لا يعتقد أن مبارك سيُسافر إلى الخارج، متوقعًا أن سيظل في مصر ولا يسافر إلى الخارج إلا للعلاج فقط، مؤكدًا أنه رغم تبرئته في معظم القضايا التي كان يحاكم فيها إلا أنه بحكم القانون يعتبر مجرمًا. وأضاف ل "المصريون"، أن "المجتمع سيظل ينظر إليه كمتهم ارتكب جريمة في حقه"، مشيرًا إلى أن قضية "القصور الرئاسية" كتبت على مبارك أن يظل طريدًا من جانب المجتمع، لافتًا إلى أنه لا يتوقع أن يظل مبارك في مكان محدد، نظرًا لأن المجتمع مازال حاقدًا عليه وبالتالي فإن مكانه سيظل "غير معلن". وأكد أن "مبارك ليس بإمكانه أن يمُارس أي نشاط سياسي، ومن المفترض أن يجعل الناس "تنساه" وألا يظهر مرة أخرى أو حتى يعلم أحد بمكان تواجده"، مع ذلك لم يستبعد أن يغريه أحد ويقول له "لماذا لا تكمل فترتك يا ريس"، والبديهي أنه لن يترشح للرئاسة ولكن من الممكن أن يشارك في الحياة السياسية بأي شكل، وهذه تعتبر لحظة جنون". وأضاف: "مبارك كان مرحلة سوداء في تاريخ مصر، ولا يقلقني كشخصه والمشكلة في ذيوله، واستمرار نظامه بالمنهج، وأشخاص النظام نفسهم بيرجعوا، موتوا الناس وهيعيشوا في قصور، وعندما تبحث عنهم فكل منهم يجلس بداخل قصره ولا يتعرض له أحد". من جانبه، قال شريف الدمرداش، المحلل السياسي، إن "مبارك لن يترك مصر ولو أراد لتركها في 11 فبراير يوم تنحيه عن الحكم، لافتًا إلى أن الحالة الصحية لمبارك حاليًا لا تسمح بانتقاله من مكانٍ لآخر، إضافة إلى أن إجراءات واعتبارات تأمينه تحكمه وتجعله يظل موجودًا في مكان واحد". وأوضح الدمرداش ل"المصريون"، أنه قد تكون إقامة مبارك محددة، لكنه غير متأكد من ذلك، وفي هذه الحالة فإن حركته ستكون محدودة وسيتم اختيار مكان واحد ليبقى فيه، لافتًا إلى أن مصلحته الشخصية أيضًا في بقائه حيث هو موجود.