غياب ردود الفعل لأي من قيادات الجبهة على براءة مبارك دراج: عقارب الساعة لن تعود للوراء بعد أن حقق مؤسسو الجبهة أهدافهم.. والأشعل: أداة لإسقاط الإخوان وليس لحماية ثورة يناير عاد اسم "جبهة الإنقاذ الوطني" التي كانت رأس حربة ضد حكم "الإخوان المسلمين" إلى البروز مجددًا، في أعقاب حكم محكمة النقض بتبرئة الرئيس الأسبق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعديه في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة 25يناير، مع غياب ردود فعل أي من قياداتها على الحكم المثير للجدل. وتشكلت "جبهة الإنقاذ" في 22 نوفمبر 2012 لرفض الإعلان الذي أصدره الرئيس الأسبق محمد مرسي، وضمت آنذاك 35حزبًا سياسيًا وحركة سياسية وثورية وجميعها ذات أيدلوجيات ليبرالية ويسارية. وكانت لها الدور الأبرز في الإطاحة بمرسي، إذ قادت المظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر في 30يونيو 2013، ومهدت للإزاحة بأول رئيس مدني منتخب في مصر، إلا أنه انتهى دورها فعليًا بتشكيل النظام الذي تأسس على أنقاض حكم "الإخوان". الدكتور أحمد دراج، القيادي السابق بالجمعية الوطنية للتغيير، قال ل "المصريون" إن "جبهة الإنقاذ الوطني التي شكلت إبان حكم جماعة الإخوان المسلمين لرفضها الإعلان الدستوري الذي أعلنه مرسي في نوفمبر 2012 ورفض لحكمه انتهت منذ تظاهرات 30يونيو 2013بأيدي أصحابها الذين سعوا إلى تحقيق مكاسب شخصية بعيدًا عن مطالب الثورة". وأضاف ل "المصريون"، أن "غياب رد الفعل من قبل كافة الشخصيات والأحزاب التي انضمت لجبهة الإنقاذ عما يحدث في الفترة الراهنة في كافة الأصعدة وما آلت إليه البلاد ، وحصول مبارك ورموزه على البراءة من قتل الثوار وما فعلوه في الشعب المصري على مدار 30عامًا يرجع إلى أن الكثير منهم باع مبادئه وذهبوا للبحث عن مكاسب ومناصب، متغافلين مطالب الجبهة الرئيسية من حرية وكرامة إنسانية، وهو ما استغلته الدولة". وأشار إلى أنه "على الرغم مما آلت إليه البلاد لن يتم تشكيل جبهة إنقاذ مرة أخرى؛ وذلك بسبب القبضة الأمنية التي يتعامل بها النظام السياسي الحالي، بالإضافة إلى تخلي البعض عن مطالب الثورة من عيش حرية عدالة اجتماعية، إلى جانب بيع البعض أنفسهم للنظام الحالي"، لافتًا إلى أن "عقارب الساعة لن تعود مرة أخرى". بدوره، رأى الدكتور عبدا لله الأشعل، مساعد وزير الخارجية، المرشح الرئاسي الأسبق، أن "جبهة الإنقاذ الوطني كانت مجرد أدوات لإسقاط حكم الإخوان وليس لحماية ثورة 25 يناير كما كانوا يزعمون". وأضاف الأشعل ل "المصريون"، أن "رموز جبهة الإنقاذ ومن على شاكلتهم أخذوا يبحثوا عن مكاسب شخصية مع النظام السياسي الحالي، وعندما لم يحصلوا عما أرادوا بعد استخدامهم في الهدف المنشود بدأوا في الاختفاء حينها". وتابع: "الهدف التي أنشئت من أجله الجبهة وهو إسقاط حكم الإخوان انتهى وبالتالي فمهما حدث للشعب من مساوئ لن يتم تشكيل جبهة إنقاذ تضم هذه الشخصيات التي شاركت فيما سبقت". وحول حكم البراءة الذي حصل عليه مبارك ورجاله، قال الأشعل: "ثورة يناير ضد نظام مبارك كانت تعني أن هناك جرائم ومظالم ارتكبها رأس النظام ورموزه، وعندما يبرئ القضاء هؤلاء جميعًا ويتصالحون مع النظام الحالي علي نهب أموال الشعب صاحب الحق في العفو والعقاب يعني أن الشعب قام بثورة ضد نظام صالح وليس فاسدًا ثم يعاقب نفس القضاء الأبرياء عقابًا مبالغًا فيه خاصة إذا كانوا من أبناء يناير فهذا يعني أن للعدالة أكثر من معيار".