تزايدت عدد الإصابات بمرض الحمى القلاعية في محافظات مصر، في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة من وقتٍ لآخر عن أعداد البؤر المصابة بالفيروس، ونظيرتها السلبية، مع الإشارة إلى أنها ليست "متوطنة" بل وافدة. وجاء ذلك في الوقت الذي يطالب فيه مربو الحيوانات النافقة الحكومة بصرف تعويضات لهم. فيما أعلنت منى محرز، مساعد وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية، عن وجود تعويضات للمزارعين اللذين توفت حيواناتهم نتيجة لانتشار الحمى القلاعية، حيث وصلت بؤر الإصابة الإيجابية بالفيروس إلى أكثر من 50 بؤرة إيجابية. وهذه ليست المرة الأولى التي تُعلن فيها الحكومة أنها ستصرف تعويضات للمتضررين من الحمى القلاعية، في مؤشر على ارتفاع البؤر المصابة بالفيروس، وسط مخاوف من تزايدها خلال الأيام القادمة. وانتقد الخبير البيطري، لطفي شاور، رئيس مجازر السويس السابق، إجراءات الحكومة البطيئة في مواجهة انتشار الحمى القلاعية، متوقعًا عدم تقديم الأموال للمتضررين لأن الميزانية الموجودة لهيئة الخدمات البيطرية لا تكفي حتى لتوفير أمصال، فكيف سيعوض المتضررين. وأضاف شاور ل "المصريون"، أن "أموال الحكومة كان يجب أن توجه لشراء تحصينات للماشية وليس الانتظار حتى النفوق، ثم نبحث عن التعويض، مؤكدًا أن مواجهة الحمى القلاعية كان يجب أن يتم بمجرد اكتشاف وجود فصيلة جديدة للحمى القلاعية وهي الفصيلة الهندية". وأشار إلى أن "الأرقام المعلنة عن الحمى القلاعية والبؤر الإيجابية قد تكون ليس الموجودة بالفعل، وذلك لأن الفيروس منتشر بالفعل في محافظات عديدة، فلا يمكن أن تقتصر البؤر على 40 أو 41 كما تدعي الحكومة". من جانبه، كشف الخبير البيطري، حسن شفيق، عن اتجاه الحكومة لأن تكمل طريق الحمى القلاعية في اتجاهين؛ أحدهما وهو التحصينات، والتي أعلنت أنها ستنتهي منها خلال شهر، والآخر هو تعويض المتضررين بجزء مما فقدوه، لافتًا إلى أن هذه الخطة الموضوعة من جانب مساعد وزير الزراعة ستساهم في التخفيف من معاناة المتضررين. وأضاف شفيق ل "المصريون"، أن هيئة الخدمات البيطرية كانت في السابق تقوم بالتقصي النشط للبؤر المصابة بالحمى القلاعية، ومن المفترض أنها تسير على نفس الخطى الآن، مطالبًا قيادات الهيئة بحصار "الحمى القلاعية" والعمل على إيجاد أمصال للفصيلة الجديدة المتطورة فيها. يُذكر أن مصر لا تمتلك إلا تحصينات معينة للحمى القلاعية، ولا تحقق تلك الأمصال نتائج مع الفصيلة المتطورة من الفيروس، والتي يعتقد أغلب المتابعين أنها قادمة هذا العام من الهند. وكان العام الماضي قد شهد تكدس الأمصال في المخازن التابعة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، وكشفت مصادر حينها عن تلف كميات كبيرة منها لعدم استخدامها.