أصبحت تصريحات الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، مصدرًا لإثارة الجدل، وكان آخرها هجومه على صحيفة "الأهرام"، مساء الاثنين، في ختام جلسة مجلس النواب، التي شهدت إسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات. وقال عبدالعال: "جريدة الأهرام إحنا بنصرف عليها، ولا تحقق أي عائد رغم ما معها وما تملكه من شركات ومشروعات، للأسف تشوه المجلس والبرلمان، والأهرام لا تدار برؤية إيجابية من مجلس إدارتها الذي ابتليت به، والذي لا يدير الأمور بمعايير اقتصادية، ولا يؤدي الدور المنوط بالجريدة". ودأب عبدالعال على مهاجمة كل من يغرد خارج سرب النظام الحاكم، سواء داخل البرلمان أو خارجه، معتبرًا أن الانتقادات التي توجه لأداء المجلس تستهدف إسقاط الدولة. الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق قال ل "المصريون"، إن "تصريحات الدكتور علي عبدالعال حول الكثير من القضايا وهجومه للكثير من الشخصيات داخل البرلمان وخارجه أكبر دليل على أنه ليس رئيس لمجلس نواب الشعب، وإنما هو رئيس لمجلس نواب الحكومة". وأضاف الأشعل ل "المصريون": "عبدالعال يعتبر نفسه موظف داخل الحكومة، ومن واجبه أن يدافع عنها، وما يصدر عنه من انتقادات وهجوم لمن يعارض الحكومة الحالية وسياساتها يؤكد ذلك". وانتقد عدم تحرك مجلس النواب حول ما يحدث في سيناء في الفترة الأخيرة، مطالبًا بتشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف عما يحدث في سيناء. لم يكن هذا هو الانتقاد الأول من نوعه لرئيس البرلمان، فقد هاجم أحد النواب داخل المجلس خلال حديثه عن القضاة، إذ احتد عليه قائلًا: "اختر كلماتك جيدًا عندما تتحدث عن أصحاب المقام الرفيع"، مطالبًا بحذف كلمة النائب من المضبطة. ورأى الدكتور نور فرحات الفقيه الدستوري أن "رئيس مجلس النواب فقد شرعيته وصلاحيته؛ وذلك بسبب تصريحاته الأخيرة التي قال فيها: " إحنا من ينفق على الأهرام"، في إشارة إلى أن الدولة هي من تصرف على الصحف القومية. وكتب فرحات عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلاً: "الملاحظ على هذا التصريح أن رئيس برلماننا الموقر يؤمن بنظرية ( الدولة أنا وأنا الدولة ) بقوله ( إحنا من ينفق على الأهرام ) وكأنه ينفق على أكبر جريدة يومية من ماله الخاص". وأضاف: "والملاحظة الثانية أنه جعل ثمن إنفاق الدولة على الجريدة أن تتوقف عن ممارسة حريتها في التعبير المنصوص عليها في الدستور". متابعًا: "وهكذا يمارس رئيس البرلمان عادته المستقرة في ازدراء الدستور رغم كونه أستاذًا للقانون الدستوري". وتابع: "الملاحظة الثالثة عن صيغة التهديد التي وردت في نهاية التصريح والقول بأن الأمور ستتغير بعد تشكيل الهيئة الوطنية للصحافة في إشارة إلى استبعاد الإدارة الحالية.. رئيس البرلمان بهذا التصريح فقد صلاحيته". وعنف رئيس البرلمان، النائب السابق محمد أنور السادات، عقب مطالبته ممثل وزارة الدفاع بتوضيح حكم الضباط سواء الكبار أو الصغار الذين يتقلدون الآن مناصب مدنية سواء وزراء أو محافظين أو رؤساء مدن أو هيئات أو شركات، "إيه الأجر اللي بيتا خد من هنا مع المعاشات اللي بتتاخد من هنا". إذ رد عبدالعال قائلاً: "مالهاش علاقة يا سيادة النائب والمحكمة الدستورية حسمت هذه المسألة باعتبارها جزء من الملكية الخاصة، ويجب أن يتحدث النواب عن ضباط الجيش بكل إجلال واحترام". وقال أحمد محمد الطنطاوي عضو مجلس النواب إنه لا يحق لأحد مصادرة رأي أي شخص ومنعه من التعبير عن رأيه سواء داخل البرلمان أو خارجه ، رافضا الانتقاد الذي دائما ما يصدره رئيس المجلس الدكتور عبدالعال لبعض النواب أثناء تعبيرهم عن وجهة نظرهم. وأوضح الطنطاوي ل "المصريون"، أن "عضو مجلس النواب ليس موظف في الحكومة وإنما النائب هو ممثل الشعب الذي جاء ليعبر عنه وليس ليدافع عن الحكومة وقراراتها"، متابعًا: "قبة البرلمان تعبر عن كافة الأطياف داخل المجلس سواء أكانوا معارضين أو مؤيدين".