أثارت تصريحات الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، في الآونة الأخيرة، الجدل داخل البرلمان، بسبب دفاعه المستميت عن حكومة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى هجومه على أحد النواب بسبب انتقاد القضاة، ما جعل البعض يصفونه بمحامي الحكومة تحت القبة. وخلال حديث أحد النواب عن القضاة احتد عليه "عبدالعال" قائلًا: "اختر كلماتك جيدًا عندما تتحدث عن أصحاب المقام الرفيع، مطالبًا بحذف كلمة النائب من المضبطة". ودافع رئيس مجلس النواب عن القضاة، بعد أن أعلن عدد من النواب رفضهم قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 36 لسنة 1975 بإنشاء صندوق الخدمات الصحية والاجتماعية لأعضاء الهيئات القضائية، مؤكدين أن القضاة من الفئات الأكثر دخلاً في المجتمع. وقال رئيس المجلس فى كلمته بالجلسة العامة اليوم، إنه "بالنسبة لمن يقول القضاة مبيتعبوش فأؤكد لهم أنني عملت في بداية حياتي في ذلك المرفق وعندما كنا ننقل لعمل معاينة كنا نركب كل وسائل المواصلات". وفي إحدى الجلسات، عنف الدكتور على عبدالعال، النائب محمد أنور السادات، عقب مطالبته ممثل وزارة الدفاع، توضيح حكم السادة الضباط سواء الكبار أو الصغار الذين يتقلدون الآن مناصب مدنية سواء وزراء أو محافظين أو رؤساء مدن أو هيئات أوشركات، إيه الأجر اللى بيتاخد من هنا مع المعاشات اللى بتتاخد من هنا"، قائلاً: "مالهاش علاقة يا سيادة النائب والمحكمة الدستورية حسمت هذه المسألة باعتبارها جزء من الملكية الخاصة، ويجب أن يتحدث النواب عن ضباط الجيش بكل إجلال واحترام". وفي الأثناء قال النائب أحمد محمد الطنطاوى، إنه لا يحق لأحد مصادرة رأي النواب في التعبير عن آرائهم تحت قبة البرلمان، رافضا انتقاد رئيس البرلمان، لبعض النواب أثناء تعبيرهم عن وجهة نظرهم خلال الجلسات العامة للبرلمان. وأضاف الطنطاوي، في تصريحات ل"المصريون"، أن عضو مجلس النواب وكيل عن الشعب كفل له الدستور ضمانات تسمح له بالحديث عما يراه مخالفًا لآرائه وأفكاره تحت القبة دون مساءلة من أحد مهما كانت سلطته. واستطرد: " إذا لم يستطع النواب التعبير عن وجهة نظرهم فمن يستطيع إذًا، مضيفًا لسنا موظفين في الحكومة ولنا كافة الصلاحيات في مساءلة الوزراء والمسئولين كل في تخصصه ولا يجوز حكر البرلمان على فئة بعينها". وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن قبة البرلمان مظلة للصراع السياسي، ولذا ينبغي أن تعبر عن كافة الأطياف مؤيدين ومعارضين للحكومة". ومن جانبه أكد النائب إلهامي عجينة، عضو لجنة حقوق الإنسان، في تصريحات له، أن الدكتور علي عبدالعال، رئيس البرلمان ينحاز دائمًا للحكومة ويدافع بشكل كبير عن الوزراء. وأضاف عجينة، أن رئيس البرلمان، يرفض مساءلة الوزراء تحت قبة البرلمان، معتبرًا أن ذلك يمثل إهانة كبيرة للوزراء كونه تربى في الصعيد". بدوره انتقد النائب محمد أنور السادات، رئيس البرلمان، قائلًا: " لدي يقين بأن الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، ينحاز في أغلب الأوقات للوزراء وكأنه أحدهم أو محاميًا عنهم". وأضاف السادات، في إحدى اجتماعات البرلمان أنه إذا لم نقف للحكومة بالمرصاد في كل قراراتها سيأكلنا المواطنون، مطالبًا محمود الشريف، وكيل مجلس النواب، بنقل شعوره لرئيس البرلمان، لكى يسمح للنواب بمناقشة الوزراء واستجوابهم حين يخطئون بكل السبل طالما لما نتطرق لشخصهم". على الجانب الآخر، رفضت النائبة، مايسة أحمد عطوة، وصف الدكتور علي عبدالعال بمحامي الحكومة داخل البرلمان، قائلة: " الدكتور علي عبدالعال يرفض الإساءة لشخص الوزراء وهذا حقه، لكنه يرفض في الوقت نفسه أخطاء الوزراء ولا يقبل بتهاون أي من المسئولين فيما يتعلق بالقرارات التي يصوت عليها البرلمان". وأضافت عطوة، في تصريحات ل"المصريون" أن وظيفة النواب ليست الإساءة للحكومة، وحال رفض قرارات الوزراء أو حتى مساءلتهم تحت القبة ينبغي انتقاء الألفاظ، مؤكدة أنه أثناء استجواب الدكتورة غادة وإلي وزيرة التضامن الاجتماعي، أساء لها أحد النواب، رافضة ذكر اسمه، ما أدى لتدخل رئيس البرلمان منتقدًا حديث النائب ومطالبًا إياه بالتحدث معها بطريقة لائقة.