افادت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية, أن المخابرات الخارجية الألمانية تتجسس على صحفيين أجانب وغرف إخبارية وكبرى وسائل الإعلام الدولية. وتابعت الصحيفة أن قائمة التجسس تضمنت غرفة أخبار "بي بي سي" في مقرها الرئيسي بلندن، ومراسليها، إلى جانب مراسلي صحيفة "نيويورك تايمز" و وكالة "رويترز" في أفغانستان وباكستان ونيجيريا,كما تجسس الجهاز أيضاً على أرقام أخرى لوكالات أنباء في الكويت ولبنان و الهند. وسلط التقرير الضوء على بعض الافعال "الشنيعة" , التي قامت بها وكالة الاستخبارات الألمانية, حيث أبلغت الوكالة على الصحفي البلجيكي, أرنو زايتمان, السلطات الامنية في الكونغو، موضحًا أنه كان متمركزا في مدينة "كينشاسا" كمراسل، أولاً لل بي بي سي، ومن ثم مذيع لتلفزيون فرنسا 24, حيث ركز قصصه على الأطفال المنسيّة في الكونغو،الذين قتلوا في الحروب الاهلية هناك على ايدي المتمردين. وأضاف التقرير أن الوكالة تجسست على رابط اتصال صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في أفغانستان بالإضافة إلى روابط اتصال لهواتف وأقمار اصطناعية لوكالة "رويترز" للأنباء في أفغانستان وباكستان ونيجيريا. وأجرى الجواسيس الألمان ايضا المراقبة في صحيفة "ديلي نيوز" زيمبابوي لمدة سبع سنوات في عام 2003, وشملت القائمة ارقام أخرى, ينتمون إلى وكالات الأنباء من الكويت، ولبنان، والهند, بالإضافة إلى روابط الصحفيين في نيبال، وإندونيسيا. وفي المقابل أشارت الصحيفة أن الصحفيون في ألمانيا يتمتعون بحماية واسعة النطاق ضد تدخل الدولة, موضحة أنهم يتمتعون بحماية قانونية مشابهة للمحامين والأطباء والكهنة, وهي المهن التي تتطلب السرية. واستطردت الصحيفة قائلة : إن للصحفي في المانيا الحق في رفض الإدلاء بشهادته في المحكمة من أجل حماية مصادر معلوماتهم, ويحظر القانون الألماني وكالة الاستخبارات الداخلية في البلاد من إجراء المراقبة على الأشخاص الذين يتمتعون بهذا الحق. وفي السياق ذاته, نددت منظمة "مراسلون بلا حدود" المعنية بشؤون الصحفيين تجسس الاستخبارات الألمانية على الصحفيين، معتبرة ذلك اعتداء فادحا على حرية الصحافة وعهدا جديدا لانتهاك الدستور, كما أكدت على قدومها دعوى دستورية ضد قانون الاستخبارات الخارجية الألمانية بمساعدة منظمات حقوقية اخرى,موضحة ان ذلك يتم تحت رعاية الجمعية الألمانية لحقوق الحريات.