ميلمان: العلاقات الأمنية بين تل أبيب والقاهرة تقيد حرية العمل الإسرائيلي ضد داعش ضربات القاهرة لولاية سيناء وتصفيه قياداته سببها تحسين قدراتها استخباراتيا وسرعة ردها العملياتي
تحت عنوان "مفارقة سيناء..لماذا تعجز إسرائيل عن العمل في سيناء كما هو الحال في سوريا؟"، قال يوسي ميلمان، الخبير الاستخباراتي الإسرائيلية إن "العلاقات الأمنية بين تل أبيب والقاهرة تقيد حرية العمل الإسرائيلية ضد قوات تنظيم داعش، التي تفهم ذلك جيدا". وفي تقرير نشرته صحيفة "معاريف" أضاف ميلمان أن "هناك 6صواريخ تم إطلاقها هذا الشهر من سيناء صوب النقب،سقط منها اثنان في منطقة مفتوحة بالنقب الغربي، وقبل أسبوعين تم إطلاق 4صواريخ صوب إيلات، 1منها سقط بمنطقة مفتوحة وال3 الآخرون تم اعتراضهم على يد بطارية القبة الحديدية، كما تجدر الإشارة إلى أنه في الماضي تم إطلاق صواريخ من سيناء في اتجاه العقبة الأردنية". وأضاف أن "الصواريخ ال6 التي تم إطلاقها هي الذروة فيما يتعلق بعدد الصواريخ التي جاءت من سيناء ضد إسرائيل في كل الأوقات، ومطلقو هذه القذائف هم رجال (ولاية سيناء) التابع لداعش". وأوضح أن "الأمر يشهد على أن التنظيم موضوع تحت ضغط كبير ويزيد من اهتمامه بإسرائيل، والتصعيد لا يتجلى فقط بإطلاق الصواريخ وإنما أيضا في الخطاب المتفاخر للتنظيم الإرهابي على مواقعه الألكترونية التي تنشر تهديدات ضد تل أبيب". وقال: "كل هذا ينبع من الضربات الصعبة التي تلقاها رجال داعش في سيناء بالأشهر الأخيرة من قبل الجيش وقوات الأمن المصرية، هناك قادة بارزون بالتنظيم تمت تصفيتهم مع نشطاء آخرين، كما ضبطت مخازن سلاح، هذه الإنجازات يمكن أن نفسرها بتحسين القدرة الاستخباراتية وسرعة الرد العملياتي من قبل المصريين". وأضاف: "وفقًا للتقارير الأجنبية، فإن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا تمنح مساعدات استخباراتية للمصريين في معركتها ضد الإرهاب بسيناء، وكذلك إسرائيل تساعد في ذلك في شكل تعاون استخباراتي وثيق بين القاهرة والوحدة 8200 وهي وحدة تجميع المعلومات المركزية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) وفي جهاز الأمن الداخلي بتل أبيب (الشاباك) هناك قطاع سيناء الذي يتركز هدفه في إحباط الإرهاب". وأشار إلى أنه "من خلال ما يتم نشره في الخارج فإن القاهرة وتل أبيب تتعاونان بشكل أمني واستخباراتي، في ظل وجود مصالح وأعداء مشتركين لكل من مصر وإسرائيل، وهما حركة حماس في قطاع غزة وولاية سيناء". ولفت إلى أنه "في الماضي غير البعيد جرى تعاون وثيق بين التنظيمين الإرهابيين، ولاية سيناء ساعد حماس في تهريب السلاح لغزة ومن وقت لأخر قام بعمليات إرهابية من أجل الحركة الفلسطينية ضد إسرائيل من بينها إطلاق الصواريخ صوب إيلات". وتابع: "في المقابل دربت حماس الإرهابيين التابعين لداعش ووفروا لهم الرعاية الطبية في مشافي القطاع، لكن مؤخرا تضائل هذا التعاون وحماس، على الأقل القيادة السياسية المنتهية ولايتها، برئاسة خالد مشعل وإسماعيل هنية، تحاول تحسين العلاقات مع نظام عبد الفتاح السيسي، وذلك على العكس من الذراع العسكري، كتائب القسام التي تريد تعزيز العلاقات مع إيران، ودفع الأخيرة لزيادة مساعداتها المالية والتدريبات وتوفير السلاح للكتائب". وقال: "مع انتخاب يحي السنوار التابع للذراع العسكري الحمساوي رئيسا للحركة في القطاع، من غير الواضح كيف سيتم تسوية الخلافات وكيف ستنجح حماس في المناورة بعلاقاتها مع كل من القاهرة وولاية سيناء"، مضيفا "هذه هي المفارقة، العلاقات الأمنية مع القاهرة تقيد حرية العمل الإسرائيلية، وهذا في تعارض ملحوظ لما يحدث على الحدود الشمالية بهضبة الجولان مع سوريا". وذكر أن "هناك أيضًا يعمل تنظيم داعش؛ ممثلا في (كتائب خالد بن الوليد)، مؤخرًا شن التنظيم هجومًا مفاجئًا واحتل في مثلث الحدود الإسرائيلي الأردني السوري 5 قرى وبلدات من يد المتمردين المعتدلين الذين تدعمهم الأردنوالولاياتالمتحدة والإمارات، ووفقا لتقارير غربية تدعمهم إسرائيل أيضا". واستطرد: "كما ثبت في الماضي، إسرائيل ليس لديها أي مانع في القيام بعملية عسكرية بسوريا، بالأخص في المناطق القريبة من حدودها، وتل أبيب تريد بالقصف المدفعي والصاروخي أو الهجمات الجوية ضد أي إطلاق قذائف سواء كان المسؤول عنها الجيش السوري أو المتمردون". وختم: "إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بالعمل بنفس الطريقة في سيناء، كل عمل مستقل من قبلها سيمثل مساسا بالسيادة المصرية ويضر بصورة القيادة في القاهرة، الحليفة لتل أبيب، وعلى العكس من الجولان فإن أيدي إسرائيل مكبلة في سيناء وحرية عملها هناك مقيدة"؛ لافتا إلى أن "قيادات (ولاية سيناء) يدركون ويعرفون العلاقات الحساسة بين إسرائيل والمصريين، وهذا على ما يبدو أحد الأسباب التي بسببها سمحوا لنفسها بفعل ما فعلوه مؤخرا". واعتبر أن "السؤال الأكبر الآن هو: هل إطلاق الصواريخ هو عمل يتم لمرة واحدة فقط، أو يشهد على ما هو متوقع لإسرائيل في المستقبل القريب، والإجابة تعتمد على أسئلة أخرى: هل قرار إطلاق الصواريخ هو مبادرة مخلية أو أنها جاءت رأسا من الخلافة الداعشية، أي أبو بكر البغدادي، على خلفية الضائقة التي يمر بها التنظيم في كل من سوريا والعراق؟، حيث يفقد هناك مناطق وأراضي، ويخسر مقاتلين، ويتجرع الهزائم في ميادين القتال؛ فإذا كان الحديث يدور عن مبادرة محلية فإن الأمر ليس إلا حدثا تكتيكيا، ويدل على أن (ولاية سيناء) ليس لديها اهتمام بفتح جبهة جديدة، لكن إذا كان العكس وكان الأمر قادما من البغدادي، من الممكن أن يكون الحديث عن نقطة تحول استراتيجي على حدود سيناء، لابد أن يثير قلق كل من إسرائيل ومصر".