بعنوان "جنوب غير هادئ" قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية إنه "بعد عدد من السنوات الهادئة عاد إطلاق الصواريخ ضد إيلات، وأعلن تنظيم بيت المقدس مسؤوليته عن القصف الذي جرى مؤخرًا ضد المدينة الإسرائيلية الحدودية". وأضافت الصحيفة، "في سيناء تدور منذ عدة سنوات حرب استنزاف وعصابات بين الإرهاب الإسلامي الراديكالي وبين الجيش المصري، في البداية كان هناك تنظيم محلي مستقل هو أنصار بيت المقدس الذي انتشر في أوساط القبائل البدوية بشبه الجزيرة، لكن في عام 2011 بايع تنظيم القاعدة، وبعدها ب3 سنوات نقل ولائه لداعش وتحول إلى (ولاية سيناء)". ولفتت إلى أن "التنظيم يركز جهوده في محاربة قوات الجيش المصري بسيناء، لكن بين الحين والأخر يوجه أنظاره لأسباب دعائية بالأساس، صوب تل أبيب"، مشيرة إلى أن "تنظيم راديكالي مثله لا يمكنه أن يسمح لنفسه بترك الحدود مع إسرائيل هادئة، وعلى مدار السنوات اعتاد بيت المقدس إطلاق قذيفة مرة كل عدة أشهر صوب المدينة الحدودية، وفي عام 2011 كجزء من ولائه للقاعدة قام بعملية تخريبية في الطريق 12 على الحدود المصرية الإسرائيلية، والذي قتل فيه 6 من المدنيين الإسرائيليين". وقالت إن "النظام المصري الحاكم يبذل جهودا ملحوظة للقضاء على التنظيم خوفا من انتقال الإرهاب من سيناء لعمق بلاد النيل، والجنرال السيسي بعث لسيناء قرابة ال20 ألف جندي، وبموافقة إسرائيل تم إدخال طائرات ومروحيات قتالية أيضا، ووفقا لتقارير عربية فإن إسرائيل ساعدت مصر في حربها ضد داعش سيناء، ما فتح حسابات جديدة للتنظيم الإرهابي ضد تل أبيب". وأضافت "سيناء بعيدة عن القاهرة ولهذا فإن الأولوية المصرية موجهة لتأمين الاستقرار والهدوء بمدن البلاد وعلى رأسها العاصمة القاهرة، وليس شرم الشيخ أو العريش، الحقيقة أنه على العكس من العمق المصري هناك في صحراء سيناء عنصر محلي يمنح المساعدة لداعش ألا وهم القبائل البدوية، ما يجعل من الصعب القضاء على التنظيم الإرهابي". ولفتت إلى أن "حماس ليست حليفًا سياسيًا لداعش وطريقه الأيديولوجي يختلف في المضمون، لكن بين النشطاء الميدانيين والقيادات العسكرية في كل من حماس وداعش يدور تعاون وطيد منذ سنوات، وقطاع غزة أصبح قاعدة تدريبات ومخبأ لنشطاء داعش، وأكثر من مرة جرى تنسيق وتعاون لتنفيذ عمليات تخريبية ضد إسرائيل". وقالت إن "داعش لا يحتاج لأي مبرر أو دافع كي يطلق صواريخ تجاه إيلات، حماس في المقابل لديها حسابات أخرى؛ قيادة الحركة تريد الحفاظ على الهدوء على طول الحدود مع تل أبيب، وفي نفس الوقت تريد دفع علاقاتها مع القاهرة من أجل تخفيف الحصار المصري على غزة، لكن من غير المؤكد أن تكون كتائب القسام -الذراع العسكري لحماس- منصته لهذه الاعتبارات وخاضعة لرغبات وإرادات القيادة السياسية للحركة الفلسطينية". واختمت الصحيفة بقولها "إطلاق الصواريخ من قطاع غزة صوب إسرائيل الأسبوع الماضي لم يكن صنيعة حمساوية، ولكن لأن الحركة الفلسطينية هي المسيطرة على القطاع يمكن أن تفعل الكثير لمنع أي فصائل أو تنظيمات تعمل على أراضيها من إطلاق صواريخ تجاه تل أبيب، وفي ظل غياب اتفاق واضح ومفصل بين إسرائيل وغزة يمكن لأي حادث يقع على امتداد الجدار الحدودي أن يؤدي لاشتعال الوضع". وقالت "بشكل أو بآخر، الأسبوع الماضي عاد الهدوء وساد على طول الحدود مع القطاع، وفي سيناء اكتفى داعش بإطلاق صواريخ تجاه إيلات، وربما تكون هذه هي حدود القدرة العملياتية للتنظيم الإرهابي، لكن من الواضح أن الهدوء الذي عاد وساد في الجنوب هو ليس أكثر من هدوء مخادع".