كل شىء يتغير، من الحكم الشمولى والديكتاتورية إلى الثورة والحرية، ولكن الخطر هو ما أعقب الثورة من تشتت وتشرذم وعشوائية، عرفنا حقوقنا وطالبنا بها، ولم يأخذ أحد حقه حتى الآن ولم يتحدث أحد عن واجبنا نحو الوطن وكيف تكون الحرية المسئولة التى تنهى عند المساس بالآخر، لقد اندثرت أخلاقنا وظهر على الشعب أطور غريبة لم نشهدها من قبل وانقسمنا إلى إسلاميين وليبراليين وفلول وثوار، وعدنا إلى العصور الوسطى، وأصبحنا فتوات وحرافيش بعد أن أعطى الأمن ظهره للناس، ولا نعلم هل غياب الأمن نوع من التأديب للشعب وهل سيستمر الأمر طويلاً أسئلة مبهمة ليس لها إجابة، الثورة لم تكتمل بعد، لقد قتلت فى مهدها بعد أن أعطينا الحق للذئاب أن تحرس الغنم، فلا بد أن تفتك بها يومًا، وما زال العبث بالعقول وتغييب الشعب يسير فى الاتجاه الصحيح، وعاد المتحولون إلى سابق عهدهم بعد أن غازلوا الثورة فى مجدها، ولكن بعد أن انطفأ نورها وتفرق الثوار، أخذوا يلعبون دورهم الأساسى حتى صدقوا أنفسهم أنهم ثوار وطالبوا المغيبين من الشعب أن يصدقوهم، فصدقهم المغيبون وصاروا فى ركباهم دون أن يعوا شيئًا، ولعبوا على أوتار تحسين العلاقات الخارجية والكاريزما، فهل يعقل أن يقود ثورتنا عمرو موسى أو أحمد شفيق، وهل يعقل أن يخرج من السباق الشيخ حازم صلاح والشاطر وأيمن نور، إنه قانون ساكسونيا الذى تحكمنا به أمريكا. خرج الشعب الجمعة الماضية وامتلأ ميدان التحرير عن آخره وخطب الخطباء وهتف الثوار وتفاعل معهم الإعلام وامتلأت استوديوهات التحليل وأخذ علماء الكلام فى مصر يوضحون ويفصلون ويشرح كل منهم لماذا خرج أنصاره، وفى النهاية المحصلة صفر، لا يزال الفلول موسى وشفيق يبحثان عن قيادة مصر الثورة والشرفاء والثوار الحقيقيون يلملمون أوراقهم بعد أن أنهت لجنة الانتخابات الأمريكية، أقصد المصرية دورهم. فى النهاية، أقول لقد أصبحنا لا نعرف ماذا نريد ومتى نحصل على ما نريد؟ التخبط والعشوائية أصاب عقولنا وقلوبنا، وأصبحنا لا نعرف حقوقنا بعد أن وزعنا الاتهامات عقب الثورة جزافًا قبل أن نعرف من المتهم الحقيقى المدان ومن البرىء ولصقنا كل التهم البشعة بكل الناس، وأصبح الثوار خونة والفلول شرفاء، وأصبحنا لا نعرف وجهًا للحقيقة ونتخبط فى الأرض حتى تاه منا الوطن. [email protected]