في أعقاب وفاة الدكتور عمر عبدالرحمن بأحد السجون الأمريكية مؤخرًا، تجدد الجدل حول علاقة الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية" بعمليات العنف في حقبتي الثمانينات والتسعينات، في ظل من يتهمه بذلك، مقابل من ينفي عنه التهمة، ويلقي بالمسئولية على المهندس محمد عبدالسلام فرج، زعيم جماعة الجهاد، وصاحب كتاب "الفريضة الغائبة". واشتعلت حرب كلامية على شبكة التواصل الاجتماعي، وتحديدًا على الصفحة الشخصية للدكتور ناجح إبراهيم، نائب رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، بين اثنين من أقطاب الحركة الإسلامية، هما: الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، والدكتور خالد الزعفراني، القيادي الجهادي السابق، والخبير في الحركات الإسلامية. وتفجر الجدل بهذا الخصوص بعد تدوينة للدكتور ناجح إبراهيم نأى فيها بالدكتور عمر عبدالرحمن عن أعمال العنف التي شهدتها مصر عام 1981، وعلى رأسها اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، واقتحام مديرية أمن أسيوط آنذاك. وقال إبراهيم، إنه لا علاقة لعبدالرحمن بالأمر كونه كان مختفيًا بعد إصدار السادات قرارات التحفظ، حيث لم يكن أحد من قادة "الجماعة الإسلامية" يعلم مكانه، ومن ثم فهو لم يستشر ولم يستفت. في حين، وجه الزعفراني، اتهامًا للمهندس محمد عبدالسلام فرج، زعيم "جماعة الجهاد"، وصاحب قرار اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، قائلاً إن "أفكار عبدالسلام "القطبية" هي التي ورطت "الجماعة الإسلامية" في استباحة الدماء وليس فكر د.عمر أو ما تربت عليه". ماذهب إليه الزعفراني نفاه الدكتور حبيب، الجهادي السابق، والذي رد عليه بالقول: "ما ذهبت إليه من اتهام أفكار محمد عبد السلام رحمه الله بتوريط الجماعة الإسلامية، في العنف لفا يمكن تصديقه يعني، فليس من المعقول أن الجماعة كلها سارت وراء محمد عبدالسلام بلا دراية ولا رواية ولا رغبة". وتابع حبيب، قائلاً: "الجماعة الإسلامية كان عندها ميل لخيار العنف، بدليل الأحداث اللي عملتها في الجامعة والشوارع في الصعيد قبل ما تقابل محمد عبد السلام، وبعدين محمد عبد السلام لم يكن قطبيًا على فكرة، وإنما كان سلفيًا جهاديًا، بمعنى أن "الفريضة الغائبة" كانت النواة الأولي لبذر فسيل السلفية الجهادية المتأثرة بابن تيمية وأفكاره وأفكار التنظيمات الجهادية السابقة لتنظيم الجهاد، وليست أفكار سيد قطب في هذه المرحلة المبكرة". فيما رد الزعفراني، بالقول: "أنا تناقشت مع محمد عبدالسلام فرج بالإسكندرية عند بداية دعوته لأفكاره تقريبًا 1979، وقلت له في نهاية النقاش أنت تكفيري ولست جهاديًا وطردته يومها من الإسكندرية وكنت صارما جدًا معه". ومضى الزعفراني متبنيًا خط الدفاع عن "الجماعة الإسلامية"، بالقول: "العنف بالصعيد في السبعينات كان فرديًا غير ممنهج" وأنا وقتها كنت صديقًا جدًا لكرم زهدي وأسامة حافظ وكلهم"- قبل أن يتقابل كرم زهدي مع عبد السلام فرج لم تكن هناك أي ميول للعنف لدى الجماعة الإسلامية". دفاع الزعفراني عن الجماعة أوقد شعلة المعركة مع حبيب الذي فند أقواله، مشيرًا إلى طرده للشيخ عبدالسلام فرج قصة، وميل "الجماعة الإسلامية" للعنف قصة أخرى، وتابع: "وما أعرفه أن أعضاء تنظيم الجهاد لم يكونوا يكفرون أحدًا، بل كانوا سلفيين لا يكفرون مسلما بمعصية، لكنهم كانوا يؤمنون بفكرة الطائفة الممتنعة التي أخذوها من بن تيمية". وهنا تبنى الزعفراني زمام المبادرة، قائلاً: "أعضاء جماعة الجهاد كانوا سلفي المظهر فقط، أما العقيدة والفقه فلا"، مختتمًا رده على حبيب بالقول: "لدي أمثلة كثيرة لفكر القطبي التكفيري- كان يعتقده كل تنظيمات الجهاد في منتصف السبعينات مثل: صالح سرية- يحيى هاشم-وغيره".