صحيح «متنًا وسندًا» ..7 آلاف حديث في موسوعة جامعة الأزهر    عاجل: أسعار الأضاحي 2024 في جميع المحافظات "أحجز من دلوقتي"    خطوات إصدار تصريح دخول مكة للأسرة المقيمة في حج 1445    عقوبة التأخر في سداد أقساط شقق الإسكان    أعمارهم تزيد عن 40 عاما..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتياطية    شيخ الأزهر يعزي الدكتور أسامة الحديدي في وفاة والدته    مجلس الوزراء يكشف تفاصيل مباحثات مصطفى مدبولي ونظيره الأردني اليوم    وزيرا خارجية اليمن والبحرين يبحثان في عدن التطورات الإقليمية    نجم برشلونة يغيب 3 أشهر إضافية    استخدم سلاحين وسدد بهما طعنات تسببت في الوفاة.. الإعدام لقاتل صديقه في السويس    10 سيارات إطفاء تواصل إخماد حريق «الإسكندرية للأدوية»    موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وموعد وقفة عرفات في السعودية وجميع الدول العربية    فتحي عبد الوهاب وشريف منير ويوسف الشريف يشاركان في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع الحلقة الجديدة عبر قناة الفجر الجزائرية    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُنى على خمس فقط    محظورات الإحرام لحجاج بيت الله الحرام في حج 2024    طريقة عمل بسكوت الزبدة الدائب بمكونات متوفرة بالمنزل    «تليجراف» البريطانية: أسترازينيكا تسحب لقاح كورونا وضحايا يروون مأساتهم    الأمم المتحدة: نزوح نحو 100 ألف شخص من رفح الفلسطينية    حماة وطن: الاعتداء الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يتطلب وحدة الصف المصري    مواعيد قطارات المصيف الإسباني والدرجة الثالثة.. رحلة بأقل تكلفة    شروط الحصول على تأشيرة شنجن.. تتيح فرصة السفر ل27 دولة أوروبية    «الباشا» أول أعمال صابر الرباعي في الإنتاج الموسيقي    رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات يستعرض الحساب الختامي للموازنة    أسماء جلال تنضم لفيلم "فيها إيه يعني"    ننشر مذكرة دفاع حسين الشحات في اتهامه بالتعدي على محمد الشيبي (خاص)    "بعد اقترابه من حسم اللقب".. كم عدد ألقاب الهلال في الدوري السعودي؟    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس فقط    أمين الفتوى: الزوجة مطالبة برعاية البيت والولد والمال والعرض    بسبب رائحة غريبة.. طائرة ركاب تعود إلى فرانكفورت بعد إقلاعها    الرئيس السيسي يحذر من العواقب الإنسانية للعمليات الإسرائيلية في رفح الفلسطينية    رئيس الوزراء يتابع جهود إقامة مركز جوستاف روسي لعلاج الأورام في مصر    بنك التعمير والإسكان يحصد 5 جوائز عالمية في مجال قروض الشركات والتمويلات المشتركة    أوقاف شمال سيناء تعقد برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات    مصطفى غريب يتسبب في إغلاق ميدان الإسماعيلية بسبب فيلم المستريحة    لمواليد برج العقرب والسرطان والحوت.. توقعات الأسبوع الثاني من مايو لأصحاب الأبراج المائية    «الهجرة» تكشف عن «صندوق طوارئ» لخدمة المصريين بالخارج في المواقف الصعبة    متحور كورونا الجديد «FLiRT» يرفع شعار «الجميع في خطر».. وهذه الفئات الأكثر عرضة للإصابة    محافظ الشرقية: الحرف اليدوية لها أهمية كبيرة في التراث المصري    قوات الدفاع الشعبى تنظم ندوات ولقاءات توعية وزيارات ميدانية للمشروعات لطلبة المدارس والجامعات    فصائل عراقية: قصفنا هدفا حيويا في إيلات بواسطة طائرتين مسيرتين    على معلول يحسم مصير بلعيد وعطية الله في الأهلي (خاص)    وزير الرياضة يلتقي سفير بيلاروسيا لبحث مجالات التعاون المشترك    بعد ظهورها مع إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز تعلق على تصدرها للتريند في 6 دول عربية    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    وزير الصحة: دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    وزيرة التضامن تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    البورصة تخسر 5 مليارات جنيه في مستهل أخر جلسات الأسبوع    عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجهاديون الجدد.. رحلة الدم من قطب إلى الظواهري
نشر في البوابة يوم 28 - 09 - 2013

الجهاديون الجدد يكفرون الحاكم.. ويكفرون جنود الحاكم وجيشه أيمن الظواهري استعان بكتاب “,”معالم في الطريق“,” محمد الظواهري: الجهاديون الجدد متسرعون وهم قريبون من السلفية الجهادية إسرائيل اخترقت صفوفهم وتعلم خططهم قبل تنفيذها نبيل نعيم: أيمن الظواهري هو السبب في انتشار الفكر التكفيري بين الجهاديين في الطب تتميز الخلية الجذعية عن غيرها من الخلايا، ببرنامجها الوراثي المدهش، وهو برنامج فيه كل شيء، ففيه جينات لم تمتد إليها يد التغيير تقريبا، مما يدلل على أن هذه الجينات التي ثبتت في وجه الزمن، لا بد أنها تحمل شيئا مهما يجب بقاؤه ثابتا جيلا بعد جيل إنه الجينوم، الجينوم الذي ميز الخلية الجذعية عن غيرها.... وكذلك كان الأديب سيد قطب هو الذي جعل العنف والتكفير يصمد في وجه الزمن وحافظ وهو في قبره على بقاء جماعات وتنظيمات أخذت من العنف منهجًا لها، هو الذي وضع دستور الجهاديين، و“,”منافستو“,” الإرهاب، مات ولكن لازالت أفكاره تحطم العالم. وفي الطب يصاب الإنسان بالالتهاب الكبدي الوبائي ولا يظهر للمرض أعراض إلا بعد فترة الحضانة، وفكر العنف خرج علينا من حضانة سيد قطب الذي سطره في كتابه “,”معالم في الطريق“,”. سيد قطب بدأ حياته كاتبًا أدبيًا قبل أن ينضم للإخوان عام 1950، وعبر تحولات فكرية متعددة أنتج عقيدة متماسكة تتضمن أحكامًا قاطعة عن جاهلية المجتمع وتكفيره ودعوة للانقلاب عليه. وهذه الأفكار كانت في الواقع دافعًا لعديد من الجماعات الإسلامية لكي تتبنى العنف والإرهاب. رحلة الدم من قطب إلى الظواهري سيد قطب هو المنظر الرئيسي لفقه التكفير، وكتاب معالم على الطريق يعد “,”منافستو“,” الجماعات الإرهابية، سيد قطب هو سيد عصر الإرهاب حتى بعد رحيله. وهناك إجماع بين الباحثين في علم الاجتماع، على أن التطرف الأيديولوجي أيا كان مضمونه، يمكن أن يؤدي إلى استخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية. سيد قطب بلا جدال هو “,”الأب الروحي“,” للحركات الجهادية، وكل الجهاديين يعزفون على قيثارته ويرددون كلامه، ويقتبسون من كتابه “,”معالم في الطريق“,” الذي اتخذوه دستورًا، ويسعون إلى تطبيق أفكاره على أرض الواقع، وكل جماعة جهادية في أي وقت تبدأ بمحاولة تطبيق ما جاء في الكتاب، ومن نافلة القول هنا إن نذكر أن أيمن الظواهري، لا يبدأ مقالًا أو ينهيه، دون أن يقتبس سطورًا من كتاب معالم في الطريق. إن المراجعات الفكرية ومبادرة وقف العنف ساهمت في تصدع الحركات الجهادية، بحيث لم تعد موحدة تنظيميا، إلا أن فكر القاعدة وفروعه الجهادية التي خرجت من أفكار سيد قطب، هى التي تقود العمليات الإرهابية الآن. لقد تبنى أيمن الظواهري أفكار سيد قطب بصرامة، ونظّم فصيلًا جهاديًا من 16 عنصرًا، وكان طالبًا وقتها، وهذا الفصيل كان أول خلية سرية عام 1968، ورغم أن الظواهري لم يكن صاحب دور في اغتيال أنور السادات، فإن قيمته كانت في أنه زرع داخل الجيش مجموعة من الضباط التي تتبع الفصيل الجهادى، ويدلل ذلك على قدرته على إقناع صديقه عصام القمري بدخول الكلية الحربية، وتمت محاكمتهم محاكمة عسكرية سرية تولاها اللواء محمد هاشم خورشيد، وتم تبرئتهم واستطاع الظواهري بعد خروجه من السجن أن يجعل للجهاد وضعًا وجوهرًا. فأسس من أفغانستان جماعة الجهاد الإسلامي في مصر، وكانت أول مرة يكون لها أمير ومجلس شورى، حيث كانت قبل الظواهري مجرد حركة يؤمن الناس بأفكارها، لكنها ليست منظمة. ويمكن القول إن المفردات الرئيسية لفقه التكفير عند سيد قطب هى الحكم على المجتمع الحالي بالجاهلية من ناحية، وتكفير الناس الذين لم ينقلبوا عليه من ناحية أخرى. وقد أثرت أفكار “,”سيد قطب“,” المتطرفة على مئات الشباب، الذين انضموا إلى جماعة الإخوان، أو إلى الجماعات الإسلامية الآخر، وقد قام “,”سيد قطب“,” بتكفير كل المسلمين الذين يعيشون في بلدان لا تحكم بالشريعة الإسلامية، والامتداد المنطقي لهذه الأفكار يقود إلى حتمية الصدام واستحالة التعايش، فالمسلم الحقيقي من المنظور القطبي لا يملك الحق في التصالح مع المجتمع الجاهلي والولاء لقيمه. من الخلايا العنقودية إلى الحشد الجماهيري لم يكن أيمن الظواهري وحده التلميذ النجيب لسيد قطب، وإنما هناك آخرون منهم، صالح سرية، وكارم الأناضولي، فهما رمزان كبيران من قادة حركة الفنية العسكرية، وهى أول حركة تعلن التمرد في وجه الرئيس الراحل أنور السادات. وتأسست عام 1974، وكتب “,”صالح سرية“,” وقتها “,”رسالة الإيمان“,” وضمّنها أفكارا وأهدافا ومنهجًا، وتصورًا حركيًا لحركة الجهاد، فهو أول من بدأ تنظيم أعضاء الجهاد تنظيمًا حركيًا عنقوديًا في محاولة لجعل كل مجموعة مستقلة، وكان يهدف إلى أسْر السادات وإجباره على تطبيق الشريعة، ولكنه أعدم هو والأناضولي واعتبرهما أعضاء الجهاد قديسيْن، وخطب الأناضولي قبل إعدامه خطبة يحفظها أعضاء التنظيم والعناصر الجهادية، عبّر فيها عن هوان الموت من أجل الفكرة، وتُعد تلك الخطبة نبراسًا يؤجج الجهاديين ويدفعهم للشهادة. وهناك القيادي حسن الهلاوي، عضو جماعة التكفير والهجرة والذى توفى منذ 5 سنوات، أما محمد عبد السلام فرج بن البحيرة، والذى ينسب إليه الفضل في جمع الفصائل الجهادية بعد حركة الفنية العسكرية، حيث نزل إلى الصعيد في الوقت الذي كانت فيه الجماعة الإسلامية الطلابية بدأت في التصدع في أواخر 1978، وبدأت جماعة الإخوان في استقطاب رموز الجماعة، وكان أبرزهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والمهندس أبو العلا ماضي، والدكتور عصام العريان، وحلمي الجزار، الذين كانوا يحملون الفكر الثوري ضد السلطة داخل الجماعة الإسلامية، حيث أصبغ فرج الصبغة الجهادية على الجماعة الإسلامية ودرّس كتابه «الفريضة الغائبة» لأعضائها، إلى أن أصبحت الجماعة الإسلامية وعاء يضم ائتلافات جهادية مختلفة. وكان “,”فرج“,” صاحب دور أيضا في عملية اغتيال الرئيس أنور السادات فهو مهندس العملية، وإذا كان خالد الإسلامبولي هو صاحب قرار الاغتيال، لكن فرج هو من وفر العناصر المعاونة للإسلامبولي، وسهّل عملية الحصول على الذخيرة عن طريق محمد طارق إبراهيم وأسامة عكاشة، الذين أتوا بالطلقات. وحتى من خضع لمبادرة وقف العنف من أبناء الجماعة الإسلامية كانوا تلاميذ غير مباشرين لسيد قطب، ف “,”كرم زهدي وناجح إبراهيم وصلاح هاشم وأسامة حافظ“,”، هؤلاء أصحاب أدوار محورية في تكوين الجماعة الإسلامية، لكن كرم زهدي كان من أعطى للجماعة عمقًا وحركة، بينما كان ناجح إبراهيم خطيب الحركة وفقيها، وكان يتميز بقبول جماهيري وخطاب دعوى يجمع ولا يفرق، وكان عصام دربالة هو المنظر الحركي للجماعة، ولا يمكن أن نغفل عبود وطارق الزمر، وكان عبود صاحب كاريزما عسكرية اكتسبها من غموضه، ولم يكن عبود موافقًا على عملية قتل السادات، وإنما وضع خطة على مدار ثلاث سنوات للاستيلاء على الحكم، عن طريق ثورة شعبية أو تجنيد أفراد من الجيش لعمل انقلاب عسكري. البذرة الأولى.. نشأت أول جماعة جهادية في مصر عام 1964 في القاهرة، على يد مؤسسيها علوى مصطفى، من حي مصر الجديدة، وإسماعيل طنطاوي من المنيل، ونبيل البرعي من المعادي، وكانوا طلابًا بالمرحلة الثانوية وقتها. تحولت هذه المجموعة إلى تنظيم يضم عددًا من المجموعات في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، وكان جميع أعضائها من طلاب الثانوية والجامعة، والتحق بهم فيما بعد أيمن الظواهري، ويحيى هاشم، ورفاعي سرور، ومن الإسكندرية محمد إسماعيل المقدم، إلى جانب انضمام مجموعة أخرى من الجيزة، كان أبرز عناصرها مصطفى يسرى، وحسن الهلاوي، لكن هذه المجموعة سرعان ما انفصلت في أوائل السبعينيات عند أول بادرة خلاف مع التنظيم. تربى قادة وأعضاء التنظيم في مساجد الجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية، بتوجههما السلفي الواضح، حيث تأثروا جميعًا بفكر الشيخ محمد خليل هراس، ورواج فكرة الانقلابات العسكرية في ذلك الوقت بالمنطقة العربية والعالم، واعتقاد قادة التنظيم أن الضباط الأحرار كان تنظيمًا تابعًا لجماعة الإخوان ثم خانها وانقلب عليها. وقد حدث عن خروج المظاهرات الحاشدة ضد الرئيس جمال عبد الناصر، عقب هزيمة يونيو 1967 أنه قام يحيى هاشم، وكيل النيابة، أحد أعضاء التنظيم البارزين بالالتحام بالجماهير الغاضبة وقادها للإطاحة بعبد الناصر لشعوره بأن طريق الانقلاب العسكري، تتشابه كثيرًا مع الفكر الذي يتبناه تنظيم الجهاد بقيادة إسماعيل طنطاوي، فراح يخطب محرضًا على ناصر في الجماهير المحتشدة التي حملته على الأعناق وطافت به الشوارع قبل أن يلقى القبض عليه، وسرعان ما أطلق سراحه عندما تبين لأفراد الأمن أنه وكيل نيابة. بعدها بدأت الخلافات بين هاشم ومع مجموعة أبرزها رفاعي سرور من جهة وباقي التنظيم بزعامة علوي مصطفى وإسماعيل طنطاوي، الذي اتهم يحيى بتهديد التنظيم بعد كشفه، ولم تفلح كل محاولات الوفاق التي قام بها بعض أعضاء الجماعة في منع انشقاق يحيى وفريقه وتأسيس جماعة أخرى. وظلت فكرة الاستيلاء على الحكم في مصر في عقول كل الجهاديين، لتكون منطلق التغيير الإسلامي في جميع أنحاء العالم، وظل الحلم الذي يراود جميع أعضاء الجماعة، لذلك اعتمد التنظيم الجهادى في مصر على إستراتيجية التغيير بالقوة المسلحة، واتخذ من الانقلاب العسكري وسيلة وحيدة لتنفيذ هذه الإستراتيجية حتى عام 1980، عندما أدخل عبود الزمر فكرة أن الانقلاب عسكري لا بد أن تصحبه تحركات شعبية مؤيدة له، لتظل وسيلة الجهاد المعتمدة للتغيير، إلى أن تفتت التنظيم وضعف بعد انضمام كثير من قادته الكبار لتنظيم القاعدة عام 1999، ومقتل القادة الكبار الذين رفضوا الانضمام للقاعدة، وأصروا على بقاء الجهاد على إستراتيجيته القديمة بعيدًا عن إستراتيجية القاعدة، أمثال نصر فهمي وطارق أنور وغيرهما، وكان مقتل هؤلاء في القصف الأمريكي لأفغانستان، خاصة قصف قندهار وكابول ضربة ونهاية موجعة للتنظيم الذي كتب فصلًا طويلًا من العنف في مصر انتشار التطرف بسيناء.. هناك عوامل ساهمت في ظهور جيل جديد من الإرهابيين، أولها المواجهة الشديدة التي مارستها أجهزة الأمن ضد الجماعات الإسلامية، وانتشار السلاح مع وجود البطالة وعدم اهتمام الدولة بتنمية سيناء، كل ذلك جعل الفكر المتطرف يرتع في هذه الجزء من الوطن، هذه العناصر وجدت ضالتها في البحث عن الأفكار الجهادية فوجدتها في بعض العناصر الفلسطينية التكفيرية، وتم التدريب على فك وتركيب السلاح والأساليب القتالية في غزة، وعادوا إلى مصر لينفذوا عمليات التفجير. يخططون للإطاحة بنظام الحكم الحالي.. هذه الجماعات تكفيرية، تكفر كل من يقف ضدها، المجتمع والنظام، الحكومة والرئيس. فالجهاديون فكرهم وهدفهم واحد، وهو إقامة الحكم الإسلامي والإطاحة بنظام الحكم الموجود حاليًا، ونستطيع أن نقول إن تنظيم القاعدة لعب دورًا في إحياء حركة الجهاد، حيث لقي خطابه الإعلامي المؤثر عن التصدي للمخططات الأمريكية والصهيونية بالمنطقة قبولًا شعبيًا مناسبًا في العالم العربي، وتلاقى هذا الخطاب مع مدارس جهادية وتكفيرية، من ضمنها الفصائل الجهادية والتكفيرية في سيناء، ووجدوا في سيناء مكانًا خصبًا لنشر أفكارهم باعتبارها على الحدود مع الدولة الصهيونية، وقريبة من الأراضي المحتلة، فترعرع فكر التكفير. التوحيد والجهاد وتجارة المخدرات.. ظهر تنظيم «التوحيد والجهاد» لأول مرة في تسعينات القرن الماضي في مدينة العريش على يد طبيب الأسنان الدكتور خالد مساعد، الذي اعتنق فكر الجهاد من خلال كتاب «العمدة في إعداد العدة» للدكتور سيد إمام، منظِّر تنظيم الجهاد الشهير بالدكتور فضل، ويوجد التنظيم حاليًا في سيناء وقطاع غزة بفلسطين. والتوحيد والجهاد سلفي العقيدة والفكر، غير أن أعضاءه يؤمنون بالعنف ويرفعون راية الجهاد ضد الكيان الصهيوني وضد المجتمع والجيش المصري، اللذين يعتبرونهما كفارًا، وينظرون للجيش المصري على أنه كافر، بعد أن صنفوه من الفئة الممتنعة، لأنه يساعد الدولة في موقفها الرافض لعدم تطبيق شرع الله. تعد تفجيرات طابا والمنتجعات السياحية في جنوب سيناء من أشهر عمليات التوحيد والجهاد، حيث يحاول التنظيم دائمًا شن عمليات ضد الكيان الصهيوني، ولأعضائه موقف عدائي ضد حركة حماس التي منعتهم من قبل من تنفيذ عمليات جهادية ضد إسرائيل، وقد انضم التوحيد والجهاد إلى
تنظيم القاعدة. ويعيش أعضاؤه في عزلة ولا يختلطون بالمجتمع المحيط بهم، كما أنه لا يوجد لهم قادة تنظيميون بعكس ما هو متعارف عليه في مثل تلك التنظيمات، ويرفض أعضاء هذا التنظيم وجود أي دور للدولة في سيناء، وتمويلهم يتم عن طريق تجارة السلاح وتهريب البضائع من خلال الأنفاق التي تدر عليهم أموالًا طائلة، وأحيانًا تهريب المخدرات عبر الحدود الدولية التي تدر عليهم أموالًا طائلة كذلك، وقد أشار محمد الظواهري القيادي الجهادي وشقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، في تصريحات صحفية، أن هناك بعض المنتمين لجماعة الإخوان يعتنقون هذا التفكير، الذي يكفّر الفعل الكفري ولا يكفر المجتمع. أما الشيخ نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد، فقال إن تنظيم التوحيد والجهاد بدأ نشاطه في التسعينات على يد مؤسسه طبيب الأسنان خالد مساعد، باعتناق فكر تنظيم الجهاد، وتشرّب الفقه والفكر “,”الجهاديين“,” من خلال كتب ومؤلفات الدكتور سيد إمام، إلا أن أعضاء التوحيد والجهاد فضلوا الأخذ بنظرية العدو الأقرب، وهو إسرائيل ليعلنوا الجهاد ضده بدلًا من الذهاب لعدو بعيد لمحاربته في أفغانستان. وكانت عمليات طابا والمنتجعات السياحية أبرز وأهم عملياتهم، حيث قُتل خالد مساعد زعيم التنظيم في هذه العمليات، في حين دخل عدد آخر من أعضاء التنظيم السجن، وفرّ عدد آخر وهرب في جبال سيناء، مشيرًا إلى أن أعضاء التنظيم اعتنقوا فكر الشوقيين التكفيري عن طريق المنتمين للشوقيين، الذين فروا من مطاردة أجهزة الأمن لهم في قرية كحك بالفيوم وذهبوا لسيناء، كما تواصل أعضاء التوحيد والجهاد مع تنظيم القاعدة. ويؤكد الشيخ نبيل نعيم أن ثورة 25 يناير أنعشت التوحيد والجهاد بصورة كبيرة، بسبب انهيار أجهزة الأمن وتلاشيها من سيناء، مؤكدًا وجود تعاون كبير وتبادل للمنفعة الاقتصادية، بين التوحيد والجهاد وبعض الجماعات الجهادية في قطاع غزة، خاصة لواء صلاح الدين وجيش التحرير الإسلامي، اللذين يعتنقان الفكر التكفيري من خلال أبوقتادة الفلسطيني وأبومحمد المقدسي، ويتبادل الطرفان المنفعة من خلال تهريب الأموال والبضائع عبر الأنفاق بين سيناء وقطاع غزة. وكشف نعيم أن التوحيد والجهاد يخطط لإقامة إمارة إسلامية في سيناء، ويتمركز أغلب أعضائه في شمال سيناء للتدرب على استخدام السلاح، ويحصلون على التمويل حسبما قال نعيم- من فرع تنظيم القاعدة في ليبيا، ومن تهريب السيارات المسروقة والمواشي والبضائع، كما كشف أن إسرائيل نجحت في اختراق التنظيمات الجهادية التكفيرية في سيناء، ولديها معلومات تفصيلية عن تحركات ونشاطات هذه التنظيمات سواء في غزة أو سيناء، مشيرًا إلى أن أعضاء التوحيد والجهاد ينظرون للمجتمع والجيش المصري على أنهم كفار ومرتدون عن الدين، وقال إن أعضاء التنظيم، وغيرهم من التكفيريين، ينطبق عليهم حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي تنبأ بظهورهم، وقال إنهم من الخوارج الذين أجاز الرسول عليه السلام قتلهم، لأنهم بمثابة فتنة تهدد الأمة، وقال: (قال الرسول: طوبى لمن قتلوه أو قتلهم). الجهاديون الجدد فوضويون.. انحرف الجيل الثاني من الجهاديين (التوحيد والجهاد) عن فكر ومنهج التنظيم الأم. حيث كان لتنظيم الجهاد مشروع تاريخي لتغيير المجتمع، أما الجهاديون الجدد فهم فوضويون، ليس لديهم مشروع واضح لخدمة وإصلاح المجتمع وتغييره نحو الأفضل، كما أنهم قليلو الخبرة ويتميزون بالسطحية، كما أنه لا يوجد بين الجهاديين الجدد أي أسماء معروفة، ولا يعرف من بينهم سوى أسماء قليلة للغاية، مثل أحمد عشوش، وهم الأقرب للسلفية الجهادية، ويؤيدون تنظيم القاعدة ولديهم نزعة تمرد ورفض للمجتمع الكافر ويضعون لأنفسهم أهدافًا يسعون لتحقيقها، وعلى رأسها إعادة إحياء الخلافة الإسلامية، وإقامة المجتمع المسلم، ويعتبرون المجتمع المصري كافرًا وجاهلاً. ولم يقم الجهاديون الجدد بعمليات تفجيرية كثيرة، إلا إنهم حاولوا الظهور بقوة بعد ثورة 25 يناير، وعبروا عن وجودهم من خلال رفع الرايات السوداء في ميداني التحرير والعباسية، وهم يرفضون الديمقراطية والانتخابات ويعتبرونها كفرًا وشركًا بالله سبحانه وتعالى. يؤكد محمد الظواهري، أن الجهاديين الجدد امتداد لتنظيم الجهاد التاريخي، لكنهم يختلفون عنه في أنهم متسرعون عن القادة التاريخيين، في الرغبة في التغيير الشامل والسريع، موضحًا أنهم قريبون من السلفية الجهادية. ويقول الشيخ نبيل نعيم، زعيم تنظيم الجهاد، إن من يسمون بالجهاديين الجدد يتلاشون من على الساحة، لاعتناقهم فكر التكفير، بعكس السلفية الجهادية، التي تلتزم بضوابط الشريعة الإسلامية، وأضاف أن الدكتور أيمن الظواهري، الزعيم السابق لتنظيم الجهاد والقائد الحالي لتنظيم القاعدة، هو السبب في انتشار الفكر التكفيري بين الجهاديين، لأنه سمح لمعتنقي الفكر القطبي بدخول تنظيم الجهاد، وكان أبرز مثال على تغلغل المعتنقين للفكر القطبي لتنظيم الجهاد، ظهور تنظيم طلائع الفتح، الذي خرج من عباءة تنظيم الجهاد، والذي نفذ عمليات راح ضحيتها أناس مسلمون، في حين يلتزم تنظيم الجهاد في منهجه بعدم قتل مسلمين، ويحرم بشكل قاطع قتل المسلم. ويوضح نعيم أن الجهاديين الجدد يكفرون الحاكم، ويكفرون من لا يكفر الحاكم، كما يكفرون جنود الحاكم وجيشه، ويستندون للآية الكريمة التي تتحدث عن فرعون وجنوده وتقول: {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين}، كما يعتبرون المجتمع «جاهليًا كافرًا»، ويكفرون كل الناس، ويعتمدون في فقههم ومنهجهم على فكر محمد قطب وسيد قطب، خاصة كتب محمد قطب ومنها جاهلية القرن العشرين وواقعنا المعاصر. والجهاديين الجدد متورطين في عملية قتل جنود وضباط الجيش المصري في رفح، لأنهم يعتبرون المجتمع المصري والجيش كافرين يجب قتالهما، وبعضهم يرفض أن يأكل من ذبائح المسلمين، بحجة أن الذي ذبح الذبيحة كافر، ويصل البعض منهم إلى اتهام أبيه وأمه بالكفر. ويصف البعض هؤلاء بأنهم مجموعة من السفهاء الحمقى، فهم لن يستطيعوا تحرير شبر من الأرض المحتلة، لسبب بسيط وهو أن إسرائيل قد اخترقت صفوفهم وتعلم خططهم قبل تنفيذها، والشيء المحتمل الوحيد الذي أن يقوموا به هو أن (يحاربونا كمسلمين بعدما ينزعوا عنا صفة الإسلام).

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.