لا يزال مشهد اللواء "عمر سليمان" حاضرًا في أذهان الجميع ، عندما أعلن بيان تنحى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك عن الحكم لتنتهى حقبة استمرت 30 عامًا، وبداية عهد جديد، تنتقل السلطة بموجبه إلى القوات المسلحة. وبدأ المشهد باتصال من "سليمان" ل"مبارك" يشرح له الوضع في ميدان التحرير وتطوره على الأرض، وبعد ذلك بقليل، أجرى "سليمان" اتصالًا بالمشير "حسين طنطاوي" - الذى كان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة - وطلب منه أن تكون هناك مقابلة، وكان الاتفاق أن تكون المقابلة في القيادة العامة للقوات المسلحة، وتوجه اللواء "عمر سليمان"، واللواء "حسين كمال" - مدير مكتبه - والفريق "أحمد شفيق"، إلى وزارة الدفاع، حيث جلسوا مع المشير "طنطاوي" و"سامى عنان"، وكان الحديث يدور بشأن سؤال مصيري «ماذا بعد؟» بحسب ما ذكر موقع جريدة التحرير. وبعد الأحداث المتلاحقة، أجمعت الآراء على أنه لا بد من الاتصال بالرئيس "مبارك" لإبلاغه بالأحداث المتتالية الموجودة على الأرض، وأن الحل الوحيد أن يتنحى عن السلطة، نظرًا للحشد الجماهيري الهائل في الشارع المصري والغضب الجم. لم يعترض "مبارك" عندما قام اللواء "عمر سليمان" بإبلاغه بذلك الطلب، وقال "مبارك": «لو ابتعادي عن السلطة هيحل المشكلة اعملوا اللي انتوا شايفينه، وأنا ليس عندي مانع، وأرسلوا لي التليفزيون وأنا أسجل وتتم إذاعة البيان بصوتي على الهواء من شرم الشيخ»، وكان رد اللواء "عمر سليمان" عليه: «يا فندم مفيش وقت، لأن التطور سريع على الأرض، وإذا انتظرنا لحين إرسال التليفزيون إليك ربما تحدث تطورات، ونحن نريد إنهاء الأزمة»، فكان رد "مبارك": «ما اقتراحكم طيب؟.. اكتبوا نصًا وأبلغوني به وأنا أوافق عليه»، فتمت كتابة النص الذي تلاه "عمر سليمان". وطلب "مبارك" من "عمر سليمان" أن يتم استبدال كلمة «تخلي» بكلمة «تنحي» عن السلطة، ومن ثم أُذيع البيان، وقد كتب "عمر سليمان" نص الخطاب بالاتفاق مع المشير و"أحمد شفيق"، حيث تمت إذاعته مرة واحدة، وحدث تعديل واحد بتغيير كلمة "حسني مبارك" إلى "محمد حسني مبارك"، حتى يكون الأمر دستوريًّا، وقام بتلاوة البيان اللواء "عمر سليمان"، لأنه نائب رئيس الجمهورية، وكان من المفترض أنه مفوّض من رئيس الجمهورية لإدارة شؤون البلاد.