6 أعوام كاملة مرت على رحيل مبارك، لا يزال مشهد اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة، والذي رحل عن الحياة في يوليو 2012، حاضرًا في أذهان الجميع، متحدثًا عن نهاية حكم مبارك، وبداية عهد جديد، تنتقل السلطة بموجبه إلى القوات المسلحة. كانت تلك الليلة مليئة بالتفاصيل، حيث بدأ المشهد باتصال من سليمان إلى مبارك يشرح له الوضع في ميدان التحرير وتطوره على الأرض، وبعد ذلك بقليل، أجرى سليمان اتصالًا بالمشير حسين طنطاوي، الذى كان يشغل القائد العام للقوات المسلحة، وطلب منه أن يكون هناك مقابلة، وكان الاتفاق أن تكون المقابلة في القيادة العامة للقوات المسلحة، وتوجه اللواء عمر سليمان، واللواء حسين كمال، مدير مكتبه والفريق أحمد شفيق إلى وزارة الدفاع، حيث جلسوا مع المشير طنطاوي وسامى عنان، وكان الحديث يدور حول سؤال «وماذا بعد؟». بعد الأحداث المتلاحقة، أجمعت الآراء على أنه لا بد من الاتصال بالرئيس مبارك لإبلاغه بالأحداث المتتالية الموجودة على الأرض، وأن الحل الوحيد أن يتنحى عن السلطة، نظرًا للحشد الجماهيري الهائل في الشارع المصري والغضب الجم. لم يعترض مبارك عند قيام اللواء عمر سليمان بإبلاغه بذلك الطلب، وقال مبارك: «لو ابتعادي عن السلطة هيحل المشكلة اعملوا اللي انتوا شايفينه، وأنا ليس عندي مانع، وأرسلوا لي التليفزيون وأنا أسجل ويتم إذاعة البيان بصوتي على الهواء من شرم الشيخ»، وكان رد اللواء عمر سليمان عليه «يا فندم مافيش وقت، لأن التطور سريع على الأرض وإذا انتظرنا لحين إرسال التليفزيون إليك ربما تحدث تطورات ونحن نريد إنهاء الأزمة»، فكان رد مبارك: «ما اقتراحكم طيب.. اكتبوا نصًا وأبلغوني به وأنا أوافق عليه، فتمت كتابة النص الذي تلاه عمر سليمان». وطلب مبارك من عمر سليمان أن يتم استبدال كلمة «تخلي» بكلمة «تنحي» عن السلطة وغيرت هذه الكلمة طبقًا لرغبة الرئيس الأسبق مبارك، ومن ثم أُذيع البيان، وقد كتب عمر سليمان نص الخطاب بالاتفاق مع المشير وأحمد شفيق، حيث تمت إذاعته مرة واحدة، وحدث تعديل واحد بتغيير كلمة حسنى مبارك إلى محمد حسني مبارك حتى يكون الأمر دستوريًّا، وقام بتلاوة البيان اللواء عمر سليمان، لأنه نائب رئيس الجمهورية، وكان المفترض أنه مفوّض من رئيس الجمهورية لإدارة شؤون البلاد.