قرار جمهوري بتعيين 3 عمداء جدد بكليات جامعة المنيا    تعرف على مواعيد امتحانات الفصل الدراسي الثاني في الأقصر    جامعة مصر للمعلوماتية تشارك في المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية لمناقشة العنف السيبراني    خلال زيارته لصربيا.. البابا تواضروس: الكنيسة القبطية بيت للجميع ورسالة حب وسلام    الاحتياطي الأجنبي لمصر يتخطى مستوى ال 48 مليار دولار بنهاية أبريل لأول مرة    أستاذ قانون مدنى يطالب النواب بتوفير بديل لوحدات الإيجار القديم لغير القادرين    المنطقة الاقتصادية تكشف تفاصيل اتفاقية تطوير وتشغيل منطقة "كيزاد" الصناعية اللوجستية    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بنهاية التعاملات بدعم مشتريات عربية وأجنبية    استشهاد 4 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على دير البلح وسط قطاع غزة    بعد إخفاق "فريدربش" بالانتخابات.. "البورصة الألمانية" تهبط بنحو 1.1%    ABC News: القبض على أكثر من 25 محتجاً سيطروا على مبنى جامعة واشنطن    رابطة الأندية تعاقب الأهلي بمنع الحضور الجماهيري مباراتين    مجلس الزمالك يجتمع لحسم مصير بيسيرو والبرتغالى يقود المران الجماعى    أجواء تنافسية في اليوم الأول لبطولة العالم العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية الجديدة    سقوط لصوص التليفونات في قبضة مباحث شبرا الخيمة    ضبط محل يبيع أجهزة ريسيفر غير مصرح بتداولها في الشرقية    رئيس الأوبرا يكرم عددا من الفنانين والإداريين بمناسبة عيد العمال    بالفيديو.. ريهانا تعلن عن حملها الثالث في حفل Met Gala 2025    قصور الثقافة تطلق العرض المسرحي «منين أجيب ناس» لفرقة الزيتيات بالسويس    المخرج جون وونج سون يزور مقر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالقاهرة    رافينيا يُرشح محمد صلاح ورباعي آخر للفوز بالكرة الذهبية    الكرملين: بوتين وبزشكيان اتفقا على تعزيز التعاون العملي بين البلدين وتنسيق السياسة الخارجية    "الخارجية" تتابع موقف السفينة التي تقل بحارة مصريين قبالة السواحل الإماراتية    مسيرة طلابية بجامعة الزقازيق للمطالبة بكشف ملابسات حادث طالبة كلية العلوم    تأجيل إعادة محاكمة 4 متهمين في «أحداث شغب مطاي» بالمنيا    الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري    وزير المالية الإسرائيلي: سيتم تركيز سكان غزة في محور موراج جنوبا    شوبير: الشرط الجزائي لكولر أكبر من ديون الزمالك بس الأحمر معاه فلوس يدفع    ظهر في 3 أفلام وصاحب رقم قياسي.. محطات عن صالح سليم في ذكري وفاته    بدء استقبال طلبات الأفلام للمشاركة في الدورة 5 من البحر الأحمر السينمائي    تفاصيل التصعيد الإسرائيلى الأخير فى غزة بعد توسيع العمليات العسكرية    لمناقشة فرص توطين اللقاحات وتعزيز التصدير، رئيس هيئة الدواء يستقبل وفد فاكسيرا    جزاءات رادعة للعاملين بمستشفى أبوكبير المركزي    ننشر توصيات اجتماع وزراء السياحة بالدول الثماني النامية بالقاهرة    ضربة موجعة لستارمر.. رفض طلب لندن الوصول لبيانات الجريمة والهجرة الأوروبية    نصيحة وزير الشؤون النيابية لابنته بشأن العمل التطوعي    61.15 دولار للبرميل.. تعرف على أسعار النفط بالأسواق العالمية    كلية التمريض جامعة قناة السويس تنظم ندوة حول المشروع القومي لمشتقات البلازما    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    السيسي يؤكد ضرورة التركيز على زيادة احتياطي النقد الأجنبي وخفض مديونية الموازنة    عقب التوتر مع باكستان.. حكومة الهند تأمر الولايات بتدريبات دفاع مدني    تعليم السويس يعلن جدول امتحانات الشهادة الإعدادية    محافظ أسوان يترأس اجتماع المجلس الإقليمى للسكان    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 6-5-2025 في محافظة قنا    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «العربية للتصنيع» تتعاون مع شركة أسيوية لتأسيس مشروع لإعادة تدوير الإطارات المستعملة    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    فاضل 31 يوما.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    صور حديثة تكشف أزمة بسد النهضة، والخبراء: التوربينات توقفت وإثيوبيا تفشل في تصريف المياه    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    ضبط (18) طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    وزير الري يتابع خطة التكيف مع التغيرات المناخية ودراسات حصاد مياه الأمطار    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 6 مايو في مصر    تشغيل وحدة علاجية لخدمة مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في مستشفى السنبلاوين العام بالدقهلية    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المصريون" تكشف فظائع الدولة البوليسية التى حكمت مصر

على مدار عام انشغل الإعلام والرأى العام بملف شهداء ومصابى 25 يناير ثم ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء.. والجميع يطالب بالقصاص للشهداء والتعويض للمصابين وهى دعوة حق وصدق ولكن يجب ألا تنسينا تاريخا طويلا من انتهاك حقوق الإنسان حفل به تاريخ مبارك ونظامه الدموى الذى أوغل فى الدماء وتوسع فى السجون وتمادى فى كبت الحريات إلى أقصى مدى يمكن بلوغه والوصول إليه.
ولكن كان لابد من فتح هذا الملف المأساوى كى يعرف الرأى العام أن ما يحاكم عليه مبارك هذه الأيام يعتبر قليلاً أمام جرائمه المسكوت عنها حتى الآن والتى قد تؤدى بمبارك إلى حبل المشنقة تأكيدا إذ إننا سنفاجأ بجرائم حقيقية تنوعت مابين التصفية الجسدية والتغييب حتى الآن.
وقد عمد نظام مبارك إلى تضييق الخناق على الإسلاميين وأبى أن يرحمهم فحتى سوط السجان لم يرحم اعتلال أجسادهم بعد أن غزت الأمراض أجسادهم فى سجونهم فراح يضرب و يعذب دون أن تأخذه شفقة أو تبعده رحمة عن أجسام طاهرة بيضاء خرج أصحابها ليس للبحث عن دعاية أو شهرة وإنما للوقوف فى وجه الطاغية المستبد دون أن يخافوا الموت فاستشهد منهم الكثير وأصيب بالأمراض الكثيرون.
كما جرفت منازل وزراعات عدد ليس بالقليل وألقوا فى غياهب السجون والمعتقلات لسنوات طويلة ضاعت من أعمارهم وأعمار زوجاتهم وأبنائهم الذين تحملوا قسوة الحياة وهم أعواد خضراء دون أن يرحم النظام البائد ضعفهم أو يراعى قلة حيلتهم بل راح يحاربهم هم الآخرين ويضيق عليهم الخناق حيث راح يقبض على كل الذين يقومون بدعمهم ومساعدتهم حتى لو كانوا بعيدين عن عينه ومقيمين خارج البلاد وراح يسعى وراء اعتقالهم.
و"المصريون" اليوم تبدأ فى فتح ملف الجرائم المسكوت عنها حتى الآن والتى تنتظر من يفتحه أما القضاء ليقول كلمة الحق فيه.
وقد حرصنا على الذهاب إلى أسر الضحايا والالتقاء بهم وقد لاحظنا أن مدن الصعيد تحتل المرتبة الأولى بين مدن مصر من حيث الجرائم التى ارتكبها مبارك ونظامه ضد أبنائه وكأنه لم يكفه تجاهل تنميته والعمل على رفع مستوى معيشة أبنائه.
كما لاحظت "المصريون" أن الجماعة الإسلامية تحتل المرتبة الأولى من حيث حجم الإيذاء الذى تعرضت له أو من حيث عدد الضحايا الذين سقطوا من بين صفوفها نظراً للمعارضة الشرسة التى خاضتها ضد مبارك ونظامه
واليوم تلتقى عزيزى القارئ بالحلقة الأولى من قصة طويلة دامية "ثلاثون عاما من الإرهاب".
"شعبان راشد" بداية المأساة
لو أردنا التسلسل التاريخ فى نهر التضحية، وسيرة الشهداء، فستكون البداية من أسيوط، والعنوان شعبان راشد، ذاك الشاب نحيل الجسم رقيق القلب، الذى ترك قريته وذهب إلى أسيوط للدراسة فى كلية التجارة وكان طالبا فى السنة الثالثة، عندما أعلن عن مؤتمر حاشد للدكتور عمر عبد الرحمن المسجون حاليا بسجون أمريكا، هنا تحمس شعبان راشد، وواصل الليل بالنهار من أجل الدعاية للمؤتمر وكانت مهمته لصق الإعلانات، وبعد صلاة الفجر أبى شعبان أن يعود إلى فراشه ليواصل مهمته، وكأنه كان على موعد مع قدره، فقد صلى مع إخوانه فى حى الوليدية بأسيوط، وذهب يلصق الملصقات عن قدوم د./ عمر، وقبل شروق الشمس، ومع أول ضوء نور أنبرى مخبر من مخبرى أمن الدولة، مشهرا سلاحه مهددا إياه أنزع الملصق أو قتله برصاصة فى رأسه وبالفعل يصوب المخبر فوهة مسدسه لرأسه، ويأبى شعبان أن ينزع الملصق، فخرجت الطلقة تخترق سكون الليل ومعها تخترق رأسه ويسقط مضرجا فى دمائه، يشتكى لربه ظلم عباده، وكانت دماؤه هى أول دماء يسفكها النظام البائد بعد أحداث 81.

والدة الشهيد ناصر سليمان: أنتظر ابنى منذ 15 عاماً

لم افقد الأمل يوما واحدًا فى عودته على الرغم من مرور 15 عامًا على اختفائه، اشعر أنفاسه تملأ المنزل وصوته الحنون يوقظنى كل يوم لأصلى الفجر ويقول لى قولى طلباتك يا ست الحبايب، لم أنس يوما سخاءه وسعة صدره وهو يسمع حكاياتى التى كثيرا ما أكررها خاصة عندما ينتابنى شعور بالضيق أو الضجر وأراه يتجاوب معى دون أن تفارق الابتسامة وجهه المضىء أو حتى تضيق علامة الصلاة التى تكسو جبهته أو تبتعد يديه الدافئة عن تهدئتى وطمأننى بأن كل شىء سيظهر على ما يرام فى حالة استعانتى بالصبر ومداومتى على الصلاة.
هذا ما قالته والدة ناصر سليمان ياسين عبد الناصر 65 سنة ربة منزل مقيمة بمدينة المنيا ل "المصريون"، والذى قبض عليه جهاز أمن الدولة المنحل يوم الخامس من يوليو عام 1997 وانقطعت أخباره منذ ذلك التوقيت باستثناء مرتين شاهده خلالهما شقيقه ياسين إحداهما فى فرع أمن الدولة بالمنيا أثناء إيداعه هو الآخر تمهيدا لنقله للمعتقل والثانية فى سجن الفيوم، وأضافت من وقتها لا أعلم عن ابنى شىء هل هو حى يرزق أم أنه توفى إثر التعذيب ولما توفى أين ذهبت جثته ولماذا تم إخفاء مصيره.
قالت والدة ناصر هذا ليس مصير ابنى بمفرده وإنما مصير 220 آخرين من أفراد الجماعة ذهبوا فى غيابة الجب، وظل آباؤهم يراودهم أمل عودة أبنائهم إلى أحضانهم فى كل يوم خاصة بعد ثورة 25 يناير وما حدث لجهاز أمن الدولة المنحل.
فيما أشار والد ناصر 74 عاما بالمعاش إنه لم يتمكن من رؤيته أو إشباع عينية منه منذ 15عاما لأن تم القبض عليه فى محل عمله بمديرية رى المنيا بعد أن قام أحد المرشدين بالإبلاغ عن صلته بالجماعة الإسلامية فى ذلك الوقت وقال لم أترك سجن فى مصر لم أبحث فيه عن ناصر بل كنت أذهب إلى السجن الواحد مرات عديدة لعلى أصل إلى خيط يمكننى من معرفة طريق ابنى أو الاستدلال عليه، وذهبت إلى عدد كبير من أفراد الجماعة بعدما تم الإفراج عنهم لأسألهم عن ابنى ولكن دون جدوى.
وأكد ياسين سليمان ياسين شقيق ناصر الذى تم اعتقاله قبل أخيه بحوالى شهر أنه لا توجد ثمة علاقة بين اعتقاله واعتقال شقيقه وأنه فوجئ برؤيته مرتين إحداهما فى بندر المنيا والثانية فى سجن الفيوم قبل اختفائه، وأضاف النظام البائد تسبب فى حدوث الكثير من الأضرار لنا ولأسرنا دون أن يرحموا سنهم أو يرأفوا بحالهم فالكثير من الأمهات توفين إما متأثرة بفراق أبنائهن اللاتى كنا لا يراهن لفترات طويلة تصل إلى عام ونصف العام أو أثناء الزيارة نفسها التى كانت تتم فى ظروف شديدة القسوة يحول فيها مسافة فاصلة وأسلاك شائكة دون رؤية أبنائهن بوضوح أو حتى التحسس من أجسامهن أو وجوههن.
لم تكن أسرة ناصر هى الأسرة الوحيدة التى مازالت تعيش فى حيرة ولوعة من أمر ابنها المختفى التى مازالت لا تعلم مصيره حتى الآن هل مازال حيا أم أنه توفى إثر تعرضه لأى من أنواع التعذيب، فهناك الكثير من الأسر التى تعيش معاناة وقسوة شديدتين بل وأشد ضراوة من أسرة ناصر لأن المختفى فيها لم يلعب دور الابن وإنما لعب دورا مختلفا تماما وهو دور الزوج والعائل الوحيد للأسرة والذى ظلت معه الزوجة فى حيرة من أمرها هل تتنظر عودته إليها أم تقبل الزواج من آخر بعد طلاقها منه لأنه لم يعد حيا.
هذا ما أكدته.. قصة عدد من الزوجات اللواتى اختفى أزواجهن.
"قاسم عبد الحكيم" القتل البطىء قتله فى سيارة الترحيلات
تروى السيدة يسرية عبد العظيم محمود، ربة منزل مقيمة بقرية بنى وركان مركز العدوة زوجة الشهيد قاسم عبد الحكيم محمد راجح، الذى قتل داخل فى عنابر الموت بسجون مبارك بطريقة استغرقت 6 سنوات حيث قالت ل "المصريون" زوجى لم يشنق أو يضرب بالرصاص ولم يلق من أعلى ولم يركل أو يجلد حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة وإنما قتل بطريقة كشفت عن مدى رغبة النظام البائد ليس فى الانتقام من الإسلاميين فحسب بل وإنما أيضًا السعى إلى القضاء عليهم وإبادتهم.
وأشارت زوجة الشهيد إلى أن زوجها دخل المعتقل فى شهر سبتمبر من عام 94 بعدما قامت قوة من جهاز أمن الدولة المنحل تقدر ب 3 ضباط وما لا يقل عن 300 جندى بإحاطة محل عمله وكأنه مجرم حرب وتم القبض عليه طبقا لقانون الطوارئ فلا إذن من النيابة ولا حتى توضيح لسبب القبض عليه، وصدر قرار باعتقاله سياسيا وترحيله وتنقله بين مختلف سجون مصر على الرغم من حصول زوجى على عدد من الأحكام القضائية بالإفراج عنه خاصة بعد إصابته بعدد من الأمراض من أبرزها ورم سرطانى خبيث لتستمر معاناة زوجى 6 سنوات بدأت فى عام 95 وانتهت بوفاته على أرضية سيارة ترحيلات فى عام 2001 بعد صراع طويل مع المرض و دون أن يتلقى أى رعاية صحية أو حتى يحصل على أدنى درجات العناية فشهود العيان من زملائه هناك أكدوا لى أن زوجى لم يحصل على قرص برشام واحد وأن العمليات الجراحية حددت له أكثر من مرة ولكنها لم تجر وإن سبب وفاته كما ذكر تقرير وزارة الصحة هو تدهور حالته الصحية بعد حدوث مضاعفات الأمراض حيث تسبب الإهمال فى إصابته بتليف فى الكبد وتضخم فى الطحال واستسقاء بالبطن مع تدهور الجهاز المناعى.
وأشارت يسرية أنها لم تستطع أن تنسى زوجها وما حدث له وفضلت أن تظل باقية دون زواج من آخر لتعيش على ذكراه وترى ابتسامته ووجه السمح فى أصغر أبنائه، مؤكدة أنها تقدمت ببلاغ للمستشار عبد المجيد محمود النائب العام ليتم التحقيق فيما حدث لزوجها منذ عام 2002 ومعرفة المتسبب فيما حدث له.
أخذوا أمى رهينة حتى يسلم أخى نفسه.. وأخرجوها بعدما قتلوه ب 21 طلقة
بالتحديد 1990 اتخذ نظام مبارك سياسة التصفية الجسدية سبيلاً لإجهاض هذه الدعوة والإجهاز على نشاطها خاصة فى مدن الصعيد التى كانت تجتاحها بشعبية جارفة دعوة الجماعة الإسلامية.
وكان محيى جمعة عبد الفتاح أحد ضحايا هذه السياسة القذرة التى انتهجتها الحكومة المصرية وكان مطاردا مع بعض إخوانه، وكذلك أخوه الأكبر رمضان جمعة عبد الفتاح الذى يحكى لنا قصة أخيه فيقول:
وفى أول مارس 1990 اشتد سعت مباحث أمن الدولة لاعتقال مجموعة من نشطاء الجماعة الإسلامية من الشباب حديثى السن وكان أخى محيى جمعة عبد الفتاح أحد هؤلاء الشباب وبالطبع كنت مطلوبا معهم.
ظللنا هاربين حتى شهر يوليو من هذه السنة اقتحمت قوات الأمن منزلنا واستاقوا أمى وأخوتى البنات حيث أودعوا البنات بندر المنيا بينما احتفظوا بأمى فى مبنى مباحث أمن الدولة وأخبروا أبى الذى تركوه طليقاً أننا لن نحرج إلا أن نسلم أنفسنا إليهم.
ظللنا نتنقل من مكان إلى مكان بعد أن افترقنا قبل مقتله بقرابة الشهرين بينما مكث أبى بمفرده فى البيت يجهز الطعام لأمى وأخواتى ويحملها إليهن فى محبسهن .. ويذهب لأمى فى محبسها بطفلتها الرضيعة التى رفضوا أن تحملها معها لترضعها ثلاث أو أربع مرات فى اليوم فى مباحث أمن الدولة.
فى يوم 26/7/1990 كان أخى مختبئاً فى شقة خلف مبنى المطافى بالمنيا، حيث فوجئ باقتحام الأمن للشقة قبيل الفجر حيث أوثقوه وانطلقوا فى فاصل من التعذيب يستنطقونه بحثاً عن أماكن بقية الهاربين من إخوانه .. ولما لم يصلوا إلى نتائج أطلقوا عليه النار ثم ظلوا ينادون فى ميكروفون يدوى معهم "أن يسلم نفسه" للإيهام. بأنه يقاوم السلطات وهم يطلقون الرصاص فى الهواء ثم ألقوا بجثته فى الشارع بعد أن اخترقت جسده 21 طلقة .
بعد ذلك حملوا الجثة فى سيارة أمن الدولة وذهبوا بها إلى بيت مسئول كبير فى الجهاز كانت سيارته قد احترقت أثناء أحداث الفتنة الطائفية واتهموا أخى بإحراقها ليشاهد جثة من زعموا أنه أحرق سيارته وقتلوه عقاباً له وثأراً للسيارة الشهيدة.
وبينما كان أبى فى المنزل ينتظر فرج الله فى ولديه وبناته وزوجته فوجئ بسيارة أمن الدولة تقف أمام الناس لتحمله إلى النيابة، وهناك وجد مذكرة تحريات المباحث تنسب وفاة ابنه إلى حادث سيارة، حيث رفض التوقيع على المحضر ليجىء تقرير الطب الشرعى مؤكداً أن أخى قتل برصاص آلى لا يتوفر إلا لرجال الشرطة.
ذهبوا بأبى إلى المشرحة بمستشفى المنيا العام، حيث ألقى على ولده النظرة الأخيرة وغسله وكفنه ومنعوا الناس من السير خلف الجنازة ليحمله منفرداً إلى مثواه الأخير.
عاد أبى ليجد ابنه الآخر قد قبض عليه وزج به فى آتون التعذيب ثم إلى غياهب السجون منذ يوليو 1990.
ويضيف : خرجت فى إبريل 2006 بعد ست عشرة سنة من الاعتقال دون تهمه ولا جريمة ولا قضية اللهم إلا قتل أخى رحمه الله وبهدلة والدى وأخوتى البنات لأجد والدى قد سبقنى إلى الآخرة حزناً على وعلى أخى محيى الدين وإلى الله المشتكى وهو المرتجى أن يقتص لأخى ولى ولوالدى وإخوتى.
مات سجينا ولم يجد أهله ثمن سيارة الموتى.
قصة جديدة من قصص المعاناة والظلم الذى وقع على أبناء الجماعة الإسلامية، طوال فترة حكم الرئيس المخلوع، قصة يندى لها الجبين وتذرف من أجلها العيون دمًا بدلاً من الدموع.
إنها قصة فرغلى سيد عبد الغنى محمد، من مواليد محافظة المنيا مركز ملوى كان يعمل بالتجارة التزم مع الجماعة الإسلامية لم يحمل سلاحاً ولم يخرب أو يقتل فقط كان يعتاد المسجد مع إخوانه يدعو الناس للخير رافضاً لكل أنواع الظلم والظالمين، اعتقل فى العام 1994بعد أن ترك خلفه أسرة لا عائل لها ولا أنيس ولا ونيس مكونة من أم قليلة الحيلة وخمس بنات صغيرات لم يبلغ عمر أكبرهن خمس سنوات ليس لهن عائل ولا مصدر رزق وبدأ يتنقل من سجن لسجن ومن محنة إلى محنة ومن ترحيلة لأخرى حيث الأمراض والأوجاع والتعذيب والآهات، فداهمته الأمراض ونحل جسده وأهله يعانون فراقه وبعده ومع ذلك مرضه فى فترة كانت سجون مبارك أشد وطأة وأكثر سوءًا مما نسمعه الآن فى سجون جوانتانامو وأبو غريب، فلم يتحمل جسده شدة المرض فمات فى سجن وادى النطرون بعيداً عن أهله وأولاده، فبدلاً من فرحة أهله وبناته برجوعه أليهم سالماً غانماً رجع أليهم مكفنناً ملفوفاً محمولاً، ولما حان رجوعه لبلده حيث مثواه الأخير، كانت هناك مأساة أخرى فلم تستطع زوجته البائسة الفقيرة أن تجد أجرة السيارة التى تقل جثته فتقدموا بطلب لمحافظ المنوفية لمساعدتهم فى توفير سيارة تقل جثته إلى بلده وبالفعل قد كان ليبدأ أهله بعدها رحلة من الآلام والأحزان بعد فراقهم وفقدهم لعائلهم الوحيد.
مفقودون حتى الآن
* الاسم: مدحت عبد الودود محمد سيد
السن: مواليد 1971
العنوان: الريرمون ملوى
تاريخ الاختفاء: مارس 1995
ملابسات الاختفاء: أعتقل فى مارس 1995وتم نقله إلى مقر مباحث أمن الدولة بالمنيا فى 15/3/1995 ومن يومها ولم يتم العثور عليه وأسرته تتهم الضابط عصام موسى، بذلك لقيامه بالقبض عليه واعتقاله، وقال شهود عيان إنهم رأوه فى أمن الدولة بالمنيا وهو يحتضر من شدة التعذيب.
نبذة عنه:
* الاسم :عبد الصبور عبد الله على
السن :65سنة
العنوان :الإدارة ملوى
تاريخ الاختفاء:أكتوبر 2006
ملابسات الاختفاء: تم القبض عليه فى أكتوبر 2006 بواسطة صبحى جبر ووليد توفيق من إدارة البحث الجنائى ومن هذا التاريخ لم يعثر له على أثر
نبذة عنه:
*الاسم :على منصور أحمد الجمال
السن :72 سنة
العنوان :الإدارة ملوى
تاريخ الاختفاء:أكتوبر 1996
ملابسات الاختفاء: تم القبض عليه بواسطة صبحى جبر ووليد توفيق، من إدارة البحث الجنائى، وقد تم الاعتداء عليه بالضرب والكهرباء والتعليق حتى أصبح جثة هامدة، بعدها أخذوه إلى مركز شرطة ملوى وبعدها لم يعثر له على أثر، وقام أولاده بعد الثورة بتقديم بلاغات بهذا الشأن، وعمل محضر حمل الرقم 1558لسنة 2011 وقامت النيابة باستدعاء الشهود والتحقيق معهم وما زال الأمر على ما هو عليه .
نبذة عنه:
* الاسم: محمد فرغلى على فرغلى ( طبيب تخدير )
السن: مواليد 1955
العنوان: مدينة ملوى
تاريخ الاختفاء: 1994
ملابسات الاختفاء: سلم نفسه إلى مباحث أمن الدولة طواعية عن طريق خالد الدروى عضو مجلس الشعب السابق، بعد أن قامت أمن الدولة با قتحام منزله وتفتيشه فلما علم بذلك سلم نفسه عن طريق عضو مجلس الشعب السابق والأستاذ محمد صابر عبد الحكيم المحامى، ومع ذلك عادوا مرة أخرى لتفتيش منزله وأخذوا مبلغ 8000 جنيه، وسيارة بيجو رقم 20474 ملاكى المنيا، بعدها أعلنت مجلة روز اليوسف، عن خبر يفيد التحقيق مع اثنين من أمناء الشرطة لهروب الدكتور محمد منهما فى تمثيلية مفضوحة بعد أن قتلوه بتهمة تمويل الجماعات الإسلامية ومن ساعتها ولم يعثر له على أثر، ومن الغريب أن أهله استخرجوا شهادة اعتقال تفيد تواجده فى المعتقل من عام 1994 حتى عام 1997.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.