تتجه الأنظار إلى مبنى "البوندستاج" فى ألمانيا إذ من المقرر أن تنتخب الجمعية الاتحادية الأحد رئيسا جديدا لألمانيا خلفا للرئيس المنتهية ولايته يواخيم غاوك. ويحظى وزير الخارجية السابق شتاينماير بأغلبية كبيرة تجعل انتخابه في حكم المؤكد. بات انتخاب فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني السابق رئيسا لألمانيا في حكم المؤكد الأحد (12 فبراير 2017) خلفا للرئيس المنتهية ولايته يواخيم غاوك. وبالرغم من ذلك فإن هناك بعض الأخذ والرد في أوساط الجمعية الاتحادية الألمانية (الهيئة الناخبة لرئيس البلاد) قبيل إتمام انتخاب المرشح لهذا المنصب الرفيع. وعلى الرغم من رجحان كفة شتاينماير، لأنه مرشح مشترك للحزب الاشتراكي الديمقراطي والتحالف المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، إلا أن هناك من يردد بأن بعض ناخبي الجمعية من التحالف المسيحي يعتزمون عدم التصويت لصالح شتاينماير في الاقتراع السري. لكن حتى لو حدث هذا، فإنه لن يغير في الواقع كثيرا لأن رئيس الدبلوماسية الألمانية السابق يحظى بتأييد كبير جدا. والتقت الكتل البرلمانية الممثلة للأحزاب في البرلمان الألماني (بوندستاج) اليوم بصورة منفصلة بعضها عن بعض قبل انعقاد الجمعية الاتحادية الأحد لانتخاب رئيس اتحادي جديد للبلاد. كما كان شتاينماير ضيفا على بعض الكتل إذ أكد قادة الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل تأييدهم لشتاينماير. كما أعطى حزبا الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) المعارضان، موافقتهما على اختيار شتاينماير. كما سعت شخصيات سياسية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه شتاينماير إلى كسب الدعم له في اللحظات الأخيرة، إلا أن عملية دعائية قام بها فرع الحزب في برلين أثارت استياء عدد من أعضاء التحالف المسيحي. فقد نشر فرع الحزب في برلين تغريده تتحدث عن الرئيس الاشتراكي الديمقراطي شتاينماير قبل انتخابه رسميا، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من السياسيين كما أثار لغطا واسعا في ألمانيا. وعلى الفور سارع فرع الحزب في برلين إلى تقديم اعتذاره في تغريدة جديدة، معترفا بأن طريقته في دعم شتاينماير لم تكن موفقة. وأشار وزير العدل الألماني هايكو ماس (العضو البارز في الحزب الاشتراكي الديمقراطي) في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): إلى أن "شتاينماير هو شخص يبث الشجاعة ويدعم المصالحة، ويثق الناس فيه". كما قالت وزيرة الأسرة والنائبة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي مانويلا شفيزيغ إن شتاينماير سيمثل ألمانيا في الخارج "بصوت قوي ويحفظ على شعبنا في الداخل وحدته". ويتقدم إلى جانب شتاينماير أربعة مرشحين آخرين للمنصب من حزب اليسار وحزب البديل من أجل ألمانيا والناخبون الأحرار والقراصنة، إلا أنه لا توجد فرصة حقيقية أمام هؤلاء. وباعتبار أن فوز شتاينماير بات في حكم المؤكد، يسود نوع من الترقب بشأن نتيجة الانتخابات، التي يشارك فيها 1260 عضوا هم مجموع أعضاء الجمعية الاتحادية، وبشأن عدد المؤيدين والمعارضين له في الجولة الأولى. يشار إلى أن الجمعية الاتحادية، وهي الهيئة الناخبة لمن يحتل أرفع منصب شرفي في البلاد (رئيس الدولة)، تتألف من نواب البرلمان الاتحادي (بوندستاج) وعدد مماثل من الأعضاء تنتخبهم برلمانات الولايات. ويصل عدد ناخبي الجمعية في هذه الدورة 1260 ناخبا.