أكد حسن الترابي أن لا مانع لديه في أن تؤول رئاسة السودان إلى مسيحي أو امرأة طالما كان من يتسلم المنصب عادلا ونزيها، معتبرا أن الشريعة حرفت عن معناها الحقيقي . وأكد الترابي أنه إذا كان هناك مرشح مسيحي نزيه وقادر على مقاومة التأثير الفاسد للمنصب الحكومي، وكان نزيها ولن يستخدم نفوذه ضد الآخرين فإنه سينتخبه . مضيفا أنه لا توجد لديه أي مشكلة في أن ينتخب امرأة . ولكنه يرى أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة حليفه السابق الرئيس عمر حسن البشير لن ينظم انتخابات حرة حتى يمكن لمثل هذا الخيار أن يتحقق، بالنظر إلى آخر انتخابات نظمت في سنة 2000 . وأكد الترابي أن الناس لا يفهمون الشريعة الإسلامية على حقيقتها ، مشيرا إلى أن الشريعة في حقيقتها نظام ونمط حياة . وأضيف أن "المنع يفترض أن يطبق حسب الحالة، فالمسيحي على سبيل المثال يمكنه أن يتناول الكحول، لكن ليس عليه أن يفعل ذلك في العلن ولا أن يبيعه إلى المسلمين. هكذا هي الشريعة". والشريعة الحقيقية بالنسبة له تعني أيضا الديموقراطية الحقيقية. "الشريعة تقول لنا إن الحكم يجب أن يكون للشعب. فلا تسلط في الإسلام ولا مصادرة للسلطة، السلطة للشعب، وان أراد أن يعين من يحكمه يجب أن يكون منتخبا". ويقول الترابي الذي يتزعم حزب المؤتمر الشعبي المعارض، إنه مستاء من حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاق السلام الموقع مطلع 2005 بين الحكومة السودانية وحركة التمرد الجنوبية والذي يستثني جنوب السودان من تطبيق الشريعة. ويقول "كان الناس يعتقدون أن وجود المتمردين في السلطة سيعدل ميزان القوة، لكن هذا لم يحصل. انهم لا يكترثون لحكومة وطنية، انهم يركزون على الجنوب". ويقول إن متمردي حركة العدل والمساواة الذين يقاتلون القوات الحكومية في إقليم دارفور غرب البلاد، وكذلك في الشرق يمثلون خيارا أفضل بالنسبة لمستقبل السودان. ويوضح الترابي "انهم ليسوا أقوياء على الأرض في دارفور، لكنهم أكثر ذكاء وأكثر وطنية. انهم يفكرون بالبلاد ككل". ومع نفيه أي علاقة بحركة العدل والمساواة، خلافا لما يشاع عنه، يوضح الترابي أنه يتوقع أن تصعد هجماتها مع اقتراب مفاوضات السلام حول شرق السودان التي ستبدأ في اسمرة في 13 يونيو ، ويقول "إنهم يريدون أن يثبتوا قوتهم قبل المشاركة في المفاوضات، وإلا تم التعامل معهم بوصفهم ضعفاء. هذا طبيعي، البشر كلهم يتصرفون هكذا".