ستتمكن "فتاوى الدكتور حسن الترابي"، والتي غالبا ما توصف بأنها فتاوى "مشاكسة ومثيرة للجدل"، من أن تجمع حولها، غدا الثلاثاء (196)، في العاصمة المصرية القاهرة، عددا من علماء الأزهر، وأساتذة الشريعة، ومشايخ، ودعاة، في ندوة لمناقشتها خصيصا. ومن المقرر أن يشارك في الندوة، الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة بكلية حقوق التابعة لجامعة عين شمس، وغيرهم من العلماء والباحثين الشرعيين. وبحسب المنظمين فإنه ستكون هناك مداخلة للدكتور الترابي عبر الهاتف في الندوة، ليتمكن من التعليق على ما سيُقال على فتاويه. ويقول المنظمون، إنّ هدفهم من الندوة، مناقشة بعض القضايا التي تحدّث فيها الدكتور الترابي، مثل إباحة زواج المسلمة من الكتابي، وأنّ شهادة المرأة تعادل شهادة الرجل في كل الحالات، وجواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة، وقوله إنّ الحجاب يُقصد به تغطية الصدر وليس الحجاب المتعارف عليه حالياً، فضلاً عن قوله أنّ المقصود بالحور العين هم المؤمنات في الجنة، وليس خلقاً خاصاً، كما يذهب إليه جمهور المفسِّرين والعلماء. والمحور الأهمّ في المناقشات، بحسب قولهم، سيدور حول مناقشة "منهج الاجتهاد عند الترابي"، والذي عليه تأتي هذه الاجتهادات، وأثر تلك الاجتهادات في الحياة العلمية والثقافية المعاصرة. يُذكر أنّ "هيئة علماء السودان"، طالبت باستتابة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، الدكتور حسن الترابي، واعتبرته "مارقاً وزنديقاً"، بعدما أعلن أن "لا مانع لديه في أن تؤول رئاسة السودان إلى مسيحي، أو امرأة، طالما كان من يتسلم المنصب عادلاً ونزيهاً". ووصف البروفيسور، جعفر شيخ إدريس، عضو الهيئة، الترابي في ندوة أقامها مجمع الفقه الإسلامي بجامعة الخرطوم مؤخراً، بأوصاف قاسية، وأنه "لديه مقدرة على الكذب، وهو يعيش حياة غير التي يؤمن بها، وكان رئيساً لجماعة إسلامية، لا يؤمن بأهدافها"، مشدِّداً على أنه (الترابي) عندما يتحدث عن الحرية في الدين، فإنما يريد أن يرضي الأمريكيين. واعتبر شيخ ادريس، تبصير المسلمين بما ذهب إليه الترابي، أهم من إقامة الحد عليه، وقال لا أريد أن يقدِّموه لمحاكمة، لأنّ العلمانيين وأصحاب حرية الفكر سيدافعون عن أفكاره، وتصبح مسألة قد لا نحمد عقباها، وأوضح أنه "زعيم متقلب المزاج والأفكار (...) وإنه قال لصحيفة بريطانية إنّ الإسلام لا يتدخل في زي المرأة إلاّ إذا سارت عريانة!"، حسب تعبيره. كما انتقد الشيخ محمد سيد حاج، عضو الهيئة، أفكار الترابي، وقال "إنّ هذه الأفكار والآراء لم يأت بها، إنما أخذها من السلف الذين ينكرهم الترابي نفسه، فقوله في نزول المسيح جاء من سلفه عبد الجبار الحمداني، وعمرو بن عبيد، وإباحته للمسلمة أن يتزوجها اليهودي أو النصراني، فهذا جاء به سلفه سيد أحمد خالد في الهند، سنة 1817م، وكل السلف الذين أخذ منهم خوارج، ومعتزلة، ومسألة إمامة المرأة قالت بها غزالة بنت الشيبة"، وفق تقديره.