لعل جدل "الشرعيات".. قد يعود قريبًا ليتسيد المشهد السياسى المصرى من جديد، خاصة بعد "دجل" السلطات الرسمية المصرية وإعلام الفلول بشأن أزمة "جنسية" والدة المرشح الرئاسى الأكثر شعبية حازم صلاح أبو إسماعيل. الخبرات اللاحقة على الثورة.. أثبتت أن "شرعية" المَيدان لا يمكن إقصاؤها.. لا سيَّما أن "شرعية" الميدان سقطت فى اختبار "محنة " أبو إسماعيل. من المدهش حتى الآن أن "يطنّش" النواب هذه الأزمة.. ولم يتقدم واحد منهم بطلب لاستجواب وزير الداخلية بعد استدعائه، وسؤاله سؤالاً محددًا : والدة أبو إسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية أم لا؟!.. بدون لف ولا دوران، لقطع الطريق على "مَيَاصة" الجهاز الإدارى للدولة والذى ما انفكّ يمارس سياسة "هز الوسط" و"المَرْقعة" فى هذا الموضوع تحديدًا. لم يتبقَّ إلا أقل من 48 ساعة، ويُسدل الستار على مرحلة "الترشح".. وسيتقرر مصير أبو إسماعيل.. فيما لا يزال موقفه "معلقًا" بقصد وبسوء نية لتفويت الفرصة عليه. لم يتبقَّ أمام المصريين.. وأقول هنا المصريين.. وليس مؤيدى أبو إسماعيل وحدهم.. لم يبق أمامهم إلا خيار "الميادين" واستعادة وهج الثورة وعافيتها.. ليس دفاعًا على المرشح "المستضعف" والذى تخلى عنه الإعلام الإسلامى كله تقريبًا.. وتركوا سُمعته وعِرْضه مستباحين على فضائيات مبارك وقنوات غسيل الأموال وودائع البنوك المنهوبة.. وإنما دفاعًا عن "القانون" وعن الثورة.. وعن الحقوق السياسية والمدنية للمواطن المصرى. إذا كُسر أبو إسماعيل فى هذه المعركة ستنكسر الثورة؛ لأن المسألة ليست فى المرشح الذى تتآمر عليه الدولة رسميًّا.. وإنما تتعلق بجرد الحسابات بعد الثورة.. وماذا تغير فى مصر وماذا بقى من نظام مبارك؟.. وستكون المفاجأة مفجعة للجميع حين نكتشف أن الرئيس المخلوع لا يزال حاضرًا فى كل مؤسسات صناعة القرارات السيادية بالدولة.. حينئذ لن يعد بوسع أحد إلا أن يقرر بأن الثورة قد هُزمت.. ولن يعد ثمة خيار آخر إلا الاحتكام إلى هدير الميادين وإظهار "العين الحمراء" مجددًا للمتآمرين خلف الأبواب المغلقة. قبل ساعات من غلق باب "الترشح".. لم يعد أمام السلطات الرسمية إلا خِياران لا ثالث لهما.. إما أن تُعلن صراحة الموقف القانونى من جنسية أبو إسماعيل.. وإما تترك للشارع انتزاع حقه فى المعرفة بالشكل الذى يراه مناسبًا.. وعليها أن تتحمل مسؤولية التلاعُب والخروج عن القانون وتعمد استغفال الشعب وقمعه وفرض إرادة التزوير عليه مجددًا.. فالقوى الوطنية التى سجنت مبارك وأركان حكمه من المزورين والجلادين ..قادرة على أن تضيف إليها المزيد من المزوّرين الجدد. [email protected]