رواد المعرض يشكون من ارتفاع أسعار الكتب.. وسوق الأزبكية ملاذ الغلابة من العام للعام ينتظر كثير من المصريين المهتمين بالشأن الثقافي، معرض القاهرة الدولي للكتاب، كموسم عيد بالنسبة لهم، في انتظار إصدارات دار النشر من القصص والروايات ودواوين الشعر، وغيرها من كتب التراث. وفي الأسبوع الأول من انطلاق فعاليات المعرض في دورته ال48، اجتذبت العديد من القصص والروايات ودواوين الشعر لأشهر الأدباء جمهور المعرض محققة نسبة مبيعات كبيرة، فضلاً عن قصص الرعب والتشويق التي تستأثر الجمهور خاصة الشباب منهم. بعد طول غياب، يعود الكاتب المصري محمد صادق بعمل جديد تحت عنوان "أنتَ"، ليتصدر المبيعات بمعرض الكتاب. فعلى غير المعتاد من الكاتب، والذي من المعروف أن جميع روايته تتسم بالرومانسية، إلا أن هذه المرة اتسمت بالطابع الإجرامي أو الغموض أكثر من الرعب. وتلاها، رواية أخرى بعنوان "نادر فودة"، للكاتب أحمد يونس، ولم يبعد كثيرًا عن الرعب الذي يقدمه خلال برنامجه "كلام معلمين"، فالرواية عالم من الرعب الشديد، وأيضًا رواية "أرض زيكولا" للكاتب عمرو عبدالحميد، و"الرجال من بولاق والنساء من أول فيصل" للكاتب إيهاب معوض والتي تدور أحداثها حول الخلافات الزوجية في المناطق العشوائية. أيضًا، هناك رواية "ليلة في جهنم" للكاتب حسن الجندي، ومن الروايات المترجمة "الجريمة والعقاب" للكاتب دوستوفيسكي، ورواية "امرأة بطعم الفودكا" للكاتبة جهاد السيسي، وهي عبارة عن 14 قصة تناقش قضايا مجتمعية وفلسفية، و"رواية الحاد" للكاتب نور الدين سليمان، ورواية "هي للكاتب" محمود أمين وتدور أحداثها في إطار رومانسي، رواية "شهوة الشر" للكاتب محمود عبدالحليم، رواية "قربان" وهو عمل مشترك للكاتبين ياسين أحمد وإبراهيم السعيد. وإلى جانب ذلك، اجتذب رواد معرض الكتاب رواية "الله لا يرمي النرد" للكاتب محمود علام والتي ضم معلومات علمية ومقالات ضد الإلحاد، رواية "النكرومانسيرا" للكاتب أيمن العايدي وهي ملحمة رعب اجتماعي. وكان للكوميديا حضور في رواية "عائلة حتحور" للكاتب إسلام عبدالله، رواية "شيفرة" بلال للكاتب أحمد خيري وهي رواية مليئة بالآلام، رواية "أرض السافلين" للكاتب أحمد خالد مصطفى، رواية "المارستان" لمحمد الجيزاوي وتدور أحداثها حول هوان النفس البشرية. وأيضًا ظهر الطابع الديني في كتاب "كلمة" لمصطفى حسني، وأدب الرحلات في رواية "مسافر الكنبة في إيران" لعمرو بدوي، وأصدر الشاعر هشام الجخ ديوانه الأول خلال معرض الكتاب والذي حقق إيرادات مرتفعة. أما على صعيد الكتب التي ثار حولها جدل واسع، فكانت الكتب الشيعية كما جرت العادة، والتي سرعان ما تجاوبت الجهة المنظمة للمعرض وقامت بمنعها، بعد أن اكتشف "ائتلاف الصحب والآل"، المهتم برصد النشاط الشيعي في مصر، وجود كتب شيعية داخل المعرض، طالب بمنع تداولها. وأكد الدكتور هيثم الحاج، رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، أن الهيئة ليست جهة رقابية، وأن كتب الشيعة تدرس في جامعة الأزهر الشريف، ولكن قال إنه حال تهديد هذه الكتب الهوية المصرية سوف يتم مصادرتها وإغلاق الأجنحة التي تقوم بعرضها. والكتب التي تدعو للتشيع داخل معرض الكتاب قادمة من دور نشر تابعة لدولة لبنان. وقدم الائتلاف شكاوى ضد الأجنحة التي تعرض كتبًا تدعو للتشيع. وقال اللواء أشرف مأمون، مدير إدارة مكافحة جرائم المطبوعات بالإدارة العامة لمباحث المصنفات، إنه تم تحرير محضر لمصادرة كتب شيعية من معرض القاهرة الدولي للكتاب. وأوضح أن الكتب الشيعية تم ضبطها في مكتبة سوريا في جناح ألمانيا ب، وتم مصادرتها على الفور. واستحوذ ديوان "خمسة خصوصى" للشاعر على حسن على النصيب الأكبر من السخرية، خاصة أنه كتب بأسلوب وصف بالركيك، والذى يقول فيه: "هاتى صباعك جنب صوابعى وعديهم يطلعوا ستة ده أنتى صوابعك حلوة وطعمة صباعك ده ولا صباع كفتة"، كما كتب أسماء معظم البنات فى أشعاره بطريقة أثارت سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. لم يكن للكتاب هو الآخر دور في الابتعاد عن القرارات الاقتصادية الأخيرة، والخاصة بقرار تعويم الجنيه، الذى أثر على سوق الورق والطباعة، ولكن حاولت معظم دور النشر أن تجذب القراء بخصومات وصلت ل50%. وقال إسراء جمال، طالبة جامعية، إن أسعار الكتب عالية جدًا مقارنة بالعام الماضي أو مقارنة بالمكتبات بالخارج، والخصومات ما هى إلا عودة الكتب بأسعارها مسبقًا، فمثلًا "الكتاب إللى بيتباع ب30 جنيه هنا ب45جنيه وبعد الخصم يرجع تاني ل30جنيه". وأوضحت أن الكتب من إصدارات الهيئة العامة للكتاب ودار الهلال ودار الأسرة الأسعار بها مناسبة، إلى حد ما وبها خصومات ولكن على الكتب القديمة أكثر من الكتب الجديدة. وأيدتها في الرأي ياسمين بيبرس، طالبة، قائلة إن الأسعار هذا العام عالية جدًا عن المكتبات في الخارج وأن أكثر الكتب التي زاد سعرها هي الروايات الجديدة، مؤكدة أن الخصومات تجعل الكتاب أغلى ب5جنيهات عن المكتبات بالخارج، وأن أكثر رواية جذبت انتباهها هي رواية "أنتِ". وقالت جهاد عامر، إن سور الأزبكية سد حاجتنا عن الكتب والروايات بسبب الأسعار العالية، لجأنا لسور الأزبكية والأسعار به لم تتغير عن العام الماضي، وعن كتب الأطفال فأسعارها باهظة جدًا وليس بها خصومات، موضحة أنها تبحث عن الكتب التي تساعدها في مجال عملها ودراستها أكثر من الروايات.