منذ شهور كنت قد كتبت موضوع عبر موقع صحفية المصريون الغراء بعنوان نأسف لحضراتكم لن تمر عليكم هذه الأخبار مرة أخرى مرور الكرام وكنت اعتقد حينما كتبت هذه المقالة أننا كعاملين في الحقل الإعلامي سنعمل كل الجهد على حق القارئ بحقوقه في معرفة كل الأمور وسنعمل جاهدين ألا تمر الأخبار مرة أخرى على القارئ مرور الكرام. ولكن يبدو أن ريما عادت إلى حالتها القديمة فعدنا مرة أخرى نخفى على القارئ بقصد أو بدون قصد إغفال وإخفاء الحقائق والأخبار عنه ؟؟؟ ولا أعرف أن كان هذا المرور الكرام الذي نطبقه في حق هذا القارئ !! هل هو مقصود أم غير مقصود !! وهل هذا عن عمد وترصد !! أو بأوامر عليا. الذي جعلني أشير وأرجع إلى دفاتري القديمة مما كنت كتبته هو ما نشر في جريدة "الصنداى تايمز" البريطانية التي نشرت خبر ولم تتداوله وسائل الإعلام المصرية كأن الخبر لا يعنى المواطن المصري .. المهم تعالوا نرى ما هو هذا الخبر الذي مرا مرور الكرام ف"الصنداى تايمز" تقول إن: "بريطانيا قررت أن تفتح خزائن الأسرار وتكشف كواليس "حرب السويس " التي لم تذاع من قبل وسيكشف فى الوثائق الجديدة النقاط عن كثير من الأمور التى لم يكشف عنها من قبل" وهذا يعنى أن الكتاب الذي أصدره الكاتب الراحل "محمد حسنين هيكل" في ثمانيات القرن الماضي لم يكن كاملا وبه نواقص وشهادات لم نتعرف عليها في كتاب هيكل الذي صدر في ذلك الوقت بعنوان "حرب السويس ".. الصحيفة ذكرت أن الوثائق الجديدة ستضم تسجيلات هاتفية دارت بين زعماء إسرائيل وبريطانيا وفرنسا والدور الذي لعبته المخابرات الأمريكية من وراء ظهر البيت الأبيض في هذه المعركة الذي خطط لها بعناية شديدة خلال الحقبة الماضية ... وحسب ما قالته "الصنداي تايمز" عن الوثائق التي سوف تنشر سوف تكشف أسرار جديدة تقال لأول مرة وخاصة عن الرئيس السابق جمال عبد الناصر والدور الخفي لملك الأردن السابق الملك حسين. ولحين أن تطرح هذه الوثائق في الصيف المقبل وخلال الذكرى ال 61 عن معركة السويس علينا أن نطرح السؤال هل جيل الكمبيوتر و"الأي باد" والتطور الإلكتروني الرهيب الحادث الآن ؟؟ يعرف شيء عن هذه المعركة التي دارت في منطقة القناة في القرن الماضي عام 56 ؟؟ أم أن هذا الجيل فرض عليه التعتيم في معرفة حقيقة ما حدث فى هذه المعركة ؟؟ وللأسف ما عرف عن هذه المعركة فقط تم معرفته من خلال الإعلام الناصري في ذلك الوقت !! أو من الأستاذ هيكل من خلال كتابه "حرب السويس" وبرنامجه "مع هيكل.. تجربة حياة" الذي كان يذاع على قناة الجزيرة الإخبارية بقطر عندما كانت علاقة هيكل بالجزيرة سمن على عسل فى ذلك الوقت ومع أميرها السابق الشيخ حمد آل الثاني .. وهذا موضوع آخر قد نناقشه في مقال أخر ليس له موضوع الآن ؟؟؟ ويبدو أن ملفات حرب السويس ما زالت مفتوحة في المنطقة، مع اختلافات "التكتيك" وثبات "الإستراتيجية" الغربية، بعد مرور 61 عاما على العدوان الثلاثي "البريطاني الفرنسي الإسرائيلي" على مصر، في حرب غيرت ميزان القوى في الشرق الأوسط، وقطعت "ذيل الأسد" بحسب تعبير الزعيم السوفيتي "نيكيتا خروشوف" وكان المقصود هو الأسد البريطاني، بينما أنهت الموقعة الكبرى 1956 سلطان ونفوذ الإمبراطورية، بالنسبة للقوتين الأعظم في ذلك الوقت، بريطانيا وفرنسا. وكان واضحا توافق أطراف العدوان الثلاثي "بريطانيا وفرنسا وإسرائيل" على أسباب الحرب وغزو مصر: وهي الدعم المصري لثورة الجزائر بالسلاح والمال والمدربين الأمر الذي هدد التواجد الفرنسي في أفريقيا، وكسر احتكار السلاح، بعد توقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي تقضي بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع إسرائيل، وتأميم قناة السويس الذي أعلنه الرئيس جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956، وقيام حركة الضباط الأحرار الأردنيين بطرد قائد الجيش الجنرال غلوب باشا، وتعريب قيادة الجيش الأردني ولابد القول في صدد الوثائق البريطانية تعتبر مصدراً مهما وثرياً للدراسات في تاريخ مصر وخاصة منذ الاحتلال البريطاني عام 1882، حيث تدخلت بريطانيا في جميع الشئون الداخلية المصرية، فحوت تلك الوثائق أدق تفاصيل مختلف أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى الخاصة، في مصر، واستمر ذلك حتى توقيع اتفاقية الجلاء في 18 أكتوبر 1954، وتصفية القاعدة البريطانية في منطقة القناة، والقضاء على النفوذ البريطاني برمته بعد العدوان الثلاثي على مصر في 1956. ولذلك توافرت في دار الوثائق البريطانية كميات هائلة من الوثائق الخاصة بمصر في ذلك الوقت وقيمة هذه الوثائق في أنها تتصف بالتنوع والشمول، فلم تقتصر على المراسلات بين السفارة البريطانية في القاهرة ووزارة الخارجية في لندن، وإنما تحتوي أيضاً تسجيلا للمناقشات حول مصر في مجلس الوزراء البريطاني والمذكرات التي عرضت عليه في هذا الشأن، وكذلك المذكرات الصادرة من رئيس الوزراء ووزير الخارجية ومساعديه ورؤساء الإدارات المختلفة بالخارجية البريطانية، كما تشمل أيضاً جميع التقارير الواردة من الوزارات الأخرى المتعلقة بصنع السياسة البريطانية تجاه مصر، وكذلك محاضر مناقشات مجلسي العموم واللوردات كما وردت في مضابطهما في نفس الموضوع.يضاف إلى ما سبق أيضا المراسلات بين قادة القوات العسكرية البريطانية في مصر ووزارتي الحرب والخارجية البريطانيتين كما تضم الوثائق البريطانية كل ما يتصل بمصر في أي بلد في العالم وفي المنظمات الدولية، مثل الأممالمتحدة وحلف شمال الأطلسي ومما يزيد في أهمية تلك الوثائق للباحثين أن بعضها كان يكتبه الخبراء البريطانيون الذين كانوا يعملون في مختلف وزارات الحكومة المصرية بمرتبات منها، وظلوا في مواقعهم حتى بعد عقد معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا، التي تحول بمقتضاها المندوب السامي البريطاني إلى سفير له أقدمية على باقي السفراء في مصر محتفظا بنفس نفوذه السابق، وظل رئيس البوليس المصري بريطاني يتلقى تعليمات مباشرة من لندن لكن هنا لابد الإشارة إلى أن الوثائق البريطانية الجديدة التي سوف تنشر في أكتوبر القادم عن حرب السويس ستكون لها دلالات كبيرة وقيمة كبيرة في التفسيرات لكثير مما يتعلق بالطرف الثاني من الصراع، من حيث المعلومات التي لديه عن الموقف الذي يدور حوله الصراع وتحليله لها، والتحالفات والتحركات والوسائل التي يستخدمها لتحقيق أهدافه سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو إعلامية ودعائية. ولكن ينبغي الإشارة أيضا في هذا الصدد أن هذه الوثائق التي سوف تنشر وسيتم الإطلاع عليها بعد 61 عاما بعد أن كانت مغلقة وبعيد عن الإطلاع إلى العامة بعد أن كانت حبيسة وكان البعض يعتقد أنها ستظل مغلقة إلى الأبد .. مع الملاحظة أنها سيعاد فتحها وإتاحة الفرصة للباحثين الحقيقية إلى الإطلاع عليها بعد أن كانت حكرا على أشخاص معينة ويتلقها القارئ أو الباحث من خلال أشخاص معينين ومن بينهم الراحل محمد حسنين هيكل؟؟ وعلى ذكر ما سوف يتم نشره من معلومات جديدة حول "حرب السويس" فهنا لابد أن أتوقف عند فيلم "بور سعيد" فهناك أفلام تتحدث عن أعمال مجيدة، ولكنها تكتسب مجدها الخاص؛ وتبقى في عقول الناس عملا مجيدا بحد ذاته. ومن هذه الأفلام كان (بورسعيد) الذي يحتفل هذه السنة بعيد ميلاده 60 فيما يحتفل الحدث الحقيقي نفسه بعامه ال61 فى أكتوبر القادم هذا الفيلم من تأليف وسيناريو وخراج: عز الدين ذو الفقار وحوار (على الزرقانى ) وطاقم العمل : هدى سلطان فريد شوقي ليلى فوزي.. شكري سرحان.. زهرة العلا .. عز الدين ذوالفقار "ومدة عرضه علي الشاشة 130 دقيقة تاريخ العرض: 8 يوليو 1957. تدور الأحداث في فترة العدوان الثلاثي على مدينة بورسعيد، من خلال شبكة الجاسوسية التابعة للمخابرات الإنجليزية، التي تعمل بها بات (ليلى فوزي) بينما يقود الأُمباشي طلبه (فريد شوقي) مجموعة المقاومة ،وتصدي رجال المقاومة للعدوان والمؤامرات الدنيئة التي يقودها الخونة والجواسيس وقد صورت مشاهد الفيلم الخارجية في أماكنها الطبيعية في مدينة بورسعيد الباسلة سواء في وقت العدوان أو عقب الانسحاب كما كانت مشاهده الداخلية في ستوديو مصر وكان الفيلم “سكوب” أسود وأبيض ولهذا الفيلم حكاية هامة ولابد أن تقال - أيوه يا فندم أنا أي خدمة؟ بعد أن انتصف ليل القاهرة فى عام 56، فوجئ فريد شوقي وزوجته وابنتاهما ناهد ومها، ومعهما نبيلة ابنة هدى، بطرق عنيف على باب منزلهم، وعندما فتح وجد أمامه رجال البوليس الحربي: أستاذ فريد شوقي. - أيوه يا فندم أنا أي خدمة؟ حضرتك مطلوب حالا في مجلس قيادة الثورة... اتفضل معانا - ليه؟ خير فيه إيه؟ ومين اللي عايزني في المجلس؟ * منعرفش يا فندم... الأوامر اللي عندنا إن حضرتك تتفضل معانا وهنسلمك هناك- تسلموني. ! هو أنا عملت حاجة؟ * يا فندم أنا قلت لحضرتك الأوامر اللي معانا... حضرتك اتفضل البس هدومك وإحنا في انتظارك بره في العربية. خرج فريد شوقي مصحوباً ببكاء زوجته وبناته، فلا هو يعرف إلى أين سيذهب وما مصيره، ولا هن يعرفن ماذا يفعلن؟ ركب فريد شوقي السيارة العسكرية، وهو لا يعرف إلى أين يذهبون به، ومن الذي يريده؟ وماذا يريد منه؟ وهل فعل شيئاً أساء فيه إلى البلد؟ لم يجد إجابة عن أي من هذه الأسئلة أو غيرها من تلك التي طرأت على خاطره، حتى وصل إلى مكان شبه مظلم لم تتبيّن له أية ملامح، وسُلّم إلى أحد الضباط، الذي سلّمه إلى رتبة أعلى منه، أدخله من باب أدّى إلى حجرة، ثم من ثانٍ أدى إلى حجرة ثانية، وثالث إلى حجرة ثالثة ليجد مكتباً يجلس عليه رجل لم يتبيّن ملامحه حتى اقترب ورفع من يجلس على المكتب رأسه... لم يصدّق فريد شوقي نفسه من هول المفاجأة... عينان مثل الصقر، لم يستطع الاستمرار في النظر إليهما... إنه الزعيم جمال عبد الناصر... وعن يمينه عبد الحكيم عامر:
* مش معقول... سيادة الريس بنفسه... أنا حاسس إني بحلم... أنا بحبك جدا يا سيادة الريس... ربنا معاك... ربنا ينصرك... !! !- أهلا يا أستاذ فريد... اتفضل أقعد. ميصحش يا سيادة الريس.. ميصحش اقعد قدام حضرتك. اقعد يا راجل. . إنت واحشني جداً .. بقالي كتير مشفتش أفلام جديدة لك... معلش إنت شايف.. الأعداء مش مديينا فرصة... مش عاوزين يسيبونا في حالنا... ان شاء الله ربنا هينصرك عليهم يا ريس.. ربنا هينصر مصر مش هقدر لوحدي يا فريد.. لازم كلنا تبقى إيدينا في إيدين بعض. من بكرة الصبح يا فندم .. هسلم نفسي للمقاومة الشعبية على خط القنال. - لا يا فريد... إنت دورك مش هناك... إنت دورك هنا... كل واحد فينا له دور.. وإنت فنان دورك إنك تقدّم فن لجمهورك اللي بيحبك ويثق فيك دي شهادة كبيرة يا ريس ربنا يخليك لينا وللأمة العربية كلها دي حقيقة يا فريد إنت فنان كبير ومؤثر.. ولك شعبية كبيرة والناس بتحبك...علشان كده أنا بعتلك النهارده. تحت أمرك يا ريس. اللي هتؤمر بيه هنفذ!!!!ه. - طبعا إنت شايف العدوان الغاشم على مصر... وكمان شايف ولادنا البواسل على خط القنال وفي بورسعيد... علشان كده أنا عاوزك تعمل فيلم بسرعة عن بورسعيد وولادها البواسل... والفدائية اللي عليها أهل القناة... أنا عاوز أعرض الفيلم ده على العالم كله.. عاوز أفضح الدول الاستعمارية وأطماعها... واللي عملوه في المدنيين العزل من السلاح... ومع ذلك قدروا يوقفوهم عند حدهم لحد دلوقت... لكن مش عارفين بكرة ممكن يحصل إيه؟ * خير إن شاء الله... اعتبر الفيلم خلص يا ريس!!!. - أنا واثق إنك هتعمل حاجة مشرفة.. شوف إنت محتاج إيه وكل الجيش تحت أمرك.. من سلاح وجنود وكل اللي تحتاجه. نظر الزعيم جمال عبد الناصر إلى عبد الحكيم عامر: إدي أوامرك يا حكيم إن أي حاجة يطلبها فريد تكون تحت أمره... أنا في انتظار أشوف الفيلم قريب... بالسلامة يا فريد. خرج فريد شوقي وينتابه إحساس بأن جبل «المقطم» قد وُضع على كتفيه، ماذا يفعل؟ إلى أين يذهب؟ هل يذهب ليطمئن زوجته وبناته؟ ليس مهماً الآن، لكن إلى أين يذهب، لا بد من وضع خطة عمل عاجلة... لا بد من أن يبدأ العمل في الصباح... لا... بل من الآن... لا بل من الأمس. بورسعيد!!!! كانت الساعة تقترب من الثالثة صباحاً، وفريد شوقي يسير في شوارع القاهرة على غير هدى، لا يعرف ماذا يفعل، وإلى أين يذهب؟ وأين السيناريو الذي سيعمل عليه؟ مع أول ضوء للنهار كان فريد قد اهتدى إلى فكرة مبدئية تصلح لأن تكون نواة لفيلم سينمائي كبير. وضع فريد فكرة فيلم «بورسعيد» وشارك في كتابة السيناريو والحوار مع علي الزرقاني، وأخرجه عز الدين ذو الفقار، وشارك في بطولته مع فريد شوقي نجوم مصر وفنانوها في غالبيتهم: هدى سلطان، ليلى فوزي، شكري سرحان، زهرة العلا، أمينة رزق، رشدي أباظة، حسين رياض، سراج منير، أحمد مظهر، توفيق الدقن، زينب صدقي، محمد رضا، فاخر فاخر، حسن حامد، وكمال حسين، وقد صُوِّرت فضائح العدوان عن طريق الدخول في ملابس صيادين عبر بحيرة «المنزلة». حقق الفيلم نجاحاً غير مسبوق، وعُرض في عواصم عربية وأوروبية، وبلغ الهدف الذي أراده الزعيم جمال عبد الناصر، فشكر فريد شوقي على هذا الإنجاز الباهر، وفي وقت قياسي، واستحقّ أن يرفع سماعة هاتف منزله، ليجد المتحدّث جمال عبد الناصر: مبروك يا فريد... نجاح كبير... إنت رفعت اسم مصر في السما. تأكد فريد شوقي من أن للفنان دوراً مهماً نحو مجتمعه، خصوصاً إذا كان الأخير يمرّ في ظروف استثنائية على غرار تلك التي تمرّ بها مصر، وبعدما قدّم أهمية دور الطبقة العاملة في «الأسطى حسن»، وتأثير المخدرات على المجتمع في «حميدو»، وأهمية دور الشرطة وخفر السواحل في حماية السواحل المصرية من المهربين وتجار المخدرات في «رصيف نمرة 5»، والمقاومة الشعبية ودور الشعب في حماية الوطن في «بورسعيد»، أراد أن يستكمل المشوار ويدافع عن استغلال كبار التجار للمزارعين والمستهلكين معاً، من خلال كبار المحتكرين للخضار والفاكهة، فقدّم مع المخرج صلاح أبو سيف فيلم «الفتوة» مع: تحية كاريوكا، زكي رستم، توفيق الدقن، ميمي شكيب، فاخر فاخر، محمود السباعي، حسن البارودي، محمد رضا، عبد العليم خطاب، وظهر فيه كلّ من هدى سلطان ومحمود المليجي، كضيفي شرف. هذا الفيلم تم بتوصية من جمال عبدالناصر لفريد شوقي بسبب تأخر عرض الفيلم عن موعده المفترض بعد انتهاء العدوان الثلاثي، صار فريد شوقي مديونًا بخمسة الآف جنيه، وتم إلغاء الدين بعد مقابلته مع الرئيس أنور السادات الذي كان من قيادات مجلس قيادة الثورة. لم يحقق الفيلم نجاحًا داخليًا كبيرًا في التوزيع، ما جعل الدولة تعفو منتجيه من ضرائب قدرت ب5 آلاف جنيه، لكن ذلك لم يكن الأهم في تلك المرحلة، فأهدى «شوقي» نسخة من الفيلم لصاحب الفكرة الرئيس جمال عبدالناصر مصحوبة بإهداء مكتوب «إلى زعيم الحرية جمال عبدالناصر»، أما رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي آنذاك، أنور السادات، الذي كان القدر يحمل له أكثر بكثير من هذا المنصب في المستقبل، فكتب بخط يده كلمة ضمها لكتيب الفيلم ومواده الدعائية. مرت السنوات وعاد «شوقي» لعمله الطبيعي بعيدًا عن الفصف والحرب بعد أن ظن أن القصة قد انتهت، عاد ليقدم أفلامًا متنوعة تضاف لتاريخه الفني، لكن ما لم يعرفه أن قصة «بورسعيد» لم تنتهي بعد رن هاتف منزل «وحش الشاشة» في ذلك اليوم من عام 1964، ليجيب «شوقي» ويستقبل خبرًا رسم ابتسامة واسعة على وجهه، الزعيم «عبدالناصر» يريد مقابلته مجددًا، ليس من أجل فيلم هذه المرة بل من أجل تكريم سيجعله يرتقي إلى «الطبقة الأولى»، ففي عيد العلم للعام 1964 سيسلمه الرئيس جمال عبدالناصر وسام الفنون من الطبقة الأولى اعترافًا بأن الفن سلاح أساسي في وقت الحرب عبد الناصر وفريد شوقي وقد أهدي فريد شوقي نسخة من الفيلم إلى الرئيس جمال عبد الناصر وكتب فريد شوقي رسالة إلى "زعيم الحرية جمال عبد الناصر" نشرتها جميع الصحف حينها بنفس العنوان قال فيها: إن اللحظات التاريخية التي اجتازها شعب مصر خلال العدوان الثلاثي الغاشم أثبتت للعالم أننا شعب مجيد، قاوم بربرية المستعمرين ببسالة، وسطر في التاريخ بنصره أروع مواقف البطولة وهو يكافح من أجل القيم الإنسانية والحضارة والمستقبل، ومن أجل أن يسود السلام والحرية والطمأنينة والخير. والفن المصري الذي كان مجرد وسيلة للتسلية في العهود البائدة، التي ساندت الاستعمار ضد الشعب، عرف دوره في هذه المعركة الوطنية فساهم ليصنع الساعات التاريخية بما وسعه الجهد، من أجل انتصار الإنسانية على البربرية، وانتصار الخير على الشر، وانتصار الحرية على الاستعمار. كان هناك دور ينتظر الفن، دورًا أكبر مما قام به خلال المعركة وهو يسجل وحشية المستعمرين وبربريتهم وخستهم وفظائعهم. قررت أن أنتزع للفن شرف القيام بهذه المهمة الجليلة، فأنتجت فيلم بورسعيد؛ الذي أقدمه اليوم مسجلًا فيه ما ارتكبته قوى البغي والعدوان من همجية وبربرية ووحشية. إن فيلم بورسعيد سيقول للعالم الحر المؤمن بحق الإنسان في أن يعيش في سلام، بأنه رغم ما ارتكبته قوات الاستعمار الغاشم في المدينة الباسلة بورسعيد، إلا أنها عاشت لتعلن العالم أن الحرية ستنتصر في النهاية. إننا نؤمن اليوم بأن الفن رسالة ضخمة في الطريق الذي تسعي إليه البشرية من أجل اقرار السلام والحب والطمأنينة والخير، ولهذا جندنا كل قوانا ومواهبنا لتحقيق هذا الهدف السامي في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي وعندما كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في المغرب فوجئ عبدالناصر بمواطن مغربي خرج لتحيته، وعندما سمح له بمصافحته همس له المغربي قائلا "سيدي الرئيس هل يمكن أن توصل سلامي للفنان إسماعيل ياسين". عبدالناصر استوعب الرسالة جيدا وأدرك أن الفن قوة ناعمة ومؤثرة تغزو العقول، لذا وفور وصوله إلى مصر حقق أمنية المواطن المغربي، وخرجت بعدها روائع وسلسلة أفلام "إسماعيل ياسين في الجيش" و"في الأسطول" "وفي البحرية "وفي الطيران"، وكلها كانت تهدف لبث روح الجندية وتحفيز الشباب على الانضمام للجيش . قصة فيلم استخدمه «عبدالناصر» ليكسب الرأي العام العالمي: شارك به 13 نجمًا وكتب السادات دعايته ملحوظة المعروف أن الفن قوة ناعمة يمكن من خلالها غزو عقول الشعوب وتحقيق مصالح الأمة،وكثيرا من رؤساء مصر السابقين ، استخدموه كأداة قوية للتأثير، ففي وقت الحرب حمل الفنانون على عاتقهم مهمة التحفيز وبث الروح الوطنية وتجهيز المواطن للمعركة، والإشادة بانتصارات الجيش ورفع الروح المعنوية لجنوده، وفي وقت السلم يصبح هدفهم الأساسي نهضة وبناء الوطن.