المؤبد ل «دومة وحجازي وياسين وعودة».. والإعدام للبلتاجي الحبس 3 سنوات لقيادات 6 إبريل و5 سنوات لليساري علاء عبدالفتاح حقوقيون: النظام الحاكم ينهي أسطورة رموز يناير أيامٌ قليلةٌ وتمر الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، تلك الثورة التي ألهبها وقود الشباب لتغيير نظام مبارك، إلا أن الست سنوات كانت كفيلة بتمزيق ترابط رموز ثورة 25 يناير، سجن بعضهم وهاجر آخرون وقلد بعضهم المناصب لتبقى احتفالات الذكرى بلا قيادتها. ففي الوقت الذي يحتفل به المصريون بالعيد السادس للثورة، يقبع العديد من رموز ثورة 25 يناير داخل السجون وأبرزهم من التيار المدني علاء عبدالفتاح وأحمد دومة وعمرو علي ومحمد عادل، ومن التيار الإسلامي صفوت حجازي ومحمد البلتاجي وأسامة ياسين وباسم عودة. وفي إطار ذلك، رصدت "المصريون" أبرز رموز ثورة 25 يناير داخل السجن في العيد السادس للثورة
عبدالفتاح داخل السجن بسبب المحاكمات العسكرية بدأ الناشط السياسي علاء عبدالفتاح، المشاركة في الحياة السياسية خلال وقفة تطالب باستقلال القضاء عام 2006، وكان أحد أبرز وجوه ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 . ويقضي عبدالفتاح، عقوبة بالسجن 5 سنوات في القضية الشهيرة ب"أحداث مجلس الشورى"، لاتهامه بالاعتداء على المقدم عماد طاحون وسرقة جهازه اللاسلكي، وتنظيم مظاهرة دون تصريح أمام مجلس الشورى، لاعتراضه على المحاكمات العسكرية للمدنيين. وكانت تحقيقات النيابة العامة في أحداث المظاهرة، قد كشفت عن دعوة بعض الفصائل السياسية الشبابية على شبكة الإنترنت، أنصارهم للتظاهر بشارع قصر العينى، دون إخطار الجهات المختصة بذلك مسبقًا بالتظاهرة، حسبما ينص عليه القانون رقم 107 لسنة 2013 (قانون التظاهر الجديد) بشأن تنظيم الحق في الاجتماعات العامة والمواكب والمظاهرات السلمية. كما أظهرت تحقيقات النيابة أنه قد استجاب لتلك الدعوة ما يقرب من 350 شخصًا تجمعوا بشارع قصر العينى، وتجمهروا أمام مقر مجلس الشورى (حيث مقر انعقاد جلسات لجنة الخمسين أثناء مناقشات إعداد الدستور) ورددوا الهتافات المعادية والمناهضة لسلطات الدولة، ورفعوا لافتات تحمل شعارات تحرض ضدها.
أحمد ماهر والعقوبة التكميلية بتاريخ 5 يناير 2017 أطلقت الأجهزة الأمنية سراح أحمد ماهر، الناشط السياسي وأحد رموز ثورة 25 يناير وأحد مؤسسي حركة السادس من إبريل، بعد أن أكمل مدة عقوبته بالسجن ثلاث سنوات؛ لإدانته بانتهاك قانون التظاهر، غير أنه يتعين على ماهر إثبات حضوره يوميًا لدى أحد أقسام الشرطة لمدة ثلاث سنوات أخرى، حسب نص الحكم. وسيكون على ماهر تسليم نفسه يوميًا لمركز الشرطة التابع له من السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، وذلك لضمان عدم عودته للأفعال التي عوقب بسببها. وقد ألقى القبض على ماهر في نوفمبر 2013 أثناء وقفة احتجاجية ضد قانون يحظر التظاهر دون الحصول على تصريح من وزارة الداخلية، ووجهت النيابة للمحبوسين تهم التظاهر بدون ترخيص والتجمهر وإثارة الشغب ومقاومة السلطات وإتلاف الممتلكات والبلطجة وقطع الطريق.
المؤبد نهاية أحمد دومة يعتبر الناشط السياسي أحمد دومة من رموز الحراك الثوري من قبل 25 يناير وبعدها، وقد سجن في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك عدة مرات؛ حيث كان دومة عضو اللجنة التنسيقية لحركة كفاية، كما أن نجاح ثورة يناير لم تحمه من السجون؛ حيث تم حبسه في جميع الأنظمة بدءًا من حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى وانتهاءً بعهد الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسى. وكانت محكمة الجنايات قد قضت بسجن دومة في القضية المعروفة إعلاميًا بأحداث مجلس الوزراء، بالمؤبد وأيدت محكمة النقض حكمها. كما تم الحكم على دومة بالحبس 3 سنوات وتغريمه 50 ألف جنيه في قضية أخرى لاتهامه بالتظاهر والتعدي على قوات الشرطة، وبذلك يكون الحكم الصادر ضده نهائيًا وملزمًا.
الحبس 3 سنوات لمتحدث 6 إبريل يعد الناشط السياسي محمد عادل، المتحدث باسم حركة 6 إبريل أبرز الوجوه الشبابية المشاركة في ثورة 25 يناير في ميدان التحرير، وقد شارك عادل خلال المظاهرات التي دعت إليها الحركات الثورية تنديدًا بقانون التظاهر أمام مجلس الشورى في 25 نوفمبر 2013، خلال تنظيم عشرات النشطاء أولى الفعاليات الاحتجاجية المنددة بقانون التظاهر، الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور. وبعد أن اشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين وألقي القبض على عادل مع 25 آخرين، وتمت إحالتهم للمحاكمة بتهمة خرق قانون التظاهر، وقد تم الحكم على عادل بالحبس 3 سنوات بتهمة الاشتراك في المظاهرات واستعمال القوة والعنف والتعدي بالضرب على موظفين عموميين وهم قوات الأمن المكلفة بتأمين مقر محكمة عابدين وإحداث إصابات بهم، والتجمهر وتعطيل المواصلات والبلطجة وإتلاف منقولات مملوكة لمقهى مجاور للمحكمة.
3 سنوات لمنسق 6 إبريل يعتبر عمرو علي، المنسق العام لحركة 6 إبريل من أكثر النشطاء السياسيين الذين ساهموا بشكل كبير من خلال حركة 6 إبريل في نجاح ثورة 25 يناير، وقد تعرض علي للاعتقال ثلاث مرات؛ الأولى عام 2008 بالإسكندرية، والثانية عام 2010 أثناء الدعوة لاستقبال البرادعي في المطار، والثالثة عام 2011 أثناء الثورة، حين اقتحمت الشرطة العسكرية مركز هشام مبارك واعتقلت النشطاء الموجودين بداخله وأحد رموز ثورة 25 يناير. ويقبع المنسق العام لحركة 6 إبريل داخل السجن الآن بعد أن قضت محكمة جنح المرج، المنعقدة بمحكمة التجمع الخامس على عمرو علي، منسق حركة شباب 6 إبريل بالسجن 3 سنوات وتم تخفيفها بعد ذلك إلى سنتين. ووجهت النيابة العامة لمنسق 6 إبريل في القضية المقيدة برقم 4549 لسنة 2015 إداري المرج عدة اتهامات منها التظاهر وإثارة الشغب، ومقاومة السلطات، والانضمام لحركة أسست على خلاف أحكام القانون، تدعو لتعطيل الدستور ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، واستخدام القوة والإرهاب لقلب نظام الحكم في البلاد، وحيازة منشورات.
حجازي من التحرير إلى السجن كان للدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلامي الموالي لجماعة الإخوان المسلمين بصمة كبيرة في ثورة 25 يناير من خلال مشاركته الفعالة مع المتظاهرين في ميدان التحرير، وقد ذاع صيت حجازي كثيرًا بعد ثورة 25 يناير، وكان حجازي دائم الدفاع عن الرئيس المعزول محمد مرسي وقد ألق القبض عليه عقب عزل محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو 2013. وقد حكم على حجازي ب"المؤبد" بعد إدانته في عدة تهم من بينها تدبير تجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية (ميدان هشام بركات حاليًا) وقطع الطرق، وتقييد حرية المواطنين في التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، والشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل. وقد ضبطت قوات الأمن صفوت حجازي في 21 أغسطس 2013 قبل مدخل واحة سيوة بمرسى مطروح، وأعلنت الأجهزة الأمنية أن القبض عليه جاء تنفيذًا لقرار ضبطه وإحضاره بعد توجيه تهم له بالتحريض على أعمال الشغب وقتل المتظاهرين.
أسامة ياسين رمز الشباب الثائر تولى الدكتور أسامة ياسين، القيادي الإخواني البارز، منصب وزير الشباب في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي مكافأةً له على مشاركته الفعالة في ثورة 25 يناير، بعد أن قاد الشباب خلال مظاهرات يناير في ميدان التحرير. وقد ألقى القبض على ياسين عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 26 أغسطس 2013 داخل فيلا في التجمع الخامس بتهمة التحريض على قتل متظاهرين أمام مكتب الإرشاد. وقد تم الحكم على ياسين ب"المؤبد" في القضية المعروفة إعلاميًا بأحداث مكتب الإرشاد، ويحاكم ياسين الآن أيضًا في القضية المعروفة إعلاميًا بفض اعتصام رابعة. وقال ياسين أمام المحكمة: "أنا تهمتي إني شاركت في ثورة 25 يناير، وكل من شارك فيها يتم التنكيل به الآن".
البلتاجي الثائر ينتظر الإعدام الدكتور محمد البلتاجي، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين وأحد رموز ثورة 25 يناير، كلفته جماعة الإخوان بالإشراف على أعضائها أثناء مشاركتهم في ميدان التحرير في ثورة 25 يناير. وقد اعتقل البلتاجي في 29 أغسطس 2013 بعد إزاحة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى، وصدرت في حقه قرابة ستة أحكام بينها الإعدام والمؤبد، لاتهامه بعدة اتهامات، منها تحريض شباب الإخوان على إطلاق النيران على السكان بمنطقة بين السرايات في محافظة الجيزة، وتعذيب محامٍ في ميدان التحرير أثناء ثورة25يناير.
المؤبد لأفضل وزير تموين في مصر يعتبر باسم عودة من أوائل القيادات الإخوانية التي شاركت في ثورة 25 يناير، وأحد مَن تصدوا للبلطجية في "موقعة الجمل" التي كانت الحدث الأبرز خلال ثورة 25 يناير، وقد تولى عودة منصب وزير التموين في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، وقد لقبه البعض بأنه أفضل وزير تموين شهدته مصر منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك، وقد تم القبض على عودة عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من الحكم. وقد تم الحكم على عودة ب"المؤبد" بتهمة قطع طريق قليوب، ويواجه عودة اتهامات أخرى بالتحريض على ارتكاب أعمال العنف فى القضية المعروفة إعلاميًا بفض اعتصام رابعة العدوية.
النظام يؤمن نفسه من جانبه، قال عزت غنيم، المحامي والباحث الحقوقي بالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات عن استمرار حبس قيادات ثورة 25 يناير بعد أن برأت المحاكم معظم نظام مبارك، إن السلطة الحالية هي استكمال للمنظومة التي صنعها مبارك خلال 30 عامًا، فلا يمكن أن نفصل القائمين على الحكم حاليًا عن نظام مبارك وهذا يجعل القوى السياسية والشبابية تعلم طبيعة العداء المعلن للسلطة الحالية ضد شباب يناير. وأكد غنيم أن شباب يناير هم مَن استطاعوا الوقوف أمام هجوم السلطة على الحريات, وأسقطوا هذه السلطة في مرحلة زمنية معينة قبل أن تستطيع هذه القوى أن توقع بين هؤلاء الشباب لتعود هذه السلطة ولكن بصورة أكثر عدوانية. وتابع عزت أن الواقع الذي يمارسه النظام الحالي يؤكد أنها عداوة وانتقام لا علاقة لها بالقانون والعدالة وستستمر هذه العداوة باستمرار هذه السلطة، لأن شباب يناير سيظلون في ميادينهم حتى يحققوا ما يحلمون به لهذا الوطن. وحول مصالحة الدولة مع شباب الثورة، قال عزت: "هذا حلم لن يحدث فالسلطة ترى أن شباب يناير هم عدوها الأول والأخير، فقد تمت إعادة تقييم عقيدة الدولة المصرية وتغييرها لتكون القوى المطالبة بالإصلاح والديمقراطية. وشدد الخبير الحقوقي على أن النظام الحالي لم يؤمن نفسه بحبس هؤلاء الشباب؛ لأن الظلم لا يولد إلا حنقًا ويزيد مقدار العداوة كما أن الظلم لا يقيم دولة ولا يبقى حكومة.