تحل الذكرى الخامسة لثورة يناير، وسط أجواء سياسية وصفها عدد من النشطاء بالأصعب والأكثر قمعًا، فالثورة التي حملت شعار «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية»، يقبع الكثير من شبابها خلف القضبان، على رأسهم أحمد دومة، وأحمد ماهر، ومحمد عادل، وعلاء عبد الفتاح، وطاهر مختار. «أحمد دومة».. الثائر بقلبه ولسانه ويده، تم سجنه أكثر من 18 مرة في عهد مبارك والمجلس العسكري، واتهم في أكثر من قضية وقت حكم الرئيس المخلوع مرسي، وسجنه مرتين أيضًا في عهده، حتى ألقي القبض عليه وصدر ضده مجموعة أحكام تصل إلى 31 عامًا في عهد النظام الحالي. روت نورهان حفظي، زوجة أحمد دومة، أن الأخير كان أحد شباب الثورة ممن رتبوا للتظاهر في عيد الشرطة عام 2011؛ للمطالبة برحيل حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، بعدما انتشرت رائحة فساده وقمعه، مؤكدة أن زوجها كان جزءا أصيلا من التحركات الثورية التي سبقت الثورة، مثل إضراب عمال المحلة في 6 أبريل عام 2008. «أحمد ماهر».. من أشهر النشطاء الشباب في مصر، فكان له يد طولي في تجميع الشباب المنخرطين سياسيًا، وشارك في إنشاء مجموعة «شباب 6 أبريل» على موقع فيس بوك، التي أطلقت في أبريل 2008 تضامنًا مع إضرابات العمال في المحلة الكبرى، وسرعان ما نمت المجموعة لتضم أكثر من 70 ألف منتسب. يقبع ماهر اليوم، داخل السجن بعد الحكم عليه ب3 سنوات ومراقبة مثلهم بصدد قانون التظاهر، ورغم أنه قضى ما يقرب من ثلثي مدة الحكم، لكن صدر ضده مؤخرًا حكما ب6 أشهر غيابيا في قضية الاعتداء على أحد أفراد الأمن. وعن دوره في الثورة، أكد شقيقه مصطفى، أنه كان صاحب دور كبير كمؤسس ومنسق أكبر كيان احتجاجي شبابي في فترة مبارك، وكان داعما لكل أفكار الاحتجاج السلمي المبتكرة، منها الاحتجاج على انتهاكات الداخلية يوم عيد الشرطة عام 2011، موضحا أن شقيقه شارك في حركة كفاية، وشباب من أجل التغيير، وحزب الغد، بداية من 2004، وكان همزة الوصل بين الجيل القديم ورموز الحركة الوطنية والشباب المنضم حديثا للحراك الوطني، وكان بالنسبة لكثير منهم رمز للصمود والتضحيات والإيمان بالمبادئ، ورغم كل التنكيل والتشويه الذي واجهه، لم يسع لمنصب أو سلطة. «علاء عبد الفتاح».. أبرز رموز الثورة المحبوسين، ألقي القبض عليه عدة مرات في أعقاب الثورة، بدايتها في أكتوبر2011؛ حينما قررت النيابة العسكرية في مدينة نصر حبسه على ذمة التحقيق؛ على خلفية اتهامه بالتحريض، والاشتراك في التعدي على أفراد القوات المسلحة وإتلاف معدات تخص القوات المسلحة والتظاهر والتجمهر وتكدير الأمن والسلم العام، في أحداث ماسبيرو، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 25 مواطنا. وألقي القبض عليه مرة أخرى في نوفمبر 2013 بتهمة التحريض على التظاهر ضد الدستور الجديد أمام مجلس الشورى، وهي القضة التي حكم عليه فيها بالسجن لمدة 5 سنوات. «طاهر مختار».. ساهم في إنشاء المستشفى الميداني أثناء أحداث الثورة بالإسكندرية، لم يكن يعلم حينها أن مساهمته ستصبح تهمة يعاقب عليها بعد مرور 5 أعوام على ثورة يناير، ليتم اقتياده إلى قسم عابدين ومن ثم تحويله إلى النيابة بتهمة المشاركة في أحداث ثورة يناير. «محمد عادل».. عضو مؤسس بحركة 6 أبريل، كان له دور فعال في الحشد ليوم 25 يناير الذي لم يشارك فيه؛ بعدما ألقي القبض عليه بعد بداية الاحتجاجات بساعات، وأفرج عنه يوم 28 يناير في جمعة الغضب بعد تعرضه إلى حفلة تعذيب أثناء احتجازه، مؤخرا، تم الحكم عليه ب3 سنوات ومراقبة مثلهم بصدد قانون التظاهر.