يواصل المسئولون المصريون، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، إعلان مساندتهم للنظام الليبي القائم، عبر تبني مناشدة الرأي العالمي برفع حظر السلاح المفروض عليه واحتضان اللقاءات السياسية الجارية بين فصائل ليبية مختلفة على أرض مصر، الأمر الذي دفع خبراء سياسيين إلى تفسير شكل العلاقة الوثيقة بين نظام الرئيس السيسي والفريق خليفة حفتر قائد الجيش الليبي المنشق . ويري الخبراء، أن النظام المصري يحاول أن يحتوي نظام خليفة حفتر، لتحقيق أكبر استفادة اقتصادية خاصة من البترول الذي توقفت عن إرساله السعودية، وبالتالي فالبترول الليبي سيكون البديل، هذا إلى جانب محاولة تشكيل النظام السياسي الليبي وفق تطلعات مصر المستقبلية وجعله السلاح في مواجهة الجماعات الإسلامية، ومنع تمددها إلى مصر عبر الحدود، والاستفادة من أموال أحمد قذاف الدم في مصر. وطالب الرئيس السيسي، عدة مرات برفع حظر السلاح المفروض على ليبيا، كما شدد وزير الخارجية سامح شكرى، مؤخرًا على ضرورة رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبى، قائلاً: "من غير المناسب أن يظل هذا الحظر قائماً، ولذلك نستمر فى المطالبة بضرورة رفع هذا الحظر لتمكين الجيش من الحصول على السلاح بشكل شرعي، والذي يؤهله للاضطلاع بمهمته". و التقى الفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، منذ أيام بالمشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية. وبحسب البيان الصادر عن الاجتماع، أكد "حفتر" أهمية الدور المصري في دعم جهود الوفاق الليبي، انطلاقاً من العلاقات الوثيقة بين الشعبين الشقيقين الليبي والمصري، وثمن تضحيات الجيش الوطني الليبي في مواجهة الإرهاب والحفاظ على وحدة وسيادة الدولة الليبية. وأعرب حفتر، عن استعداده للمشاركة في أي لقاءات وطنية برعاية مصرية، يمكن أن تسهم في الوصول إلى حلول توافقية للخروج من الأزمة الراهنة وتحفظ أرواح الليبيين وحرمة الدم وتدعم الثقة بين كافة الأطراف وترفع المعاناة عن الشعب الليبي للانطلاق نحو بناء الدولة التي يتطلع إليها كل الليبيين. يقول كامل عبد الله الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية في الشأن الليبي، إن مساندة النظام المصري لنظام خليفة حفتر، يأتي من دافع جعله نظامًا تابعًا سواءً على المستوي الاقتصادي أو السياسي أو العمل كزراع عسكرية للقضاء على الجماعات المتطرفة وجماعات الإسلام السياسي. وأوضح في تصريح خاص ل"المصريون"، أن الحكومة الليبية التابعة للجنرال خليفة حفتر أعلنت من قبل عزمها دعم مصر بشحنات بترولية بكميات كبيرة وهو ما يجعل وجود ترابط اقتصادي قوي، خاصة في مجال النفط الذي تعاني منه مصر بعد توقف شحنات النفط السعودية، كما أن تواجد أحمد قذاف الدم ابن عم رئيس ليبيا الراحل معمر القذافى في مصر يخلق نوعًا من التواصل السياسي والاقتصادي لكونه يمتلك مليارات الدولارات التي يمكن أن تساهم في تحرير الاقتصاد المصري . وأشار عبدالله، إلى أن النظام المصري يسعي إلى تشكيل النظام الليبي الجديد وفق سياسته ومن ثم استخدامه في علاقاته مع الدول الخارجية. ومن جانبه يقول مجدي حمدان نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطي، إن المساعدة المصرية لليبيا هي في حد ذاتها محبوبة لا لتغليب طرف علي آخر ولكن لتهيئة قيام دولة ليبية بكل الأطراف، أما عن مساعدة مصر "لحفتر" يكون بسبب أنه الوحيد الذي لديه تنظيم على مستوى الشارع كما أنه الوحيد المعترف به من البرلمان الوحيد في ليبيا. وأوضح في تصريح خاص ل"المصريون"، أن وجود "حفتر" في مصر هو نتاج طبيعي نظرًا للاجتماع الذي عقد تحت مسمي دول الجوار الليبي والذي تحاول من خلاله مصر لعب دور الوسيط للحفاظ على وحدة الكيان الليبي، وبالتالي وجودة جاء كممثل عن ليبيا. أما عن وجود قذاف الدم في مصري، فيري"حمدان" أن وجوده كان منذ حكم المجلس العسكري وربما هو لدية علاقات مع ملوك وأمراء الخليج ويستطيع من خلال هذه العلاقات مساعدة النظام المصري على تخطي أزمته الاقتصادية. ويعتقد نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطي، أن استقرار ليبيا سيصب في صالح الدولة المصرية، لأنه لو لم يعد على القطاعات المختلفة في فتح أسواق جديدة تجارية وعقارية وغيرها، فسوف يصنع حالة من الاستقرار للحدود الغربية لمصر، في وقت تحاصر فيه مصر بخطر الجماعات التى تأتى من عدة دول تحيط بحدودها.