لا يخفي تنظيم "داعش" قيامه بعمليات تجنيد الأطفال والأحداث في صفوف عناصره، وقد أظهر الكثير من الصور ومقاطع الفيديو معسكرات ما يسمّى "أشبال الخلافة"، حيث يقوم التنظيم بإخضاع الأطفال لتدريبات قاسية وتعليمهم استخدام السلاح بمختلف أنواعه، ولكن تبقى المعلومات المتوفرة حول هذه الجانب مقتصرة على ما ينشره التنظيم. من جانبه أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدر الإفتاء المصرية أن تنظيم داعش يلجأ لوسائل استغلال الأطفال في العمليات التفجيرية وفيما يرتكبه من فظائع، وهو ما يعد تطورًا نوعيًّا خطيرًا للتنظيم الإرهابي. وأشار المرصد إلى أنه عمد إلى استغلال براءة الأطفال وقام بتفخيخ طفلتين صغيرتين لتفجير أحد مراكز الشرطة في دمشق، ولفت المرصد إلى أن لجوء داعش للمراهقين والأطفال يعكس نقصًا في عناصره من الشباب البالغين، ولسد الفجوة التي يعانيها في عدد المقاتلين؛ حيث يعتمد على الأطفال بشدة في تنفيذ عمليات فردية واسعة الصدى دون الحاجة إلى إمكانيات كبرى لتنفيذها. وأوضح مرصد الإفتاء أن التنظيم الإرهابي دأب على تجنيد الأطفال والمراهقين لتنفيذ عمليات انتحارية يصعب على رجاله القيام بها، لافتًا إلى أن التنظيم يقوم بعملية "غسل أدمغة" الأطفال وتلقينهم مبادئه الوحشية، وزرع الفكر المتطرف في عقولهم، كما أنه يفعل الأمر ذاته مع المراهقين الذين يتركز استقطابه لهم على تربيتهم على العنف والإرهاب والفكر المتطرف. ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية إلى ضرورة التوعية بمخاطر انتهاكات التنظيمات الإرهابية تجاه الأطفال مما يهدد مستقبل الأمة، والحث على التدخل لتحرير الأطفال من البيئات التي يتم فيها استغلالهم وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية والنمطية وإشراكهم في نشاطات متنوعة بإشراف كوادر مدربة من الأخصائيين النفسيين، إضافة إلى تقديم الدعم للأطفال الفارين من جحيم هذه الصراعات والحروب، وهو ما يتطلب منظورًا طويل المدى تجاه الأطفال والبيئات المحلية المتضررة من النزاعات التي يعودون إليها. وفى سياق متصل قال المنتدى العربي العالمي للثقافة والسلام، برئاسة نور الحراكي، سفير المنظمة الدولية لتنمية وحقوق الإنسان، إن تنظيم داعش بات يهدد العالم، وخاصة المنطقة العربية؛ وراح يعلن هذا التنظيم مسئولياته في عن معظم العمليات الإرهابية التي تشهدها المنطقة العربية من حين لآخر. ومن جانبه أوضح الحراكي في بيان له، أن استقطاب تنظيم داعش للشباب والأطفال أصبح أمرًا خطيرًا وإنذارًا مروعًا؛ خاصة بعد استخدام الأطفال في عمليات القتل والذبح أمام شاشات التلفيزيون؛ موضحًا أن عدد الأطفال في تنظيم داعش يزداد عامًا بعد عام وسط؛ صمت من قبل الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الأطفال؛ حيث بلغ عدد الأطفال داخل هذا التنظيم ما بين 3 آلاف إلى 4 آلاف طفل؛ مشيرًا إلى أن التقارير كشفت عن أن حوالي 900 طفل قد تعرضوا للخطف وأجبروا للانضمام إلى تنظيم داعش في مدينة الموصل العراقية فقط عام 2015؛ لتدريبهم على القتل. وأضاف أن تنظيم داعش يؤسس لما يسميه "أشبال الخلافة"، ويريد أن يخلق جيلًا يعيش على الكراهية والقتل والذبح؛ مطالبًا المؤسسات الدينية في العالم العربي والإسلامي والمراكز الإسلامية في العالم؛ بالعمل جديًا من أجل توعية الشعوب بالصورة الحقيقية عن الدين كونه دين سلام وروحه وجوهره الحب والتسامح والرحمة وليس القتل والذبح أمام الكاميرات. وطالب الحراكي الأممالمتحدة، بدور أكبر للتدخل وحماية الأطفال من السقوط في براثن التطرف؛ والعمل على صناعة جيل يتربي على العنف والقتل والذبح؛ من خلال عقد مؤتمر دولي لإنقاذ الطفولة من أن تتلوث بالعنف والكراهية.