انتشرت وبشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة موضة ارتداء الملابس الممزقة، خاصة البنطلونات التي قد تظهر مناطق مختلفة من الجسد، حتى باتت هوساً يزداد الإقبال عليه يومًا بعد يوم من كلا الجنسين كدليل على الحرية والتقدم ومواكبة العصر. بعد تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا جديدة لهذه الموضة التي أثارت جدلاً كبيرًا في الشارع المصري وبين الفئات العمرية المختلفة، فقد صنفت هذه الموضة (موضة الملابس الممزقة) بأنها الأكثر جرأة في عالم الموضة والأزياء، والتي بدأت بالبنطلونات الجينز الممزقة من الأمام على "الركبة"، ثم تطور الأمر لتصبح الفتحات خلفية لتظهر أماكن حساسة بالجسد. واستشرت رغبة الشباب في تمزيق ملابسهم حتى طالت البلوزات والقمصان، وهو الأمر الذي يراه كثير من علماء النفس والاجتماع أنه دليل على فراغ الشباب، وتشتتهم وإحساسهم بانعدام هويتهم ما نتج عنه ركضهم وراء تقاليع الغرب ومحاولة لفت الأنظار، والظهور بمظهر مختلف، مهما كان الثمن ومهما تسبب ذلك في إيذاء المقربين. فى هذه القضية التي شهدت أحداثها محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة ضحت (ه.ا) ابنة مستشار قانوني بارز بآمال وأحلام المستقبل التي عاشتها مع خطيبها الضابط (أ.ش)، بعد أن أتما عقد القران واقترب موعد الزفاف، وفضلت الانفصال عنه متوجهة إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى طلاق للضرر؛ لأنه منعها من اتباع هذه الموضة والتي سماها بالخادشة للحياء والخارقة للعادات والتقاليد، مضيفًا أن هذه الموضة تعد سببًا قويًا من أسباب كثرة التحرش. بينما قالت الفتاة في دعواها إنها متضررة من عقد قرانها بالضابط الشاب، وترغب في الطلاق وعدم إتمام الزواج منه، مؤكدة أن أحواله وأسلوبه معها تغيرت كثيرًا عقب عقد القران، وبات يحتد عليها في التعامل بأساليب منفرة فظة، كما راح يخلق لها المشكلات الكبيرة من مواقف صغيرة، ويتحكم فيها، ويقيد حريتها إلى درجة التشدد الذي لم تعتد عليه، مضيفة أنه منعها أيضًا من الخروج والتنزه وزيارة صديقاتها وأقاربها ما جعل الوضع بيننا لا يطاق. وعلى إثر ذلك بدل أن يدخل العروسان عش الزوجية دخلا مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة. ونفى الضابط عن نفسه ما أوردته زوجته التي لم يدخل بها ابنة المستشار القانوني في دعواها، بأنه متعنت ومتشدد ويسيء إليها، قائلا إنه فقط حريص عليها، ويقدر مسؤوليته تجاهها بالاطمئنان عليها ومتابعتها، واعترض فقط على انصياعها وراء الموضة التي لا تناسب تقاليد مجتمعنا، ومنها ارتداؤها بناطيل ممزقة "مقطعة"، وطالبها بعدم ارتدائها وعدم ارتداء أى بناطيل أو ملابس ضيقة تظهر المفاتن، ناصحًا إياها بارتداء الملابس التي تستر ولا تفضح كما وصى ديننا وأمرنا حيث قال الله تعالى (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ)، وهو ما اعتبره أمرًا طبيعيًا وليس تقييدًا للحرية. ورغم تمسكه بها ودفاعه عن موقفه لم تفلح لجنة فض المنازعات فى إصلاح الأمر بينهما، ليجد الضابط نفسه مضطرًا إلى تطليقها بناءً على رغبتها وأهلها بعدما ردت العروس له كل هداياه ومتعلقاته.