وصفت صحيفة الجارديان البريطانية خطاب تنصيب الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الجمعة بأنه إعلان حرب على جميع القيم المدنية التي تمثلها مراسم تنصيب الرئيس الجديد في الولاياتالمتحدة، بحضور جميع الفرقاء السياسيين. وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي السبت إن الرئيس الأمريكي الأسبق «روزفلت» تحدى العالم عام 1933 بأنه سيتغلب على الخوف، أما «ترامب» فجعل العالم يخاف في 2017. وأضافت الصحيفة أن السؤال الجوهري في المستقبل هو هل يمكن تصديق «ترامب». ففي خطابه استخف بالذين يقولون ولا يفعلون، ولكن قد يصبح هو من هؤلاء، لأنه رفع سقف الوعود عاليا وهو حريص على تغيير كل شيء الآن. وأكدت الجارديان أن خطاب «ترامب» مليء بالعداء والكراهية للسياسة، وللنظام الأمريكي المبني على التوازن والرقابة، وبأنه كان موجها إلى الذين انتخبوه وليس إلى الأغلبية التي لم تنتخبه. وتابعت أن الرئيس في الولاياتالمتحدة لا يحكم وحده بل مع الكونغرس، وبما أن «ترامب» ليس ديكتاتورا، حتى الآن، لابد أنه سيواجه مجلسا لا يتفق معه في كل شيء، كما أن السلطات المحلية في الولايات لها قوة لا يستهان بها ويمكنها أن تقف في وجهه، مثلما تعتزم ولاية كاليفورنا رفض مشروع بناء جدار على الحدود مع المكسيك. وفي خطاب ترامب بعد تنصيبه رئيسا أمام مئات الآلاف من المواطنين المحتشدين قرب مبنى الكونغرس، قال إن أصوات الأميركيين وآمالهم وأحلامهم ستحدد مصير البلاد خلال المرحلة القادمة. وأعرب ترامب عن امتنانه للرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل لدورهما في تحقيق انتقال سلس للسلطة. وانتقد الرئيس الأميركي "انتفاع قلة في واشنطن" من الحكومة بينما يتحمل المواطنون العبء الأكبر، قائلا "الآن سيتغير الوضع. هذه هي لحظتكم". وأعلن ترامب عزمه بناء طرق جديدة وجسور ومطارات وأنفاق وسكك حديدة في جميع أنحاء البلاد. وأكد الرئيس ال45 أن أي صفقة تجارية سيتم عقدها من الآن فصاعدا مع دول العالم، ستضع في الاعتبار الولاياتالمتحدة أولا، مضيفا أن إدارته ستحمي الحدود وتعيد الوظائف إلى البلاد، في تطبيق لقاعدة بسيطة، وهي "اشتر منتجات أميركية ووظف مواطنين أميركيين". وقال ترامب أيضا إن إدارته ستواجه الإسلام الراديكالي وتستأصل الإرهاب "من على وجه الأرض"، متعهدا ب"ببناء البلاد، واستعادة الحلم، وتنفيذ المهمة".