كم هي المآسي والأحزان التي تعج بها البيوت نتيجة الظلم والتمييز والتفريق بين الأبناء، وعدم العدل بينهم، وما يتبع ذلك من وجود الكراهية والبغضاء بين الإخوة في البيت الواحد، والسبب هم الآباء وإصرارهم على الحياد عن العدل. فعدم العدل بين الأبناء له أسوأ النتائج في الانحرافات السلوكية والنفسية؛ لأنها تولد الحقد والغيرة قد يضطر معها الآباء اصطحاب أبنائهم لمستشفيات الصحة النفسية. في هذه القضية التي شهدت أحداثها محكمة الأسرة بإمبابة كان السبب الرئيسي في وقوعها هو التفرقة في المعاملة بين شقيقتين من جانب الأب والأم؛ مما أجج مشاعر الحقد والكراهية بين الأختين. فمنذ الطفولة كانت الابنة الكبرى تعاني من الاضطهاد والإهمال وتشعر دائمًا بأنها الطفلة المغضوب عليها فهي دائمًا ملامة ومخطئة؛ رغم تفوقها في دراستها وحتى في أعمال المنزل إلا أنها لم تجد في المقابل سوى القسوة، وكبرت الفتاتان وكبر معهما الحقد والحسد وكثير من المشاعر الأخرى السلبية التي تجعل الحياة صعبة. وكانت الأخت الكبرى تفكر كثيرًا.. متى تتخلص من هذا العذاب وكان الزواج هو فرصتها الذهبية؛ للذهاب بعيدًا عن هذا المنزل الذي عاشت فيه سنوات من القهر والظلم؛ ما جعلها تتمنى الخلاص منه. وحينما طرق الزواج باب الأخت الكبرى دبت الغيرة في قلب الشقيقة الأخرى الصغرى المدللة، والتي حاولت بكل الطرق وبكل وقاحة ودون أي وازع من دين أو ضمير اجتذاب خطيب شقيقتها نحوها؛ ولكنها فشلت، ومرت الأمور بسلام، حتى تم الزواج، وانتقلت العروس إلى عش الزوجية. عاشت مع زوجها المحب الطيب، أيامًا سعيدة عوضتها كثيرًا عن مرارة الماضي، ولكن ما كان للأخت الصغرى أن تهدأ حتى تحظى بزوج أفضل من زوج أختها، وإن لم يكن أفضل فسيكون الانتقام شديدًا؛ وسيكون الثمن الذي ستدفعه الأخت الكبرى باهظًا دون أى ذنب سوى دفع ضريبة الحسد والحقد التي تربت عليها الشقيقة الصغرى، والتى انتظرت تحلم بزوج مثل أختها ولكنها مكثت فترات طويلة بدون زواج برغم جمالها. فسيطر عليها اليأس وزاد حقدها وحسدها لأختها المتزوجة فراحت تتمنى لو كانت مكانها، وبدأت تفكر كيف يتسنى لها ذلك فبدأت تحوم حول عش الزوجية السعيد، واثقة أنها لن تنال ما تريد إلا باقتحامه؛ فذهبت لشقيقتها زائرة متعمدة الأوقات التي يتواجد فيها الزوج بالمنزل. وكررت الزيارات، بدعوى مساعدة شقيقتها وهى في شهور حملها الأولى، ومع اقتراب موعد الولادة أقامت إقامة كاملة لديها فباتت لها الفرصة سانحة للاقتراب من الزوج أكثر وإغوائه. وتمكنت من السيطرة عليه وإقناعه بالزواج منها بعد طلاق أختها، وتواعدا على ذلك، وتكررت اللقاءات حتى شاهدهما أحد الجيران، وأخبر الزوجة التي فضلت مواجهة شقيقتها ونصحها بالابتعاد عن زوجها؛ إلا أن الأخت الخائنة أخبرتها أن زوجها سيتركها في أقرب فرصة، ويتمم زواجه منها، فلما علمت الزوجة بذلك أسرعت إلى محكمة الأسرة بإمبابة ورفعت دعوى طلاق للضرر.