تحت عنوان "جمال مبارك ..العائد للملعب السياسي"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن "انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر ستجرى في يونيو 2018، أي بعد عام ونصف من الآن، إلا أنه يبدو أن رموز النظام الفاسد، نظام ما قبل السيسي ينوون العودة لأرض المعركة". وأضافت: "من بين الشخصيات التي تقوم بجس النبض، جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق، ومحمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، وأحمد شفيق رئيس الحكومة المصرية في عهد المخلوع حسني مبارك". وأوضحت أن "هذه هي الشخصيات التي تريد خوض المعركة السياسية في بلاد النيل، وفي بداية الأسبوع وخلال مباراة بين منتخبي مصر وتونس بكرة القدم، كان هناك حدث لفت انتباه المصريين، لم يكن هذا الحدث يجرى على العشب حيث يتبارى الفريقان، وإنما في الاستاد وبشكل استثنائي ونادر، كان يجلس هناك الشقيقان البارزان لعائلة المخلوع، جمال وعلاء، يجلسان مثل باقي المشجعين يتابعون المباراة بشكل طبيعي وعادي، هذان هما الشقيقان اللذان يمثلان رمزا فساد النظام السابق". وأضافت: "من خلال مقاطع الفيديو والصور التي تم رفعها على مواقع التواصل لهذا الحديث؛ يمكننا أن نرى كيف لم تضع الجماهير أي فرصة أو لحظة لالتقاط صورة (سيلفي) مع الشقيقين مبارك واللذين اعتبرا قبل 5سنوات جزءًا مركزيًا من نظام القمع الخاص بوالدهما، هذا الوالد الذي تمت الإطاحة به في ثورة شعبية، يمكننا أن نرى من خلال الصور والفيديوهات أيضا أن جمال وعلاء وجدا من الصعب الخروج من الملعب بسبب الجماهير الغفيرة التي أرادت التقاط الصور معهما". وتابعت: "الحديث لا يدور عن الظهور العلني الأول للشقيقين مبارك منذ إطلاق سراحهما من السجن في يناير 2015، بعد قضائهما فيه 4 أعوام، ما رأى فيه الإعلام نوعًا من التصعيد". واستدركت: "لم يبق أمام جمال وعلاء إلا قضية واحدة تتعلق بالبورصة المصرية، والحديث يدور عن العقبة والعائق الأخير الذي إذا ما استطاع الشقيقان مبارك تجاوزه؛ سيتمكنان حينها من تبرئة سمعتهما للأبد". وأشارت إلى أنه " في يونيو 2018 سيذهب المواطنون المصريون لصناديق الاقتراع لاختيار الرئيس القادم للجمهورية، وبشكل غير مفاجئ تم إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي(فيس بوك) مؤخرًا يدعو إلى تولي جمال الرئاسة، هذه الصفحة لديها 94 ألف متابع ما يمكن أن نرى فيه محاولة لجس نبض المصريين في ظل الوضع الاقتصادي الصعب والمحبط الذي تعيشه البلاد". وأوضحت أن "الزمن وحده هو الذي سيجيب على سؤال : هل سينجح جمال في القيام بهذه الخطوة ويتخذ طريقه عائدا للحلبة السياسية". وقالت إن "هناك شخصية أخرى تتلمس طريقها على الصعيد السياسي وهو محمد البرادعي، الذي يعتبر أحد رموز ثورة يناير وأحد الذين خرجوا مع المتظاهرين ضد نظام مبارك باسم قيم الحرية والديمقراطية، ورغم أنه قرر عدم المشاركة في الانتخابات في يونيو 2012 إلا أنه أسس حزب (الدستور) في محاولة ليكون له موطأ قدم في المشهد السياسي بالبلاد". وأضافت أن "البرادعي كان فعليا جزءًا من الحكومة الانتقالية ونائبًا للرئيس المؤقت عدلي منصور، لكن قرر بعد ذلك الاستقالة ثم غادر مصر، ومنذ هذا الوقت تحول إلى أحد المنتقدين اللاذعين للنظام المصري مستخدمًا بشكل أساسي حسابه الشخصي على موقع (تويتر)". ولفتت إلى أن "أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري الأسبق هو أيضًا يراقب ما يحدث بكل اهتمام، هذا الرجل الذي يعتبر أخر رئيس حكومة بعهد المخلوع والذي دخل السجال الانتخابي أمام الإخواني محمد مرسي وخسر، ترك البلاد متوجها للإمارات خوفًا من الاعتقال بسبب الفساد، لكن في الفترة الأخيرة تم رفع اسمه من قوائم المطلوبين؛ الأمر الذي مهد الطريق أمام عودته لمصر ربما للدخول في مواجهة مع النظام". وختمت: "مع كل التقدير لكل الذي يتحسسون طريق العودة للمسرح السياسي ببلاد النيل، يبدو أن الأمر الوحيد الذي يجب أن يزعج القاهرة ليس البرادعي أو جمال أو شفيق وإنما الوضع الاقتصادي الذي ما زال لم يشهد تحسنًا، ويسبب حالة من الإحباط وسط الكثير من المواطنين".